دحيات سريالية .. *أيهم العتوم
29-06-2014 02:36 PM
بمنطقة عربية تلتهب بنار الطائفية والتطرف والتغطرس والهمجية قدر لنا أن نموت عدة مرات على عدد نشرات الدم أو الأخبار ولا فرق !
الإنسان العربي مر بمرحلة نمو وتطور حتى وصل لحالة "الأفول " ليعاني فيها من حالة انكماش فكري قائم على هرطقة ايدلوجية اثبتها النفوذ "الداعشي" وانصاره ببلاد الشام في غياب صارخ لسلطة الثقافة الايجابية.
عنوان المرحلة في بلاد الشام ومقالي اليوم " دحيات سريالية" لنتجول ونستعرض جزءا منها؛ علما ان المتعارف عليه عالميا هو غياب "الدحية " وحضورالسريالية كمذهب حديث بالفن يتحلل من واقع الحياة الواعية بهدف التعبير عن العقل الباطن ضمن قواعد املائية للفكر ترتقي بالشكل والمضمون الفني لايصال رسالة ما.
فمثلا الفنان الاسباني بيكاسو بلحظة "دحية سريالية" رسم لوحة بعنوان "عذراء الصخور" التي مثلت حالة من حالات الهدوء والسكينة التي تثبت ان الام تهتم لراحة اولادها وسعادتهم، فشتان ما بينها وبين " الدحية الداعشية" التي استطاعت بسريالية مطلقة ان تنتزع فرح امهات ثكالى باعدام ابنائهن واغتصاب فتياتهن امامهن.
ومن مقولات كنفشيوس الحكيمة التي اعشقها " احب لنفسك ما تحب لغيرك" فهنا اثور على ناموس الخواء الفكري الملعون لاغتصب السؤال كيف لحركة دموية مثل داعش، تحب لنفسها ما لا تحب لغيرها ان تظلل شباب عرب بشعارات وايدلوجيات زائفة تتنافى مع ابسط كلاسيكيات الانسانية!!؟.
نعود لنفكر كيف لنا ان نبني دولة الانسان ونزرع القيم الاخلاقية بعيدا عن الاستغباء لنجاري تحديات العصر التي حطمت كل اشكال (الغباء الصناعي العربي ) لنكرس ثقافة خدمة الانسان واحترامه لكي لا يصبح فريسة سهلة لهذه الجماعات الارهابية.
كارثة صورة الطفل "الداعشي" الذي يحمل سلاحه بسوريا لا تفارق ذاكرتي ولا اعلم ما هي الرسالة للعالم من ذلك الا الإصرار على اجهاظ طفولة مغرر بها كما الشباب؛ وبذلك تكون الهيمنة الفكرية المتطرفة وصلت لبيوت حضانة الاطفال ليرعاهم تجار الاديان والحروب.
ومن سورياليات العالم المجنون؛ الى ميادين البلابل وحتى الغربان؛ في تغريدة للاعب الجزائري "سفيان فيغولي" عقب انتهاء المباراة التي خاضها المنتخب الجزائري أمام المنتخب الروسي بمبارايات كأس العالم "الحمدلله أننا أخرجنا 40 مليون جزائري ،وأخرجنا الملايين من العرب إلى الشوارع ، فليحيا العرب نهديكم هذا الفوز خاصة للشعب الفلسطيني" هنا نلمس نبل الشعور الجمعي للاعب وصدق مشاعره التي بثت رسالة للعالم اننا كعرب لسنا داعش وندين كل ما تقوم به من قتل وطمس وتشويه للثقافة وتكريس لنهج الطغيان.
ولمن لم يرقص يوما فن" الدحية" هي رقصة بدوية في بلاد الشام كانت تمارس قديما قبل الحروب لإثارة الحماسة بين أفراد القبيلة، وشتان ما بين دحية الاباء والاجداد التي تعبر عن الفرح والسلام، والدحيات الراديكالية بوقتنا الحالي.
واختتم قولي "بدحية فكرية" من الذي أوجد داعش ودعمها وعزز وجودها في بلاد الشام؟!؟ حتما ليس سلفادور دالي ولا حتى أم دالي ولا الدوالي!!!