صدر للدكتور جمال ناصر كتاب جديد يتناول ليس فقط سيرة حياته الخاصة، بل أيضاً خبراته العملية وما شاهده وعرفه في علاقته بعدد من القادة العرب على رأسهم الملك حسين رحمه الله حيث عمل مستشاراً قانونياً لجلالته.

يقول المؤلف أن ما دفعه لتأليف هذا الكتاب هو شعوره بالواجب تجاه ذكرى الملك المتميز. صحيح أن الكثير كتب عن الملك حسين، ولكن معظم ما كتب يدخل في باب التحليل اعتمادأ على معلومات مستمدة من مصادر ثانية، في حين أن ما يقدمه مؤلف هذا الكتاب يعتمد على معلومات شخصية مباشرة بوصفه المستشار القانوني للملك، بعضها يلقي الضوء لأول مرة على مواقف ملكية مشرّفة وغير معروفة من قبل تجاه القضية الفلسطينية.

ظل المؤلف قريباً من الملك حتى النهاية وبالتالي فهو يقدم حقائق كما اختبرها بنفسه. ويصف الملك بأنه رجل سـلام متواضع، عاش مع شعبه ولأجل شعبه، وفاجأه القدر قبل أن يكمل برنامجه.
يدرك المؤلف أن الكتاب سيزعج البعض، ولكنه يقبل ذلك بصدر رحب طالما أنه يسجل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.

هذا الكتاب لا يتناول الأردن والملك حسين فقط، فالمؤلف يمارس العمل القانوني في لندن، وله فروع في أفريقيا وآسيا، وشهد أحداث التاريخ في العاصمة البريطانية التي كانت في يوم ما عاصمة العالم.

لا يخلو الكتاب من التاريخ الشخصي للمؤلف، ابتداءً من مولده في القدس من أب يعمل موظفاً في البلدية، إلى دراسته في القدس وبيروت ثم لندن، إلى انضمامه إلى نقابة المحامين في انجلترا.

في الكتاب مقاربة للصراع العربي الإسرائيلي وأبعـاده الإقليمية والدولية، وهو يطالب قادة العالم أن يتحرروا من النفوذ الصهيوني، فلا يقبلوا بالتصرفات الإسرائيلية التي تجافي مبادئ العدالة والقانون الدولي.

وفي هذا المجال يبدو كأن المؤلف كان يتنبأ بالمبادرة الأميركية الأخيرة التي قادها وزير الخارجية جون كيري، فهو يعلق أملاً - مهما كان ضئيلاً- على إمكانية تصدي الإدارة الأميركية لاجتراح حل عادل والصمود في وجه اللوبي الإسرائيلي. لكن الأمل خاب واستطاعت إسرائيل إفشال المبادرة الأميركية كما أفشلت المبادرة العربية من قبل، دون أن تدفع ثمنأً.

كتاب جمال ناصر UNDER MY WIG صدر في لندن باللغة الإنجليزية في 2013، وترجم إلى العربية تحت عنوان «سيرة رجل قانون وسياسة» عن دار جبل عمان (ناشرون)، ويستحق أن يقرأه المؤرخون والمهتمون بالشأن الأردني والعربي والقضية الفلسطينية.
(الرأي)