الاسلام ( سلام ) .. التطرف ( ارهاب ) !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
28-06-2014 12:24 PM
شاعت في الغرب منذ سنوات ولا سيما بعد احداث ( اا سبتمبر ) ان الارهاب يأتي من الاسلام لتحمل في طياتها الكراهية والعدائية اتجاه العرب خاصة بوجود تيارات واتجاهات عنصرية وفاشية في اوروبا تدعم هذه النظرية السوداوية عن الاسلام .
فهذه الجهات العنصرية لم تساوي بين الاسلام كدين للتسامح والرحمة والمغفرة والتنوع والحوار والسلام وبين الاتجاهات والجماعات التنظيمية المتطرفة والمتعصبة دينياً والتي تستخدم تعاليم الدين في كثير من الاحيان على نحو مشوه وحتى ضد الدين ذاته .
هذه الصورة التي تم صناعتها من قبل التيارات العنصرية في الغرب والمتعصبة والتي تعتبر الاسلام عدواً وخطراً عليها وعلى الدوام ولقد ساعد في ذلك ما صنعته التنظيمات والاتجاهات الاسلامية المتطرفة والمنغلقة والتي اعتبرت الغرب خطراً على الاسلام ليكون هناك التعارض والصراع أمراً حتمياً بين كلا الطرفين .
فسخر الغرب وسائل الاعلام العالمية وبعض القنوات العربية المدعومة والمسيرة من قبله لتشويه صورة الاسلام والمسلمين والاساءة اليهم ولدينهم حيث استغلوا ما تقوم به تلك التنظيمات والمجموعات الاسلامية المتشددة ليظهروا ان الاسلام وتعاليمه تتوافق مع ما تقوم به وتدعو اليه تلك الجماعات اما ما تقوم به المجموعات المتشددة لباقي الاديان والمعتقدات فلم يشيروا لا من قريب ولا من بعيد لممارساتهم الاجرامية كما حدث في البوسنة وبورما كذلك ما حدث من تفجيرات في اسبانيا وغيرها العديد من الحركات والتنظيمات الارهابية والانفصالية هناك كذلك الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني كل ذلك تمت التغطية عليه .
علم الاجتماع السياسي يعرف الارهاب على انه كل تصرف او سلوك بشري ينزع على استخدام قدر من القوة القسرية بما في ذلك الاكراه والاذى الجسدي والاستخدام الغير مشروع للسلاح ولتقنيات التعذيب التقليدية والحديثة المخالفة لحقوق الانسان الاساسية والتي اقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية في التعامل مع ادارة العلاقات الانسانية بما في ذلك الاختلافات في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بهدف تحقيق غايات في تلك المجالات تتراوح بين الاخضاع والضغط والاقصاء وقد يطال ذلك آخرين غير مستهدفين وهذا يحدث بين الافراد والجماعات بعضها اتجاه بعض داخل المجتمع الواحد او بين مجتمعات مختلفة والارهاب قد يكون احياناً فعل واحياناً رد فعل وفي كلتا الحالتين يستهدف من ورائه جماعة معينة او اشخاص معينين بهدف ايقاع الرعب والفزع والهلع في نفوسهم كذلك من اجل اخضاع الطرف الآخر لإدارة الطرف الاول بفعل الارهاب .
لكن لا الغرب ولا اليهود ولا الملحدون ولا غيرهم يستطيعون تشويه صورة الاسلام او النيل منه مهما بلغت امكانياتهم او تقنياتهم لكن الذي يشوه الاسلام هو المتطرفين انفسهم بفعل ممارساتهم وطرق القتل والتعذيب ونشرها عبر التقنيات ولو قرأنا التاريخ وعلى صورته الحقيقية واطلعنا على المؤامرات التي كانت تحاك على الاسلام والمسلمين وما نشاهده الان من تقاتل وتكفير وارهاب حاصل بين المسلمين انفسهم لوجدنا انه من ثمار ما انتجته المؤامرات القديمة الحديثه بصورها المختلفة ومخططاتها على الاسلام بأيدي خفية تحمل الافكار والايدولوجيات المتعلقة بذلك وان المسلمين قد وقعوا ضحية ذلك والتي استهدف الدين والمباديء والمعتقدات والقيم الاخلاقية والانسانية لهدمها وقلعها من العقل ونزعها من اخلاقيات الاسلام السمحة البناءة .
