الصمت القاتل !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
02-07-2014 04:00 PM
الانسان اجتماعي بطبعه والعلاقات الاجتماعية هي التي تضمن للمجتمع تماسكه وقوته في مواجهة كافة الازمات وانواعها كذلك تقوى الروح الوطنية فالنسيج الاجتماعي بتكافله وتضامنه يسهم في نمو روح المشاركة في النشاطات الاجتماعية والانشطة التطوعية .
اما في حال ضعفت علاقة الانسان بأسرته ومجتمعه فيكون السبب انه قد وجد بديلاً لهم وهي اجهزة التكنولوجيا الحديثة التي حلت محل الابوين والاخوة والاصدقاء ولكثرة المكوث والتفاعل معها وخلقت لديه حب العزلة والانطواء والعصبية في حال قطع احدهم حبل افكار تواصله عبر تلك الوسائل وتقل قابلية الفرد للتمسك بالقيم المجتمعية وثوابت الدين ويحل محلها قيم رواد ومستخدمي اجهزة التكنولوجيا والذي لا يعرف في غالبية الامر اصولهم او اهدافهم او مبادئهم لتكون هناك المخاوف الغامضة وتكون هناك شخصيات وهمية تخلق الفه زائفة ليتحول الوضع الى كابوس وادمان .
لا احد ينكر اننا اليوم في صراع وحرب مع تلك التقنيات الحديثة وغزوها لحياتنا الاسرية والعملية فهذا ما آلت اليه بكل اسف حياتنا اليومية مواقع تواصل اجتماعي والواتس اب والتويتر وغيرها غزت حياتنا واكلت الوقت دون انتاج واصبحت الاسرة تعاني من حالة مرضية صمت قاتل يسود جلساتها ونحن نشاهد افراد الاسرة كبيرهم وصغيرهم يحتضنون هواتفهم النقالة والاجهزة المحمولة منهمكون ومنشغلين بالتواصل او بالالعاب الالكترونية تواصل في مجالس افتراضية غالبيتهم غرباء استحوذوا على عقولهم وافكارهم وسببوا انحراف فكري باتجاه مبادئهم وتغير في المفاهيم والقيم والتشكيك بالدين او التطرف والتعصب بالدين فهو سلاح ذو حدين كذلك يتم الدخول من خلالها الى الكثير من المواقع الاباحية وتبادل الصور مع الغرباء المخلة بالادب والكثير الكثير.
كل ذلك يؤدي الى تعكر مزاج الاسرة والعصبية الزائدة اذا انقطع افكار اي شخص فيهم خاصة لأي طلب أبوي او أخوي حتى ان كثيراً من حوادث السيارات اصبح سببها الاستخدام المفرط للهواتف النقالة والتواصل بالمسجات والصور والتعليقات فأصبح التفكك الاسري سببه الرئيسي الاستخدام المفرط لوسائل التكنولوجيا والتواصل مع الغرباء سبب في تغير المفاهيم وخلق الجدال بين افراد الاسرة الغير مبني على الاحترام المتبادل والتشبث بالرأي علماً بأن هؤلاء الغرباء ليسوا ملائكة ولا مصلحين ان وجود التكنولوجيا في حياتنا اساسي ولا غنى عنها ولكن يجب ان لا نغمض أعيننا عن الحالة التي يتعرض لها المجتمع خاصة الاسرة والانتباه والاهتمام بالاطفال ومعرفة مع من يتواصلون والمواقع التي يدخلون عليها كذلك اعطاء الاسرة كثير من الفترات التي يجتمعون بها دون وسائل التكنولوجيا والكل يعلم مدى تأثيرها على الانتاجية المنزلية والاسرية وحتى العملية ان لم تكن للهدف الانتاجي والعملي والعلمي والبحثي .