مينوتي: البرازيل تقدم أسوأ منتخب في تاريخها
03-07-2014 10:32 PM
عمون - تاليا نص المقال الثالث للنجم الأرجنتيني سيزار لويس مينوتي حول بطولة كأس العالم الحالية في البرازيل. ومينوتي قاد منتخب الأرجنتين كمدرب، لتحقيق أول لقب لبلاده في كأس العالم العام 1978.
"بلغنا دور الثمانية من بطولة كأس العالم الحالية بالبرازيل حيث أصبح يتنافس أربعة منتخبات أوروبية وأربعة منتخبات من أمريكا اللاتينية. فهناك البرازيل صاحبة أسوأ منتخب للبلاد شاهدته في تاريخهم ببطولات كأس العالم. وهناك كوستاريكا التي لا تحتاح سوى للقيام من جديد بما فعلته بالبطولة حتى الآن، لأنها من الناحية الشمولية أفضل الفرق الأمريكية اللاتينية الأربعة. وهناك الأرجنتين التي تحتاج للتخلص من جنونها ويأسها الملح لتحقيق الفوز وحسب. وهناك كولومبيا صاحبة أفضل اكتشاف بمونديال البرازيل الحالي، جيمس رودريجيز.
لنر هنا ما ينتظرنا:
كولومبيا مع البرازيل:
تأتي البرازيل وكولومبيا من مكانين مختلفين تماما. فالبرازيل لديها المدرب لويز فيليبي سكولاري الذي يعمل على الفرديات في الفريق، على التضحيات وعلى استرداد الكرة وعلى الجهد. ولكنه يعمل أيضا على فريق لا يجيد استغلال المساحات. في جميع مبارياتهم، تسبب البرازيليون في تعقيد الأمور بشدة على أنفسهم. إنهم لم يحققوا أي نتائج على المستوى الاستراتيجي. فكل ما يفعلونه مبني على تاريخهم وعرفهم، على مهاراتهم الفنية وعلى جينات اللاعبين. وإن كانوا يتمتعون بقدرة كبيرة على إحداث خلل بتوازن خصمهم.
أما كولومبيا فلديها منتخب مصبوغ بصبغة المدرب خوسيه بيكرمان الذي يتمتع بطموح كبير. قدم بيكرمان جماليات اللعبة، فهو يريد لكولومبيا أن تلعب جيدا. فظهرت الدولة الأمريكية الجنوبية على الساحة بلاعب مثل جيمس رودريجيز الذي جذب انتباه الجميع بقائمة عريضة من المهارات والنضج في تطوره الذي يجعل منه لاعبا من الصفوة. لقد أصبح جيمس أعظم اكتشافات البطولة الحالية، وأحد أهم أبطالها ليس فقط لقدرته على تسجيل الأهداف، وإنما بسبب حسه النظامي في اللعب. إنه يتمتع بمهارات فنية مذهلة ومظهر بدني رائع. لاشك في أنه أعظم مفاجأة في هذه البطولة بسبب صغر سنه.
ستكون مباراة ممتعة حقا بين فريقين لكل منهما شكله المختلف. فالمنتخب البرازيلي يضع كل همه وتفكيره في عدم السماح للفريق الآخر بالدخول في أجواء المباراة ، هذا المنتخب يعتبر أحد أضعف منتخبات البرازيل في تاريخ البلاد بالنظر إلى قدراته الهجومية. فهناك اعتماد كبير للغاية على نيمار. وسيلعب المنتخب البرازيلي أمام فريق لديه العديد من اللاعبين الهجوميين أيضا ، وهو ما يسمح لكولومبيا بأن يكون لديها طموحا بهذه المباراة. وسننتظر الآن لنرى ما إذا كانت كولومبيا ستتمكن من فرض أسلوبها على المباراة. فلو لعبت كولومبيا كما يريد مدربها ، ستكون المهمة بالغة الصعوبة على البرازيل.
الأرجنتين مع بلجيكا:
باتت الأرجنتين تصعب الأمر على نفسها بشكل أكبر بكثير من المتوقع. إنهم لا يتمتعون بالهدوء النفسي الذي قد يمكنهم من تطوير أدائهم واللعب من أجل الفوز، ولكنهم بدلا من ذلك أصبح يستحوذ عليهم ذلك التفكير اليائس بمحاولة الفوز بجميع مبارياتهم.
ينزل ميسي إلى الملعب، وينضم إليه باقي زملائه في محاولة لتقديم أداء يعتمد على الضغط وحده. وأهم شيء يجب على الأرجنتينيين تصحيحه هو أنهم يجب أن يلعبوا من أجل الفوز وليس من أجل التفكير في الفوز كما يفعلون حتى من قبل أن تبدأ المباراة. في كل مباراة يبدأها منتخب الأرجنتين، نجد ذلك الشعور اليائس داخل الفريق والذي يؤثر حتى في النجوم الكبار. إنهم يسعون دائما لتوجيه المباراة دون إعداد مسبق أو تطوير في الأداء، ودون تنفيذ أي خطط في منطقة الإعداد بالملعب كما كان جليا في فوزهم الصعب على سويسرا.
