صور الفقراء ليست ثمناً للصدقات
سميح المعايطة
06-07-2014 04:36 AM
من فضل الله تعالى ان جعل للصدقة والزكاة وكل عمل خير قواعد واخلاقيات وأول هذه اﻻمور ان تكون النية خالصة لوجه الله تعالى. وإﻻ تحولت الى فعل ايجابي لكنه بلا أجر او ثواب وﻻيسمى زكاة او صدقة.
ومن هذه القواعد ان هذا الخير يجب ان ﻻيمس كرامة الفقير. سواء من خلال المن واﻻذى ممن يقدم الخير اومن خلال تحويله الى وسيلة ﻻظهار كرم وتقوى من يقدم. وهذا يكون من خلال اﻻستعراض او من خلال تحويل عملية الصدقة الى مادة اعلامية يشاهد الناس فيها من ياكل وجبات الخير او من يتسلم كرتونة مساعدات او من يقدم له المحسنون وجبة طعام او مجموعة ملابس قبل ان يقيسها ويعرف ان كانت مناسبه له.
الخير فعل يفترض انه لدوافع اﻻجر والثواب او لدوافع انسانية وقناعات وكلا اﻻمرين ﻻيتعارض مع حق الفقير ومتلقي « خدمات الخير « في اﻻحتفاظ بكرامته.
نفهم وجود دوافع ﻻستخدام اﻻعلام لغايات اشاعة قيمة العطاء وفعل الخير لكن ليس من خلال تحويل اﻻنسان الفقير واسرته الى فيديو كليب عبر مشاهد وموسيقى تصويرية. وكان من يقدم الخدمة الخيرية ليس فاعل خير بل فاعل استعراض لوسيلة اﻻعلام ومن يتبرع.
عمل الخير الذي ﻻيعطي اهمية لكرامة الفقير والمحتاج له اسم خير. واراقة ماء وجوه الناس بحرارة كاميرات التصوير. او تحويل قصص فقرهم الى سهرات وتعاليل وتقارير اعلامية امر يستحق المراجعة.
هنالك مساحة للتوفيق بين حث الناس على الخير. وبين اهدار كرامة الفقراء امام الكاميرات يشاهدهم الناس اﻻ اذا كانوا يتاجرون بفقرهم او يتصنعون فقرا لغايات الحصول على اموال ومواد عينية حتى لو اساءوا الى المجتمع.
علينا ان ﻻننسى ان اراقة ماء وجوه الفقراء وكسر الحواجز لديهم من خلال اﻻساليب اﻻستعراضية في تقديم المساعدات ثمن كبير ندفعه من قيمنا ويستفيد من يقدم مساعدات يتم خصمها من الضرائب لكنه يريد فعل الخير اعلانات له كفرد او جهات. ومن كان ان يقدم شيئا لوجه الله فان الله تعالى سميع بصير. دون الحاجة الى تقارير اعلامية او سهرات على فضائيات ابطالها المحتاج ومعاناته وفقره وصور البيت البائس الذي يسكنه ووجوه اطفاله.
يمكننا ان نقدم للمحتاج وان نخفف فقره دون ثمن كرامته. وهناك الكثير من الخيرين الذين يقدمون دون ضجيج.او اذى ومنّ. فالخير له اساليبه واخلاقياته التي ارادها الله تعالى وطلبها من فاعلي الخير.
(الرأي)