بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (الحجرات:6)
لقد أساءنا نحن مجموعة من كبار ضباط الأمن العام (المتقاعدين) العاملين في فترة الحراك الأردني، كما أساء كل أردني شريف ما ((نضح)) به احد الأشخاص الذي يدعي بأنه ((إعلامي)) ((متشدقا بحب الوطن))، أساءنا ذمه وقدحه للوطن بعبارات سوقية، وتعرضه لأشخاص لا ذنب لهم سوى رفضهم الاستجابة لرغباته، فلقد ادَعى هذا ((الكاتب)) أن الوطن الذي هو بحجم الورد قد تنكر له ولم يعد الوطن يتسع لشخصه، كما وتناول مجموعة ادَعاءات ((باطلة)) نسبها لنفسه ناسيا لا بل متناسيا أن جهاز الأمن العام جهاز وطني نشأ مع نشأة الدولة الأردنية، كما هو قادر على صياغة خطابة الأمني والإعلامي، كما أنه قادر على رسم وتنفيذ خططه العملياتية التي تتعلق بواجباته التي حددها قانون الأمن العام النافذ دون الحاجة إلى الاعتماد على شخص موتور غير متزن يتعامل طوال حياته مع كل الأشياء انطلاقا من مبدأ دوني هو مبدأ ((هات وخذ)) لا حبا وإخلاصا وولاء للوطن، ولو كان كذلك ما نطق لسانه وسال حبر قلمه بعبارات قدح للوطن، وإظهارا للحقائق نورد ما يلي:
أولا:- ادّعى هذا ((الكاتب)) انه هو من قام بصياغة البيان الإعلامي لمديرية الأمن العام أو ((الرواية الإعلامية)) كما سماها بعد فض اعتصام 24/ آذار على دوار الداخلية، فهذا الادعاء بعيد كل البعد عن الواقع حيث أن ((الكوّيتب)) تواجد كغيره من الإعلاميين ومراسلي الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية في ((محيط)) موقع الحدث دون الاقتراب من موقع الحدث عند فض الاعتصام ولم يُطلب منه مطلقا كتابة أو حتى ((المشاركة في كتابة)) بيان صحفي خاص بالأمن العام لكون طواقم مديرية الأمن العام الإعلاميين لديهم كل الخبرة والقدرة على صياغة كل بياناتها الإعلامية.
ثانيا:- فيما يتعلق بادّعاء هذا ((الكاتب)) بأنه من أوجد وأطلق مصطلح " الأمن الناعم " فهذا ادّعاء أخر باطل وعارٍ عن الصحة، كون هذا المصطلح هو مصطلح عالمي أخذت به العديد من الدول، وجاء تطبيقه في الأردن ترجمة لتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم ـ اعز الله ملكه ـ والتي وردت في رسالة تكليفه لعطوفة مدير الأمن العام الأسبق الفريق مازن القاضي بتاريخ 9/كانون الأول/ 2007 حيث أكد جلالته على ما يلي " إن تعامل رجل الأمن مع المواطن يجب أن يكون بأسلوب حضاري ونهج إنساني وعلى أسس مطلقه من العدالة والمساواة دون تفرقة بين مواطن وأخر، وأن العلاقة بين المواطن ورجل الأمن العام هي علاقة الاحترام المتبادل والحرص على صيانة الحقوق وحماية المنجزات، ولن نرضى أن تشوّه هذه العلاقة أية ممارسات فردية وتجاوزات لا تعكس رسالة جهاز الأمن العام ولا أخلاق منتسبيه" انتهى الاقتباس، ومع بداية الحراك الذي شهدته المملكة في العام 2011 في عهد مدير الأمن العام السابق وزير الداخلية الحالي معالي حسين باشا المجالي تم ترجمة " الأمن الناعم" على ارض الواقع أثناء التعامل مع المسيرات والاعتصامات في مختلف محافظات المملكة، وتجلى ذلك كله بقيام ضباط وأفراد الأمن العام بحماية المشاركين بهذه المسيرات والمظاهرات وتوزيع المياه والعصائر عليهم في الوقت الذي شاهد فيه العالم بما فيهم هذا ((الكاتب)) قوات الشرطة في دول أخرى توزع الرصاص والغاز المسيل للدموع على متظاهري دولهم !!!.
ثالثا:- ليس دفاعا عن شخص حسين المجالي " مع حفظ الألقاب " فالقاصي والداني يعلم أنه وأثناء فترة عمله مديرا للأمن العام وفي جميع مؤتمراته الصحفية يكون حديثه مرتجلا دون الاستعانة بخطابات مكتوبة، وهو يجتهد حسب المستجدات، وهذا مع شهد به الجميع ومنهم صحفيون أجانب ممن كان يستمع لإجاباته باللغة الانجليزية.
رابعا:- أما فيما يتعلق بمصطلح " قواعد الاشتباك" فهذا مصطلح عسكري عالمي ومتعارف عليه في الأوساط العسكرية ولم تستدعي الحاجة " والحمد الله " لاستخدامه مع الحراك في الأردن، ولا ولن يجوز استخدامه مع أبنائنا اللذين شدد جلالة القائد الأعلى باستمرار على ضرورة السماح لهم بالتعبير عن أرائهم بغض النظر عن اختلافنا معها.
خامسا:- نحن لا ندعي العلم بالإعلام فلكل مجال خبير، ونطلب من هذا ((الكاتب)) أن يدع المصطلحات العسكرية والأمنية لأصحابها وليبقى على مضجعة " الناعم " متمالكا لقواه العقلية إن استطاع ولو لسويعات قليله.
سادسا:- ختاما نؤكد على كل معاني الاحترام والتقدير لكل إعلامي وكاتب أردني شريف "وهم كثر" مؤكدين أن هذا((الكوّيتب)) لا يمثل إلا ذاته، كما أن أسلوبه أصبح مكشوفا للجميع، فبوصلة قلمه هي ((مصالحه الشخصية والمنافع بكافة أشكالها)) والمناصب والسفريات هي ثمار ما يسعى للحصول عليه من خلال ابتزازه لمسئول يخيره بين مهاجمته أو الخضوع لرغباته.
قال تعالى: " كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ "(الرعد:14).
حمى الله الوطن وقائده
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته