كالعادة فان العرب لا يمتلكون سوى الحزن على غزة ، الحزن المتشنج ، الحزن الذي يتحول مع الأيام حزناً خاوياً ودعائياً لئيماً ، وباعتقادي ما اكبر المأساه في قلب الغزاوي على هؤلاء ذلك أنهم يعيشون بشكل عبثي تماماً وعلى وهم الكرامة ، بينما لم يقننوا الأحقاد فيما بينهم كما هو واضح ..
مجتمعاتهم البائسة المازومة وحكوماتهم المصطنعة التي تحركها إرادة الخواء والزيف ، فلا احد منهم يعترف بعجزهم ، يعتقدون أن الآمال الدينية وحدها تكفي على أنها علة الاندفاع النفسي نحو تحفيز السذاجة الجمعية فيما بينهم ، بحيث نرى الاشمئزاز المتبادل بين ابناء الدين الواحد والعقيدة الواحدة مثلاً أكبر من الاشمئزاز المتبادل بين العرب المسلمين والكيان الصهيوني الغاصب، والمفارقة أن المعنى الديني نفسه يصبح مجرداً من المعنى بسببهم، ففي السياق يكون العرب بمختلف اطيافهم ودياناتهم وجذورهم مجرد برابرة في استغلال المأساة الفلسطينية لا يفرقون كثيراً عن بربرية صانع تلك المأساة «الكيان الصهيوني».
وبالتأكيد لا يمكن للشعوب المنقادة أن تنتبه لهذا التناقض الحاد، بل إن هنالك من خلق لنفسه مصالح شاسعة من وراء ظهر القضية الفلسطينية، ولا يهمه سواها حتى وإن أغدق في دعم القضية الفلسطينية أيضاً.
غزة وحدها تقف في وجه الصهاينة الأنجاس .. تسحب معها الشرفاء فيرتقون ويرتفعون.. وتدوس بقدميها الشامختين على رؤوس المتخاذلين.. فيتهاوون ويسقطون.. لن ينجوا أحد.. لن يختبئ احد من لعنة غزة , والتاريخ لا يرحم.
اللعنة لن تستثني أحداً من المتآمرين والمتخاذلين.. قسماً ستطارد لعنة غزة كل من ترك غزة وحدها وغزة لن تغفر لأحد لانها الكرامة العربية المسلوبه .. وغزة الرمز والروح وصندوق السر والقوة .. وغزة صامدة عزيزة.. شامخة تصافح النجوم.
اعلم بأن الله لا يصلح عمل المفسدين.. ربما نراهم كما هم دوماً في الطرف الآخر يتمسحون ويتآمرون ويلعقون احذية ودماء وكثيراً من الذل والخسران المبين .
لعترف ان هموم الوجود كله يتكثف في غزة .. وغزة تحرسنا جميعاً