الارهابي الزعيم .. والارهابي الطرطور !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
08-07-2014 04:08 PM
الارهاب هو ابداع فرنسي ظهر بعد الثورة الفرنسية مع اختلال الأمن وكان فردياً فكان كل من يستطيع عمل عملية ارهابية كان يقوم بها طوعا ًكذلك كان هناك العديد من المنظمات الارهابية في اوروبا ( حركات ثورية ) ما زال لها انعكاسات من اهمها الحركة الايرلندية من اجل الاستقلال كذلك المنظمة الارمنية ضد الاحتلال التركي 1890 وحركة تحرير الباسك وغيرها الكثير فالارهاب موجود في معظم انحاء العالم اما من اتى بالعمليات الارهابية الى الشرق الاوسط فهي اسرائيل حيث بدأت بعصابات لممارسة العنف والقتل والدمار وهي ( شتيرن والارجون وزخاي ) ولقد ارتكبت العديد من المذابح والتاريخ دونها ويذكرها ولقد تغيرت النظرة للارهاب بعد 11 سبتمبر .
فالارهاب ليس صناعة جهة معينة انما من الممكن ان ينشأ من جماعات صغيرة وامكانيات محدودة تعتبر ان هناك عدو مستهدف ويجب التخلص منه ومواجهته لتحقيق اهدافهم وغاياتهم او تنفيذ مخططات دول او جهات خارجية لها اطماع سياسية او اقتصادية تعمل على الاخلال بأمن واستقرار وتدمير الاوطان واضعاف قوتها واشعال نار الفتنة باشكالها وانواعها فالارهاب لغوياً هو التخويف واثارة الرعب بالقلوب والفزع والايذاء والاخلال بالامن والاستقرار والارهابي الاول ( القيادي ) هو الارهابي الذي يستهدف التفجير والقتل ويستخدم الاساليب المروعة لغايات نشر مبادئه وتحقيق اهدافه كما يراه ويعتقده دون ان يأخذ بعين الاعتبار حجم الخسائر وعدد الضحايا الناجمة عن ذلك التفجير او تلك العملية مهما كان نوعها اما الارهابي الثاني فهو الارهابي التبع فهو الارهابي المجند من داخل الوطن والمخدوع بما يقال ونشاهد وهو من غسلت دماغه وفكره بافكار الجماعات الارهابية المتطرفة التي تستهدف وطنه فهو يشاهد عمليات تلك الجماعات على انها عمليات بطولية ومشاهد درامية وحركات بهلوانية واسلحة متنوعة والبسه فلكلورية ورسائل عبر وسائط الاعلام ترويعية وطرق قتل وتدمير مختلفة فينبهر ويتشبع بثقافة العنف ويصبح تدريجياً ودون ان يعلم يتعاطف او ينجذب او ينحرف بذلك الاتجاه خاصة بوجود من يعمل لمصالح تلك المنظمات الارهابية والتي يتوفر لديها المال لتلبي واحتياجاته ومتطلباته المعيشية في ظل تقصير الحكومات عن توظيفهم او تشغيلهم او الوصول اليهم لتوعيتهم حيث ان تلك الجماعات تستهدف تشويه الوطن ( كصراع تشويهي ) بمعلومات وصور وارقام وممارسات مبالغ بها يكون بالمحصلة الضحية الوطن وابناءه وهؤلاء يصنفون على انهم خلايا ارهابية نائمة صغيرة يتم ايقاظهم وتكليفهم بعمل ما في لحظة ما حيث تبرز وتقدم التسهيلات والدعم والمعلومات لمن يريد ان يقتل ويفجر او اثارة الفتن وتوزيع المنشورات كل ذلك على حساب امن واستقرار الوطن واهله وتبقى المشكلة والعلة ملخصة في تلك الجماعات المتطرفة في كونها تعتقد وتؤمن بشكل مطلق ان الله لم يهدي سواهم وبالتالي هم اصحاب حق والحقيقة المطلقة التي يجب ان لا تناقش ولانهم كذلك بما يؤمنون به فأن على كل اهل الارض ان تتبع نورهم وان لم يكن بخاطره ورضاه وقناعته فبأسلوب التهديد والترويع والوعيد وكل من هو رافض لذلك يعتبر كافر .
فالارهابي التبع ( الطرطور ) لا تقل خطورته عن الارهابي الرئيسي القيادي المتزعم وكلاهما لهم نفس المقاس من العقل والتفكير والقناعة بتنفيذ المخططات باسلوب مختلف وهنا يكمن مدى اهمية التوعية والتنبيه لشبابنا ومواطنينا من الانسياق وراء المغريات والخطابات المتطرفة والمحرضة واهمية الوصول الى جيوب الفقر والمناطق المهمشة والمهملة والتي يعاني سكانها نقص بالبنية التحتية والخدمات الاجتماعية لذلك يجب ان تكون هناك استراتيجية وطنية يشارك فيها كل مواطن شاب وعامل ومتقاعد منتمي لوطنه وللوصول لتلك المناطق الفقيرة لخدمتها بالتعاون مع كافة الجهات المعنية من اجل مواجهة الاخطار المحدقة بالوطن واطفاء نار الفتنة من داخل المجتمع ولتكون تلك القيادات الشبابية والعمالية في المجتمع بمثابة محطة انذار مبكر لأي خطر داخلي ولمواجهة اي خطر خارجي .