الفلول والشبيحة والدواعش في خندق نتنياهو
ياسر ابوهلاله
13-07-2014 04:36 AM
تعبّر مواقع التواصل الاجتماعي عن حقيقة المواقف أكثر من مواقع الإعلام التقليدية؛ صحافة مطبوعة وتلفزة، فهي محررة من القيود والاعتبارت واللياقات، ولا داعي فيها للتجمل والتزوير وإخفاء الموقف الحقيقي. من فيس بوك وتويتر نعرف أن الثورة المضادة مع إسرائيل وضد الفلسطينيين وأن الربيع العربي معهم. لذا تجد سورية تحت القصف من نظام "ممانع" مع المقصوف في غزة، وشبيح يتمتع بعطايا الممانعة يسخر من الفلسطينيين ويشمت بهم، وفلولي في مصر لا يواري سوأة التضامن مع نتنياهو، وفوقهم داعشي يرى أن قتال المرتدين في حماس أولى من قتال اليهود.
نعم قتال حماس المرتدة أولى من قتال الكفار الأصليين، هكذا غرد وناقش "المريقب الشامي" أحد أذرع داعش الإعلامية على التويتر. وهو يتفق تماما مع ما نقله الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي عن المعلق الصهيوني آسخروف في موقع وللا يوم الخميس: "جنرالات مصر "يستمتعون" بالضربات التي توجهها إسرائيل لغزة، ولن يتدخلوا إلا بعد التأكد من أن حركة حماس لن تحصل على أي إنجاز بعد انتهاء الحرب الحالية" ويتفق معه رون بن يشاي، المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت: "نظام الجنرالات معني بأن تواصل إسرائيل توجيه الضربات لغزة، وهذا ما سيطيل أمد المواجهة".
ويوسي بيلين وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق وصف بدقة الحال الرسمية العربية بقوله :" تنديد النظم العربية بما تتعرض له غزة ضريبة كلامية فقط وكلهم يأملون في القضاء على حماس".
ولأن إسرائيل عدو عاقل لا تقرأ في صحافتها استهانة بالعدو وتقليلا من قدراته بل تحليلا موضوعيا يعتمد على معلومات لا تضللها المشاعر، فمشاعر الكراهية لدى نخب الثورة المضادة سواء للإسلاميين أم الفلسطينيين تعميها عن رؤية حقائق الواقع والتاريخ، ويعاد إنتاجها لصالح أكاذيب تتفق مع مشاعرهم.
تحت القصف يكتب المعلقون الصهاينة بموضوعية عن عدوهم؛ الكاتب الصهيوني أشفيت كتب في هآرتس: "إسرائيل ظنت أن حماس ضعفت فهاجمتها، لكن أداءها الحربي يدلل على أنها أصبحت أكثر شراسة". والكاتب اليهودي جدعون ليفي يوبخ نتنياهو: "هل كنت تنتظر أن تقف حماس مكتوفة الأيدي وتسمح بأن ينتهي الغزيون بالموت البطيء". وجدعون ليفي ينصف: "رسالة حماس من خلال ردودها القوية تفيد أنها لن تحتمل تبعات الأحقاد الإسرائيلية والمصرية".
لقد رسمت حرب غزة بوضوح الخط الفاصل بين الربيع العربي والثورة المضادة، فهو ربيع ضد الاستبداد وضد الاحتلال، والثورة المضادة معهما، ولذا نجد وزير خارجية مصر يزور نوري المالكي ويتضامن معه وهو يقصف شعبه، ولا يزورغزة التي تعاني من حصار مصر كما حرب إسرائيل. وترفض مصر كما يقول الأميركيون التوسط لتحقيق مخرج سياسي.
المفكر اليهودي يعكوف درور يقول: "إسرائيل أدركت مبكراً الفوائد الهائلة في وجود الديكتاتوريات العربية، سيما حقيقة إسهامها الحاسم في تقليص حدة المقاومة العربية للمشروع الصهيوني، لذا سعت للحفاظ على حكم الطغاة العرب، ومع اندلاع الثورات العربية خرج قادة إسرائيل عن طورهم في محاولة إحباط التحول الديمقراطي في العالم العربي". وخرجوا كذلك عن طورهم في حرب غزة . ولذا المنطقة في حال جنون تاريخية!
(الغد)