اكتسبت منذ السنوات الأولى من سني حياتي الكثير من العادات الحميدة التي رافقتني حتى يومنا هذا، وقد اثبتت الأيام فائدتها في تكوين الشخصية وتنظيم أمور الحياة في كل مراحلها. من تلك العادات أن أقوم بكتابة قوائم بكل شيء من أمور حياتي، كنت أقوم بذلك لغايات مختلفة أهمها التنظيم، والتأكد من اتمام الإنجاز. كانت هناك مآرب أخرى أيضا، منها عدم الاعتماد على الذاكرة فقط، وأحيانا وبكل بساطة للتعبير عن خواطري وعما يدور في ذهني ويجول في نفسي من أفكار.
وعلى مدى السنين كانت هنالك قوائم ضمت الكثير من شؤون الحياة. كنت أسعد لدى مراجعتي لبعضها بعد حين، عندما أرى اختلافا وتطورا فيها من ناحية الأهمية والمضمون، ذلك فيما لو أردت إعادة كتابتها من جديد.
من تلك، كانت هنالك قائمة "بأكثر الأمور إزعاجا" ظلت تتغير عبر الزمن بسبب تحسن بعض الأوضاع، إلا أن أمورا أخرى وللأسف وجدت طريقها للبقاء على القائمة خلال السنين الماضية.
ولسوف أشارككم بعضا مما في قائمة "أكثر الأمور إزعاجا":
- سائق مسرع يأتي من خلفك، بينما تنتظر أنت بانتظام في صف طويل أن تتحول إشارة المرور من حمراء إلى خضراء، ليحتل دورك ويعطل مسربك ثم يولي مسرعا تاركا إياك في أزمة مرورية. هذا أيضا يتكرر في معظم "الطوابير" التي يقف فيها الناس.
- الرسائل القصيرة التي ترد إلى هاتفك الخلوي لتبلغك عن آخر العروض المغرية وتخفيضات الأسعار، ليلا نهارا فقط، وتجد نفسك عاجزا عن منع ورودها إليك مهما فعلت. وإذا كان عملك يعتمد على وسائل الاتصالات فلا تستطيع إهمال أي رسالة، تجد أن الهاتف الخلوي فقد دوره كوسيلة اتصال جادة يعتمد عليها، وأيضا تفقد حقك كإنسان في الحفاظ على خصوصيتك.
- الناس الذين يلقون بمهملاتهم في الشوارع سواء من سياراتهم أو شرفات منازلهم من دون أي اعتبار لأي قيمة أو خلق أو أحدٍ من الناس.
- أولئك الذين يعتقدون أن القوانين لم توضع لكل المواطنين، فهي بالتأكيد ليست من أجلهم بل لآخرين غيرهم، وهي بالتالي لا تعنيهم، وهم لا يتوانون في كل فرصة عن خرقها ومن دون رادع.
- البيروقراطية والشكليات الإدارية التي تستمر للأبد، جاعلة منك مواطنا متوترا ومنهكا وعاجزا عن حوار المسؤولين القائمين عليها. وإن كنت من الدؤوبين، فأثبت قضائيا خطأ وتقصير من لم يقم بواجبه من المسؤولين، ما أدى الى تعطيل أعمالك، الذي لا يحاسب.
- أن تعلم بتغير القوانين بعد فوات الأوان.
- التغيير الجذري لبعض المسلّمات وانتهاء فترة صلاحيتها، مثل "إن تزرع تحصد"، "إن تدرس تنجح"، "الصدق منجٍّ"، "لكل مجتهد نصيب" وأخرى كثيرة.
كانت تلك فقط قائمة "أكثر الأمور المزعجة في الحياة اليومية". هناك طبعا قوائم أخرى كثيرة، منها قائمة "أكثر الأمور بعثا للقلق"، و قائمة "أكثر الأشخاص خطرا"، و قائمة "الأحلام التي لا يمكن تحطيمها".
عن الغد.