أيعقل أنّ محاضرة لا نستطيع إلقاءها
د.زياد خليل الدغامين
02-07-2014 04:40 AM
تعجّ مجمعات القاعات التدريسية بأعداد كبيرة من الطلبة، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك بسبب أجواء التكييف البارد فيها، وأجواء الحر في الخارج، وتقوم هذه الأعداد بتشكيل ضغط كبير على تلك المجمعات على صورة تنعكس آثارها السلبية على أداء عضو هيئة التدريس في المحاضرة، وعلى تركيز الطلبة أثناء المحاضرة، فحتى تصل إلى قاعتك التدريسية تحتاج إلى أن تخترق صفوفا كثيرة من الطلاب تفترش الأرض وتتكدس على الأدراج وفي الممرات، تعيق حركة الانتقال من محاضرة إلى أخرى. وفي الحقيقة ليس هذا مكانهم لأنه يتنافى مع كرامة طالب العلم ومكانته ! هناك مكتبات عامة يجب أن يرتعوا فيها، ويقضوا أكثر وقتهم فيها.
فإذا ما وصلت المحاضرة وبدأت تحاضر في الطلبة رافقتك أو تأخرت عنك قليلاً موجة بل موجات من الشغب يحدثها بعض من يسمون بـ "الطلبة" لإرباك المحاضرة أو تعطيلها ... أحدهم يفتح الباب ثم يغلقه مرّة ثم مرّة، ... وأحدهم يفتح الباب من جهة ليقوم زميل له بفتحه من الجهة الأخرى، وأحدهم يأتي قرب الباب ليصدر صوتا كصوت الديك أو الدجاج أو الغنم ... ثم يهرب ... وأحدهم يقوم بإلقاء بعض الكرات الزجاجية الصغيرة (جلول) داخل قاعة الدرس ثم يهرب ... وأحدهم يقتحم الباب ويدخل لإعطاء زميله كتابا، وأحدهم يأتي – بلا حياء- ليستأذن كي يخرج زميله معه من المحاضرة؟ ولا ندري ما السبب الكامن وراء هذا السلوك؟ أهو نوع من "البلطجة" أو "الزعرنة" أو بعبارة أخرى "ولدنة" أم هو سلوك مراهق لنيل الإعجاب !! وهل الجامعات ميادين لهذه الممارسات المنافية للعلم؟
إنه مع كل فتحة باب أو صوت يصدر في الخارج يشتت الطلبة في المحاضرة، ويضيع وقتهم! ويعوق مسيرة المحاضر وهو يحرص على إكمال المقرر الدراسي خصوصا في فصل الصيف.
وتتساءل بعد ذلك عن قدرة الإدارة الجامعية على وضع حد لهذه الممارسات الخاطئة التي اعتادها الطلب منذ وقت ليس بالقصير لكنها ازدادت في الفترة الأخيرة، لقد اضطررت يوم أمس إلى الإعتذار لطلبتي عن عدم قدرتي على إعطاء محاضرة في جو مشحون بالإزعاج الكبير، فهل توفر لنا إدراة الجامعة المحترمة جوّاًّ ملائماً لإعطاء المحاضرات وإكمال المقرر الدراسي!!