هو الله خالق الكون ومدبر امره ، بيده وحده سبحانه كل شيء في هذا الوجود ، ولا راد لقضائه الاهو جلت قدرته ، فاذا سألت فأسأل الله واذا توكلت فلا تتوكل الا على الله واذا عزمت فخذ بالاسباب وقل يا الله ، وكن على يقين من أن الله لن يردك خائبا ابدا .
ذلك هو القول الفصل فليس لبشر ان ينفعك او يضرك الا بأمر الله ، ومهما تجبر الخلق او تكبر او توهم ان بيده امر احد من خلقه، فهو مسكين ومجرد واهم ضال نسي او تناسى ان الله موجود في كل زمان ومكان يرقب ويرى ويسير الامر بحكمته سبحانه ، ومها علا الانسان اوتعالى فهو كذلك مسكين غافل يثير شفقة الخلق ممن عرفوا الله حق معرفته وقدروه جل في علاه حق قدره .
هذا شهر الرحمة والتوبة والغفران لمن يريد ، فيه تنزل القرآن الكريم وفيه ليلة القدر العظيمة وفيه يتنعم الصائمون بحق بنعمة الصيام ومتعته التي لا تعادلها متعة سوى متعة التفكر بعظمة خلقة جلت قدرته ، حيث هذا الكون العظيم المتحرك دوما منذ الازل والى يوم الدين وهو اشبه ما يكون بمعمل ضخم عظيم خلقه ويديره خالق عظيم وفق نظام دقيق محكم اكبر واعظم من قدرة البشر على التصور، ومع ذلك فمنا الغافلون الذين يغيب عن تفكيرهم ان حياتهم الى نهاية حتما في لحظة لا يدرك زمانها ولا مكانها احد ، وان يوم الحساب آت لا محالة يوم لا ينفع مال ولا جاه الا من اتى الله بقلب سليم .
نعم هو الله صاحب الامر كله ، وحده الجدير بالطاعة والعبادة والتذلل وطلب المغفرة وما سواه سبحانه مجرد مخلوقات لا حول لها ولا قوة الا بامره ، ولو كان الناس جميعا على هذا الدرب القويم لما كان بينهم فاجر اوخارج عن الصف ، ولكانوا اخوة متحابين في الله وعلى طاعته وعبادته ، ولاستقامت الحياة ولما كان فيها شقي ولا محروم ، لكن كثيرا من خلقه وطنوا النفوس على ادراك قاصر يرى ان الحياة الدنيا هي البداية والنهاية ، وان لامرد الى الله العلي القدير مع ان كل ذرة او خلية في اجسادهم تنطق بوجود الله وعظمته وحتمية لقائه العظيم في لحظة لا يعلمها الا هو تعالى في عليائه .
ونختم بقوله سبحانه ، ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ، صدق الله العظيم .