ولكن بلجيكا خصم مختلف تماما عن سويسرا. ربما يكون لديهم لاعبين أفضل بكثير، لاعبين ممتازين ولكنهم أقل بكثير من السويسريين من ناحية الإلتزام التنظيمي في تطوير أفكارهم. ولا يتمتع المنتخب البلجيكي بالتنظيم المحكم مثل المنتخب السويسري، فهم يفرضون سيطرتهم على ديناميكية المباراة بشكل كبير ولكنهم لا يبدو وأن لديهم أي فكرة عن كيفية استغلال هذا الأمر. ومن بين جميع المنتخبات الثمانية الموجودة حاليا بالدور ربع النهائي، لو كان علي أن أختار الفريق الأكثر سهولة في المواجهة بالنظر إلى أسلوب لعب الأرجنتينيين فإنني سأختار بلجيكا.
فمن وجهة النظر الكروية ، ستتمكن الأرجنتين أمام بلجيكا من إيجاد المزيد من المساحات الخالية لتطوير أدائها. لن يكون الأمر معقدا للغاية أمام الأرجنتينيين عندما يحاولون تقديم أداء أفضل أمام خصم مثل بلجيكا.
ألمانيا مع فرنسا:
يعتبر المنتخب الألماني هو الفريق الوحيد (بين الثمانية المتبقين بالبطولة) الذي يمتلك أفكار مقنعة وواضحة في الملعب. فلاعبو الفريق ومدربه مقتنعون تماما بالطريق الذي يجب عليهم أن يقطعوه. ولكن ما أفتقده في المنتخب الألماني الحالي هو النجوم الرائعين الذين كانوا يظهرون في الماضي لحل المشاكل. لا يوجد بالفريق رأس حربة رائع أو جناح مذهل ممن لديهم القدرة على توجيه اللعب في المباراة ، لاعبون مثل (فولفجانج) أوفيرات أو (جيرد) مولر.
ربما يكون الألمان واجهوا صعوبة كبيرة في توجيه مبارياتهم حتى الآن ، ولكنهم مازالوا الفريق الأفضل من حيث إعداد وتنفيذ خططهم في البطولات الكبيرة. لا أعرف ما إذا كانوا أقوى فريق بالبطولة ، ولكنهم إلى جانب منتخب تشيلي الذي خرج بالفعل هم الفريق الأفضل من حيث تأكيد وضوح الهدف من الفكرة الكروية. وهذا ما أعتبره ميزة فريدة من وجهة نظري ، لأنهم يتمكنون عن طريق ذلك من تضييق المساحات أمام خصمهم سواء في الهجوم أو الدفاع.
أما فرنسا فهي إحدى الفرق الأوروبية الثقيلة الأخرى ، حيث تضم بفريقها العديد من اللاعبين الممتازين على المستوى الفردي. ولكنني لا أرى فكرة واضحة لتطوير أدائهم بالمباراة. لا توجد استراتيجية واضحة لهم ، فالفرنسيون يلعبون بقوة الحافز وبالإبداع الفردي ، بالارتجال. ولكنهم لديهم لاعبين يستحقون الاحترام.
ستكون مباراة بالغة الصعوبة. وبناء على نتائج الفريقين حتى الآن ، فإن دور المرشح الأقوى للفوز يمكن استناده إلى ألمانيا.
هولندا مع كوستاريكا:
هذه المباراة ستكون ممتعة للغاية. فهي تجمع بين فريقين، بصرف النظر عن الذوق الخاص للمشاهد أو المحلل الرياضي ، يتمتعان بالوضوح فيما يتعلق بالمفهوم. وأحد هذين الفريقين، المنتخب الكوستاريكي، يؤثر في المباراة عن طريق المهارات الفنية والاستحواذ على الكرة وتضييق المساحات في الخطوط الأمامية.
أما هولندا فقد جمعت فريقا مكثفا وقويا يستطيع مواجهة التحديات معتمدا على ثلاثة لاعبين أساسيين هم ويسلي شنايدر وروبين فان بيرسي وأريين روبين والذين يتمتعون بخبرة هائلة في هذا النوع من المواجهات.
ربما تكون كوستاريكا فاجأت العالم بعروضها القوية في البرازيل، ولكن بالنسبة لأمثالنا ممن يعرفون أمريكا الوسطى فإننا على دراية سابقة بأن هذه الدول يوجد بها العديد من اللاعبين الجيدين. وكوستاريكا واحدة من هذه الدول. لذا إحذروا ال"تيكوس" لأنهم يستطيعون تقديم كرة قدم جميلة للغاية.
وتتمتع هولندا بأفضلية كبيرة في هذا الموقف، فهي لا تعقد الأمور في مواجهات كهذه. لأنهم معتادون على ذلك. سيواجه المنتخب الكوستاريكي تحديا هائلا ولكنها خطوة كبيرة للأمام حقا في تاريخهم للانضمام إلى الثمانية الكبار.
لا أتوقع العديد من المفاجآت من هولندا، فهذا الفريق لن يقدم شيئا مختلفا عما رأيناه منهم حتى الآن. ولكن هولندا فريق يضم خبرات واسعة ولاعبين على أعلى مستوى من المنافسة. ولا تحتاج كوستاريكا سوى للاستمرار فيما تفعله منذ انطلاق المونديال ، ليس أكثر من ذلك، لأنها من الناحية الشمولية قدمت أفضل أداء على مستوى المنتخبات الأمريكية اللاتينية الأربعة المتبقية بالبطولة".