رمضان مناسبة للتوقف عن التدخين
د.حسين الخزاعي
01-07-2014 05:38 PM
أجمعت دول العالم كافة من خلال وزارات الصحة والمنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية على أن التدخين " وباء " مثل السل والكوليرا والشلل والايدز ، بل هو أكثر الأوبئة خطراً وفتكاً بالناس لأن ضحاياه أكثر من ضحايا الحوادث ، وأمراض السل والكوليرا ، والشلل ، والايدز . ويتسبب التدخين سنويا بوفاة خمس ملايين إنسان في العالم، ويوميا بوفاة ( 13,700 ) ألف شخص ، أي أن شخص يتوفى كل (6,5 ) ثانية في العالم، هذه الخسائر الطبية والبشرية لا تنسينا الاشارة إلى الخسائر الاجتماعية المتمثلة في الترمل والتفكك الاسري وانحراف الابناء والجريمة والادمان على المخدرات والتسرب المدرسي .
والتدخين من الأمور التي لا يقرها الدين ، وفيه من الأضرار ما لا يعد ولا يحصى على الصحة ،والنفس والمال ، والتدخين مسؤول عن 90- 95 % من حالات سرطان الرئة والتي معظمها تصيب المدخنين و 80- 85 % من حالات الالتهاب الشعبي والمزمن من القصبات ، 35 % من جميع حالات السرطان بكل أنواعها ، 25 % من وفيات القلب والسكتة الدماغية ، 50 % من حالات الوفيات عند غير المدخنين.
وفي الأردن تشير الدراسات الكمية التي نفذت من قبل العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية أن ( 82 % )من المدخنين مارسوا التدخين قبل العمر 25 سنة، بينما تبلغ بين الفئة العمرية من 13 إلى 15 ( 13.6 %) منهم (10%) يدخنون الارجيلة، وان ( 6%) من المدخنين بدأوا التدخين قبل بلوغهم سن العاشرة .
وتنتشر الارجيلة في المجتمع الأردني حيث يدخنها ( 22 %) والخطورة تكتمل عندما يطلب بعض الاباء من ابنائهم الاطفال تجهيز الارجيلة لهم .وهذا يضاعف معدل التعرض للإصابة بالأمراض الخطيرة ، في حين ان نسبة المدخنين من الذكور تتجاوز الـ (50 % ) ، والإناث يتجاوزن الـ ( 36 %) ، اما نسبة الذين لم يمارسوا التدخين مطلقا فهم (% 25 ) من إجمالي السكان ، والحقيقة التي يجب التوقف عندها ان ( 40 % )من طلبة المدارس يدخنون بمعرفة الأهل، وأن( 10 % ) يدخنون في حرم المدرسة أي داخل أسوارها ، وأن ( 16 % ) من طالبات المدارس مدخنات ، و (24 % ) من الطلبة مدخنين ، ويدخن الأردنيين ( 11,5 ) مليار سيجارة سنويًا ، وأن معدل الاستهلاك السنوي لكل فرد في المملكة من السجائر هو( 1832 ) سيجارة. والمعلومة المؤلمة تتمثل في هدر ( 400) مليون دينار على التدخين ، وان معدل انفاق الفرد المدخن الواحد يوميا دينار ونصف اردني، هذا غير الأموال الطائلة التي تنفق على معالجة الأمراض الناجمة عن آثار التدخين والتي تقدر بـ (400) مليون دينار اردني سنويا ، وهذا يعني اننا نفق (800) مليون دينار اردني على التدخين ، وهذا نزف اقتصادي خطير ، في الوقت الذي تمنحنا الدول الصديقة والشقيقة منح ومساعدات وهبات مالية سنوية لرفد ودعم اقتصادنا الوطني بمبلغ يقل او يزيد قليلا عن هذا المبلغ .
وبعد ،،، ونحن نسعد بقدوم شهر رمضان المبارك ، الذي يحمل اجمل الرسائل التربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل ، ويعد من أفضل المناسبات المحفزة للتخلي عن العادات السيئة، وبمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية ، وفرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن اراد ذلك . فأن في حلول هذا الشهر فرصة كبيرة أمام المدخنين للإقلاع عن التدخين والارجيلة خاصة أن المدخن يصوم يوميا لا يقل عن ( 14 ) ساعة وهذا يمكنه اذا توفرت عنده الرغبة الكاملة بترك التدخين.
أحلى الكلام ،،، أبارك بحلول شهر رمضان المبارك. وأذكر بأن قوة الإرادة والعزيمة التي تتجلى في الصيام والامتناع عن المفطرات والشهوات هي عون كبير جدا للتوقف عن التدخين والتخفيف من آثاره الانسحابيه إلى حد كبير ، فلتستعينوا بالصبر والصلاة ، ولا تدعوا الفرصة تفوتكم للاقلاع عن كل انواع التدخين. .إنها فرصة ذهبية فهل نغتنمها ؟!