جدار إسرائيلي أمني على طول الحدود مع الأردن
01-07-2014 01:05 PM
عمون - أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس تعليماته لأعضاء حكومته بتسريع البدء بتنفيذ بناء جدار أمني على طول الحدود مع الأردن، تحت ذريعة "صدّ خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)".
ويمتد الجدار، بطول يزيد على 400 كيلومتر، من مدينة أم الرشراش "إيلات" ولغاية جنوب البحر الميت، في المقطع الأول منه بأكثر من 260 كيلومترا، فيما يمتد المقطع الثاني من شمال البحر الميت ولغاية بحيرة طبريا بأكثر من 100 كيلومتر.
وبموازاة رصد المخصصات المالية للتنفيذ، فقد تم إلقاء مهمة التنفيذ على وزارة الجيش الإسرائيلي، بصفتها "مهمة قومية بعدما بات الخطر قريباً"، وفق نتنياهو.
واعتبر مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي ان "المشروع خطير، ويحسم قضايا الوضع النهائي بشكل مسبق غداة إخراجها من أي اتفاق تسوية يتم التوصل إليه لاحقاً".
وقال، لـ "الغد" من فلسطين المحتلة، إن "سلطات الاحتلال تتخذ من "داعش" ذريعة لتنفيذ سياستها الأمنية، عبر جدار يمتد من ايلات ولغاية البحر الميت ومن ثم الى طبريا شمالاً، ما يضع منطقة غور الأردن تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية".
وأضاف إنه "حتى لو كانت الضفة الغربية منزوعة السلاح، إلا أن الاحتلال لا يريد تواصلاً جغرافياً فلسطينياً – أردنياً، ويسعى لرسم حدود الدولة الفلسطينية من الناحية الشرقية، وقضم المساحة الأكبر من الأراضي المحتلة".
ويسمح الجدار لسلطات الاحتلال "بمنع أي تواصل بين الجانبين الفلسطيني والأردني، ومنع قيام الدولة الفلسطينية المتصلة ضمن حدود عام 1967، والسيطرة على منطقة غور الأردن، التي تشكل 27 % من مساحة الضفة الغربية".
ويعني ذلك؛ "حماية أمن 24 مستوطنة تضم زهاء 5 آلاف مستوطن، بالإضافة إلى الاستيلاء على 33 % من مصادر المياه في الضفة الغربية المحتلة"، وفق تقديرات فلسطينية.
من جانبها، أفادت الصحف الإسرائيلية، عبر مواقعها الالكترونية أمس، أن "نتنياهو طلب من الجهات المعنية تسريع البدء بعمليات بناء الجدار الأمني على طول الحدود الشرقية مع الأردن، في أعقاب تعاظم خطر الجماعات الإسلامية الجهادية في العراق".
وأوضحت أن "الإجراءات المتعلقة ببناء الجدار في مجلس الأمن القومي قد استكملت، فيما أنهت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خطة تفصيلية لزيادة حجم العوائق على طول الحدود مع الأردن، لصدّ أي خطر قادم".
ونوهت هذه الصحف إلى أن "نتنياهو نادى سابقاً بإقامة جدار على الحدود الشرقية مع الأردن، ولكن المشروع تم تأجيله، إلا أنه "مع تعاظم خطر تنظيم (داعش) والجماعات الإسلامية "الإرهابية" في العراق واحتمال تسللها إلى الأردن؛ بات ضروريا التسريع ببناء الجدار"، بحسب زعمها. وكان نتنياهو تحدث خلال خطاب ألقاه أول من أمس في معهد أبحاث الأمن القومي، بأن "التحدي الأكبر لإسرائيل هو على الحدود الشرقية".
وأضاف إن "القوى المتطرفة طرقت الأبواب الإسرائيلية في الشمال والجنوب، حيث جرى في جميع هذه الحدود، إقامة عوائق برية تواجه محاولات التسلل إلى الداخل الإسرائيلي باستثناء منطقة واحدة، ما يحتم بناء جدار أمني على الحدود الشرقية". وأكد ضرورة "بناء الجدار تدريجياً من إيلات وحتى الجدار الذي تم إقامته في السنوات الأخيرة في هضبة الجولان".
ولفت إلى أهمية "إقامة الجدار الأمني على الحدود مع مصر لصد قوى الجهاد العالمي في سيناء، ما يؤكد سبب الإصرار على أن الحدود الأمنية لإسرائيل في الشرق تبقى على طول نهر الأردن".
وكان الحديث يدور حول "إقامة جدار لا يقل طوله عن 200 كم امتداداً على طول نهر الأردن شمالاً حتى منطقة البحر الميت"، وفق رئيس اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي المحتلة عبد الهادي هنطش.
وقال، لـ "الغد" من فلسطين المحتلة، إن "المعطيات المتوفرة تفيد بامتداد طريق على طول الجدار، سواء أكان اسمنتياً أم شائكاً، من جانبيه، الأردني والفلسطيني، بنحو 16 متراً، وبمعدل ثمانية أمتار من كل جانب، لتسيير دوريات الاحتلال".
وزاد "ومن ثم تبدأ منطقة أمنية عازلة تقتطع 200 متر من الأراضي الفلسطينية، 100 متر منها تمتد من حدّ الجدار باتجاه الأردن، وقيمة أخرى مماثلة من حدّه المقابل باتجاه فلسطين، بحيث تقدر القيمة الإجمالية المقتطعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة لغايات إقامة الجدار بنحو 216 متراً"، بحسب هنطش.