ليس كراهية لأمريكا ،ذلك البلد المتحضر مدنيا،لكنه المتوحش عسكريا ،ولا شماتة بالشعب الأمريكي الذي يضم كافة مكونات العالم ،ويفتخرون أنهم بلد المهاجرين ،لكنها سنة الحياة ،أو لنقل حسب المتعارف عليه"الحتمية التاريخية"، بمعنى "حضارات سادت ثم بادت.
كنا نتمنى أن تحكم أمريكا العالم بالعدل ، وحسب المصالح المشتركة والنظرية التكاملية ،وتكون يدها طويلة لضرب كل مثيري الشغب في العالم،لكنها حكمته بالقوة والغزو والإحتلال ونهب الثروات ،ووقفت مع الظالم ضد المظلوم ،"إسرائيل نموذجا".
رفض الشعب الأمريكي الطيب الإستماع إلى رسالة رئيسه بنيامين فرانكلين ،الذي قال فيها :"إن تركنا اليهود يتصرفون في بلدنا كما يشاؤون ،فسنصبح عبيدا عندهم بعد مئة عام."
هذا ما حدث فعلا ،فقد كان الرجل إستشرافيا بإمتياز،وإلتهم الغول اليهودي أمريكا بكل مقدراتها،ونجح يهود بحر الخزر في توظيف كافة القدرات الأمريكية ،والمفاصل القوية مثل الكونغرس وحي المال "الوول ستريت" والإعلام،وحتى البيت الأبيض ،لخدمة إسرائيل.
يظهر ذلك جليا ،في ممارسات المسؤولين الأمريكيين الذين يعملون لمصلحة إسرائيل، وكنت أتمنى لقاء مسؤول أمريكي يعمل من أجل بلاده ،ناهيك عن المساعدات المرئية وغير المرئية ،والدعم المطلق لإسرائيل في المحافل الدولية ،وعقد الصفقات المشبوهة مع العديد من الدول الصغيرة والفقيرة لإجبارها على التصويت لصالح إسرائيل .
بمعنى آخر ،فإن إسرائيل كانت ولا تزال حتى يومنا هذا ،تمارس النهب الجائر لمقدرات أمريكا،ومع ذلك فإن أمريكا لم تسلم من نهم الغول اليهودي،فهناك ملف خطير جدا يتعلق بالتجسس الإسرائيلي على أمريكا ،ونهب المعلومات الإستراتيجية وتسريبها للصين التي تمثل العدو الأول لأمريكا.
نهاية امريكا إرتسمت في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ،بتفجير البرجين وحواشي تلك العملية الإجرامية التي نفذها يهود بالإشتراك مع اليمين الأمريكي الذي يرنو إلى تفكيك أمريكا وفصل الشمال عن الجنوب ،بحجة ان الولايات الشمالية تصرف على الولايات الجنوبية.
من تداعيات ذلك توريط اليهود للرئيس المجنون بوش الصغير الذي أعلن في خضم إشتعال النيران وصهرها لأعمدة الفولاذ التي كانت تسندهما، أنه تم العثور على جوازات سفر الإرهابيين الذين فجروا البرجين ،وأنهم مسلمون ،وأذيعت أسماؤهم،لكن غالبيتهم إتصلوا بالإذاعات وأكدوا أنهم أحياء وموجودين في بلدانهم أو في أماكن اخرى.
ومن فوره ،وحسب مخطط يهود،فقد أعلن بوش حربه على أفغانستان أولا وإحتلها ،وبعد ذلك قام بغزو العراق ،ومن ثم أعلن أن بلاده ستخوض حربا ثالثا ضد الإرهاب، وقد تكبدت أمريكا خسائر مادية ومعنوية وبشرية لا تحصى، وها هي تلفظ أنفاسها وتلملم أشلاءها للرحيل عن الشرق الأوسط إلى جنوب شرق أسيا ،حيث الآسيان والصين،بعد أن طوبته لإسرائيل.
بعد الحروب التي رأيناها على ارض الواقع ،ومآل أمريكا فيها، ورغم ما نهبته امريكا من العراق وأفغانستان ،فإن يهود بحر الخزر ورطوا أمريكا في مواقف سياسية محرجة ،أولها الموقف مما يحلو للبعض أن يطلق عليه "الربيع العربي"،وتحديدا في مصر وسوريا،حيث القتل والذبح والتدمير والتفجير في سوريا ،والتخبط في مصر وعدم وضوح الرؤيا .
المعلومات من داخل أمريكا تقول أن يهود يواصلون عملية النهب المنظم للمال الأمريكي،وضخه في البنوك الإسرائيلية،بذريعة أن أمريكا تستعد لإستقبال "المسيخ المنتظر" لتقود العالم وتشن حربها عليه،وبالتالي لا يجوز ولا يعقل أن تبقى إسرائيل تعتاش على المساعدات الأمريكية؟؟!!
كما هو واضح ،فإن البرق الأمريكي لا يلمع إلا في الوطن العربي،إذ نرى الشعوب العربية تجبر على إستقبال الرئيس الأمريكي،في حين يستقبله الشعب الفلبيني على سبيل المثال بالمظاهرات وبعدم الرغبة في رؤيته في بلدهم، رغم أن الفلبين بلد فقير تطحنه البطالة .
من مشاكل أمريكا البارزة أنها لا تمتلك سياسة إستراتيجية تدير بها واقع العالم المضطرب ، ذلك لأنها تفتقر للحضارة التي لدى بريطانيا مثلا أو ألمانيا أو فرنسا،بل لديها سياسة التجريب ،فإن نجح المخطط واصلت السير في المسار المعني ،وإن فشل ،إعتمدوا مخططا آخر بغض النظر عن الخسائر.
الديون الخارجية ترهق أمريكا ،ناهيك عن الخسائر التي ترتبت عن الأزمات المالية المتشعبة التي إفتعلها يهود ونفذها بنك"الأخوة" الأمريكي الذي يمتلكه اليهود،وهناك إستثمارات خارجية تبلغ نصف حجم إقتصادها ،وتمتلك الصين منها 2 تريليون دولار،ناهيك عن أن أمريكا تطبع الدولار كالورق ، بدون غطاء الذهب كما هو الحال بالنسبة للعالم.
إكتملت دائرة القوة بالنسبة لإسرائيل ،وها هم يهود يعلون العلو الثاني ،وآخر نعماء إسرائيل ،إكتشافات الغاز والنفط الهائلة بالقرب من شواطيء البحر المتوسط ،وإحتكار إسرائيل لهذه الكميات المهولة ،كونها ديك الإقليم.
إضافة لذلك فإن الإنكسار الأبدي لشوكة العرب المكسورة أصلا ، بعد الحروب الأهلية التي ما تزال تطحن العديد من الدول العربية، جعل إسرائيل ليست بحاجة لأمريكا ،خاصة وأن دولا عربية مؤثرة باتت ترى في إسرائيل حليفا إستراتيجيا لها.