facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




صح النوم ..


09-07-2014 03:48 PM

في المسلسل الذي ادخل السرور الى قلوبنا يوم كان الضحك ممكناً.. ترددت عبارة "اذا اردنا ان نعرف ما في ايطاليا... يجب ان نعرف ما في البرازيل"..

العبارة التي رددها حسني البورزان في مسلسل صح النوم طوال اكثر من 30 حلقة تجد صداها اليوم ... لكن علينا ان نتذكر ان نهاد قلعي الكاتب المعشوق من قبل فطوم حيص بيص والذي تعثر مشروعه الكتابي بسبب مؤامرات من ارادوا تشويه صورته لدى عاشقته الولهانة فطوم... جعلته يراوح مكانه لمدة شهر وهو لم ينجز غير عبارة واحدة "اذا اردنا ان نعرف ماذا في ايطاليا ... يجب ان نعرف ما في البرازيل".


لو كان البورزان حياً اليوم لاكتمل مشروعه الكتابي بتغيير كلمة واحدة فقط وهي المانيا بدلا من ايطاليا... اليوم فقط عرفنا ما كان يقصده نهاد قلعي... فجملته تختصر المشهد العالمي بالرغم من عمق الاثر والتداعيات التي قد تلحق بما حدث.

فرحة لا توصف تجتاح الشارع الالماني والاوروبي... وغضب وخيبة وانكسار يخيم على البرازيل وامريكا اللاتينية وكثير من ارجاء العالم... حدث كل ذلك بعد ان عصت الكرة اليوم وابت ان تفارق الاقدام الالمانية.. وعادت لتهز شباك البرازيل سبع مرات في سابقة ندر حدوثها في تاريخ المونديال.. والاولى في مونديال هذا العام الذي تستضيفه البرازيل...

في خزانتنا العربية لا نجد ما نهدي للبرازيل غير المقولة التي استنفدت صلاحيتها واستخدمناها عند كل خيبة من خيباتنا نهديها للبرازبل في هذا اليوم الاصعب في تاريخها الكروي لما اصابهم في اهم ما ميزهم منذ ان ادخلت كرة القدم الى بلاد الامازون واخذ الاطفال والشباب يراقصونها بحب وشغف لا يجاريه حب.. حتى بدا للعالم وكأن لاعبيهم يملكون تعويذة تجذبهم للكرة فلا تبرح اقدامهم الى بعناء لا يقوى عليه الا القلة القليلة ممن احترفوا ملاحقة الوعاء الجلدي المنفوخ الطائر في الفضاءات التي شيدت لضبط طيرانه وترويضه والتحكم في مساراته ومجاراته ودفعه باتجاهات محددة بسرعة وخفة لا تخلو من المراوغة والخداع المشروع.. من اللغة العربية التي انتجت من كثر خيبات اهلها اكل مقام مقال نقول لا صدقائنا البرازيليين مقولتنا التي نرددها عند كل خسارة من خساراتنا المتلاحقة"لو دامت لغيرك ما آلت اليك.."

لا ادري هل سيقبلها البرازيليون لكني متأكد من انهم يحتاجون الى كل عبارات العزاء لتجاوز المحنة التي ستترك ندبها على نفوسهم لشهور وربما لسنوات وعقود... وقد يجد فيها اخواننا البرازيليون عزاء يساعدهم على تجرع الذل والهزيمة الناجمين عن الخسارة المهينة التي بدا فيها الفريق الوطني مثل مجموعة من الموظفبن الهواة في لعبة ترفيهية لا تمت الى تاريخ البلاد... وﻻ مكانة أهلها... وامال جمهورها.. وشغف مشجعيها ليس في امريكا اللاتينية فحسب بل في كل جنبات الدنيا.

الانهيار الذي اصاب البناء المعنوي للامة التي علمت العالم فنون مراقصة الكرة واوجه ركلها واداب ملاحقتها ومناهج تطويعها وطرق زفها الى شباك الخصم عبر عشرات السنين حتى اضحت الكرة مثل كرنفالاتها وقهوتها وشغفها بالحياة من ابرز ملامح هويتها..

ربما لم ولن تشهد البرازيل خيبة بمستوى التي منيت بها اليوم.. ليس لانها خسرت مباراة كروية مهمة عاى ارضها او لان فريقها خذل مئات ملايين المشجعين حول العالم.... بل لعدم قدرة الجيل الجديد من لاعبيها الحغاظ على السمعة والمكانة الاسطورية التى بنتها الاجيال السالفة في منتصف القرن الماضي وما تلاه.

البرازيليون اليوم في حالة انهيار معنوي.... يخيم عليهم الشعور بالصدمة والعضب والاحباط والانكار والذهول...

سيحتاج البرازيليون لعشرات السنين للتخلص من آثار الهزيمة التي هزت بنائهم المعنوي وزلزلت كيانهم....واضعفت مواقفهم ليس في الرياضة فحسب...

من الناحية النفسية ﻻ تختلف معاناة البرازيليون اليوم عن معاناة الشعوب التي خسرت ارضها وجيشها وكرامتها ...فما حصل اليوم للبرازيل يشبه سقوط القسطنطينية... وانهيار سور برلين... واحتلال الضفة الغربية...انها هزيمة مدوية ستلقي بظﻻلها على السياسة والاقتصاد والتجارة والسياحة والصحة النفسية ومستقبل الرياضة واشياء كثيرة اخرى..

لم تخسر البرازيل اليوم مباراة كروية... ولا كاس العالم فحسب... بل خسرت ارثا بناه الرواد بالكثير من الجهد والعرق والحب والكبرياء...
اليوم انهارت احدى اعرق الامبراطوريات واكثرها سحرا وجاذبية.....العالم الرياضي اصيب بالذهول...الذي قال للجميع" ﻻ شئ ثابت الا التغير"
سيبقى احساسي الشخصي ان الكرة اجمل واسرع وابهى بكثير وهي ترقص على اقدام البرازيليين....فهم وحدهم القادرون على مزج رقصاتهم بتمارينهم...وهم الذين اخلصو للملاعب التي تنتشر بين احياء مدنهم المكتظة تملؤها رؤوسهم الاحلام بان ينضموا الى قوائم الرجال الذين افنوا شبابهم يلاحقون الكرات ويتناقلونها في عروض بهلوانية تنتهي بايداعها في شباك منافسيهم في مشاهد ولا اروع ....

البرازيليون لا يحبذون شراء من يلعب تحت رايتهم.......





  • 1 ابو صقر 09-07-2014 | 04:32 PM

    مبروك للبرازيـــــل 7 اهداف


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :