هل ستغذي بعض الانظمة العربية حملة لمقاطعة الجزيرة ؟ ولمصلحة من ؟
المحامي محمد الصبيحي
06-03-2008 02:00 AM
تتعالى أصوات هنا وهناك في عدد الدول العربية في حملة ضد محطة الجزيرة الفضائية يدعو بعضها الى مقاطعة المحطة تحت ستار ومبرر أن برنامج الاتجاه المعاكس سمح لمشاركة في البرنامج من واشنطن بالاساءة الى الذات الالهية والقرآن والرسول عليه الصلاةوالسلام . وتتصدى حملة في عمان أسمت نفسها ( رسول الله يوحدنا ) سبق تنظيمها من قبل زملاء صحفيين أعزاء لمواجهة الرسوم الدانماركية المسيئة , لتركب موجة جديدة داعية الى مقاطعة محطة الجزيرة .
لقد شاهدنا برنامج الاتجاه المعاكس وسمعنا ما قالت تلك الدكتورة المأفونة وفاء سلطان من واشنطن وكله حقد وسم ضد الرسول والقرآن والاسلام ولكننا نشهد أيضا أن الدكتور فيصل القاسم حاول كل جهده لأعادة قطار الحوار الذي أنحرف الى مساره , وقاطعها بشدة الا أنها كانت تراوغ وتعود للأساءة , وأعتقد أن من غضبوا على القاسم لعدم وقف البرنامج مخطئين فلو أوقف البرنامج ستصبح وفاء سلطان بطلة وضحية الارهاب الفكري لمحطة الجزيرة وللمسلمين الذين سيقال عنهم أنهم لايريدون سماع الرأي الاخر , وأنوه أيضا الى الضيف الاخر لم يقصر في تسفيه حديث تلك الدكتورة الصهيونية وكان متفوقا عليها في الطرح والحجة والبرهان .
لماذا اذن تتصاعد الدعوات لمقاطعة الجزيرة ؟؟ ومن هم الذين يقفون وراءها ؟؟ .
ان محطة الجزيرة التي كنت يوما ما ضدها وأعترف أنني أسأت فهمها أو كنت ضحية تضليل تجاهها هي التي أقضت مضاجع الانظمة العربية ورفعت سقف الحرية وكشفت عورات انظمة عربية , وما من حكومة عربية الا وأغلقت مكاتب الجزيرة في وقت ما , وما من نظام عربي الا وفقد أعصابه في مواجهة الجزيرة في وقت ما , وغالبية الانظمة العربية وبعض الانظمة الغربية سبق أن تدخلت بقوة لدى حكومة قطر لوضع حد لحرية الجزيرة دون جدوى ؟, فأثبت الزمن بعد نظر أمير قطر برفضه الدائم التدخل في سياسة محطة الجزيرة مهما كانت الضغوط ومهما كان الثمن حتى أصبحت الجزيرة قوة وسلاحا أمضى وأقدر من جيوش الدول العربية مجتمعة , فلجأ بعض الحكام الى أطلاق محطة فضائية ( العربية )في مواجهتها ولكنها فشلت وسقطت في مستنقع الانحياز الى الانظمة على حساب الحرية والحقيقة .
ولولا محطة الجزيرة لأرتكبت أسرائيل جرائمها في غزة تحت جنح الصمت العربي والدولي .
فمن هم أصحاب المصلحة في الدعوة الى مقاطعة الجزيرة ؟؟
انها فرصة بعض الانظمة العربية للانتقام من الجزيرة .
وفرصة من تتجاهلهم الجزيرة في الانتقام منها .
وفرصة من يعيشون رغما عنهم خلف الاضواء للخروج تحت الاضواء في معركة خاسرة مسبقا ضد الجزيرة .
وحتى لو كانت نواياهم حسنة وانهم انما غضبوا بسبب الاساءات التي وجهتها تلك المرأة الصهيونية , فان الدعوة لمقاطعة الجزيرة سذاجه وبلاهة سياسية تصفق لها حكومات عربية وترقص فرحا بها وتقدم خدمة جليلة للدانمارك بحرف مسار المعركة عن الهدف الى معركة مع محطة عربية عالمية أقضت مضجع الامريكيين والاسرائيليين .
تذكروا جيدا أن حملتكم لمقاطعة الجزيرة تتزامن مع حملة تشنها 97 سفارة وقنصلية اسرائيلية في مختلف أنحاء العالم ضد الجزيرة وقطر فانتبهوا في أي خندق تقفون .