في إحدى صفحات ملحق "التحدي" في "الغد"، صورة للاعبي منتخب البرازيل نيمار ومارسيلو، يقودان دراجتين هوائيتين ضمن حصة تدريبية قبيل اللقاء الذي جمع منتخبهما بنظيره الكولومبي مساء أمس. وفي الصفحة السابقة من العدد نفسه صورة للاعبين أردنيين مشهورين "يتربعان" حول طبق "محاشي" مجلل باللحوم!
ليست صورة نادرة من نوعها التقطها مصور صحفي من دون علم اللاعبين. إنها المرة العاشرة ربما التي نطالع فيها مثل هذه الصورة لنشامى المنتخب الوطني لكرة القدم، والأندية الأردنية، تنوعت فيها المواهب؛ صورة لمجموعة من اللاعبين تحلقوا حول منسف، وصورة أخرى تجمع النجوم مع مدربهم حول أكلة من مطاعم الوجبات السريعة الأكثر ضررا بصحة الأشخاص العاديين، فما بالك بالرياضيين. وقبل أسابيع قليلة، نُشرت في نفس الملحق صورة لأحد اللاعبين جالسا في وضعية شيخ العشيرة ويدخن "الأرجيلة".
تصوروا لو أن لاعب كرة قدم، أو أي رياضة أخرى، في إسبانيا أو ألمانيا ضبط وهو يدخن سيجارة؛ ماذا ستكون ردة الفعل في ناديه وبين جمهوره وفي وسائل الإعلام؟
أي نموذج يقدمه النشامى لعشاقهم ومتابعيهم من الشباب، وأي رسالة يبثونها لجمهور عام يعاني أكثر من ثلثيه من السمنة وزيادة الوزن، ويصارع الكثيرون ضمنه مع برامج الحمية الغذائية لإنقاص وزنهم؟!
أتابع أخبار الرياضة مثل كثيرين في الأردن، لكن لم يسبق أن شاهدت صورة لرياضي يأكل، إلا في القليل من إعلانات لمطاعم الوجبات السريعة، والتي يدور حول مشاركة بعض النجوم فيها جدل طويل بين مؤيد ومعارض. لا بل إن أكثر المواضيع التي تحظى بنقاش في وسائل الإعلام تلك المتعلقة بزيادة وزن هذا النجم أو ذاك، والخطر الذي يتهدده بعدم المشاركة في المنتخب بسبب زيادة وزنه.
هنا الأمر مختلف تماما؛ فالنشامى يتباهون ويتبارزون بصورهم مع المناسف وحلل المحاشي، ويحرصون على إرسالها للصحف ليطالعها جمهور عريض.
وعندما نشاهد مثل هذه الصور، والمخفي أعظم، لا نعود بحاجة للتفكير في الأسباب الكامنة وراء نتائجهم الباهرة في الملاعب، ولياقتهم البدنية التي يبدون فيها بعد أقل من نصف ساعة لعب؛ فمن "يجلد" منسفا كل يوم، أو ينقضّ على طبق محاشٍ وكبسة كل أسبوع، لا تتوقع منه نتيجة غير خمسة صفر؛ تذكرونا مع منتخب الأورغواي في قلب عمان وبين الجمهور الأردني.
يخضع الرياضيون في كل أنحاء العالم لنظام غذائي صارم، يحدد فيه المختصون ما يأكلونه بالمليغرام، ويُحرم معظمهم من تناول المشروبات الغازية التي تحوي كميات كبيرة من السكر، خاصة في المواسم الرياضية. وعندما يعود اللاعب من إجازة الصيف، يتعرض لبرنامج لياقة بدنية قاس، للتخلص مما لحق به من زيادة في الوزن.
ليس المطلوب أن نتوقف عن نشر مثل هذه الصور غير اللائقة بنجوم الرياضة، بل المطلوب قبل ذلك أن يتوقف الرياضيون عن تناول مثل هذه الأطعمة المدمرة لصحتهم ولياقتهم؛ فلو أن لاعبا مثل "ميسي" تناول مثلها، لما وجد ناديا رياضيا في العالم يقبله، إلا أحد الأندية الأردنية.
(الغد)