أبجدية الصخر: البترا في الشعر العربي المعاصر
07-07-2014 04:52 PM
عمون - احتوى كتاب (أبجدية الصخر.. البترا في الشعر العربي المعاصر) لمؤلفه الشاعر الدكتور محمود الشلبي ، الصادر حديثا عن دار اليازوري للنشر والتوزيع في عمان، على جملة قراءات نقدية في قصائد اردنية وعربية حاكت جماليات بترا الاثرية.
اعتبر الشلبي في مقدمة الكتاب، أن ما كتب عن البترا وآثارها يبقى في إطار الدراسات التاريخية والأثرية الموسومة بطابعها العلمي التقريري الذي يكشف بلغة موضوعية مباشرة عن نشأتها وتاريخها وحضارتها وقصة اكتشافها، لافتا النظر إلى أنه بادر بجمع شتات القصائد ودراستها في ضوء مضامينها التي تناولت موضوعات متعددة، شكلت ظواهر لدى الشعراء وتم الكشف عنها وعرضها في هذا البحث.
واستعاد الكتاب ملامح من أدبيات البترا خصوصا تلك الواردة في مؤلفات مثل : رواية (بترا ملحمة العرب الأنباط) ورواية (معبد الكُتبا) لهاشم غرايبة، ومسرحية (وردة الصحراء- البترا) لحسن ناجي، إضافة الى نصوص أدبية مكانية مثل: (نصوص بترا.. وردة القوافل) للمتوكل طه، وكتاب (المكان- نصوص إبداعية) للدكتور باسم الزعبي.
عرض الشلبي اشتغالات العديد من الشعراء كنماذج لدراستها من خلال عبقرية اللون وسحر البترا وغموضها والفن المعماري ووجدانيات المكان وغيرها، اضافة الى تلك الجوانب التاريخية حول أهمية البترا وانفتاحها على ثقافات العالم وهي المدينة الحاضرة عبر الزمن والعصية على النسيان، حيث غدت في الوقت الحالي من بين أهم مواقع التراث الإنساني.
وأعطى للمدينة الاثرية وأهلها من الأنباط العرب اكثر من ميزة في تطوير تفاصيل حياتهم اليومية في منطقة واقعة على امتداد حيز جغرافي يصل بين اطراف وحواضر انسانية فضلا عن ابداعاتهم في اكتشاف وتطوير الخط الآرامي وفي استنباط الحرف العربي .
ورأى الكاتب محدودية عدد القصائد التي قيلت في البترا مقارنة بأهمية المدينة وقيمتها الحضارية، فضلا عن ان مستوى الشعر الذي قيل في البترا عجز في معظمه عن بلوغ مكانة هذه المدينة الخالدة، حيث بدا فيها ذلك النظم والوصف التسجيلي، مشيرا الى ان العديد من تلك القصائد كتب على استعجال بعد فوز المدينة بكونها إحدى عجائب الدنيا السبع. وتناول الشلبي العديد من العناوين المهمة كمقام الطلل وهو قناع فني يتوسل الشاعر من خلاله لتأمل المكان والتعبير عن أثره في النفس، إضافة إلى المعالم الزائلة والتي لم يبق من إطلالها الماثلة للعيان إلا ما تثيره في النفس من أحزان وأشجان. بترا