ان هذه المخططات التآمرية هي التي مولت ودعمت وجود الجماعات المتطرفة لتشوه الاسلام بأبشع الصور لتتناغم افكارهم وطروحاتهم مع حالات التمرد والانتقام التي بات كل مسلم يشعر بها في وطنه ومجتمعه كمعترك مأزوم بين المسلمين وبظروف مأساوية .
ان هناك من صدق ادعاءاتهم من المسلمين ولو عرفوها ووعوا اليها جيداً لتجنبوا القتل والدمار والتشرد هنا وهناك لقد حقق الغرب اهدافهم ومكتسباتهم على حساب دماء الاطفال والنساء والشباب وتدمير البلاد اقتصادياً وعسكرياً وتاريخياً وتفكيك النسيج الاجتماعي .
وهذا ما اكده وزير الدفاع الاسرائيلي ميشيل يعالون عندما قال ( ليس من المتعة او السياسة ان تقتل عدوك بيدك فعندما يقتل عدوك نفسه بيده او يد اخيه فان المتعة اكبر وهذه سياستنا الجديدة ان نشكل ميليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الاعداء ) مما يثبت دورهم في خلق الفتنة ودعم الصراع والاقتتال الدائر بين المسلمين انفسهم افكار واساليب وتخطيط وتمويل خلقت متطرفين غير قابلين بمبدأ الحوار او التفاهم وكانت النتيجة من التشدد الخراب والدمار والتشرد والقتل هذا التباين لم ينشأ من فراغ حيث اصبحت المجتمعات منقسمه بين الصالح المطلق والطالح اي بين الخير والشر نظرية تعتمد على جانبي التناقض بعيداً عن العقلانية .
ومن الصعب التخلص من هذا التناقض وهذه الازدواجية الا اذا كان هناك ثورة ثقافية توعوية لازالة الترسبات والقضاء على الاحقاد وجعل الشورى والتفاهم بالحوار البناء والتكاتف والتعاضد ضد المخططات الهادمة والسماحة بالدين وبالاخلاقيات المتحضرة واحترام الانسان هي العنوان لسلامة الاوطان وامنها واستقرارها بجهود وطنية جماعية لمواجهة وتغيير العقلية المتطرفة اما اذا تغيب العقل بحجة الاتباع لذلك التطرف فأن الاختلاف يستخدمه الشر لتحقيق مصالحة ومكتسباته وتكون اداته في ذلك هو الانسان مدعياً انه مرهون بالفتوى وحجة التكليف على اعتبار انها فتوى ملزمة وخصائص الالزام قائمة على المواصفات الخاصة بالمفتي اياً كان شخصه او تنظيمه .
فبدل ان يحول عقلاء تلك المجتمعات هذا الاختلاف الى الخيرية المطلقة نجد ان كثيراً منهم يستجيب لمطالب الشر ويستخدمون الناس والشباب وقوداً لفتنتهم لتدمير مقدرات الوطن وتدمير عقول الشباب وليحولوا الوطن الى حلبة نزاع وصراع بدل ان تكون العقيدة كما ارادها الله تكافل وتضامن ومحبة وسلام ليتحول النزاع الى وفاق واتفاق ويقع على الشعب والشباب منهم مسؤولية الوعي المطلق والمدرك لهذه المخططات ولاعطاء الاصالة والكرامة والاحترام للانسان في وطنه ومجتمعه وحفظ وطنه من اية انتهاكات خارج حدود القانون والاخلاق والقيم والمباديء وليبتعد الجميع خاصة الشباب عن الشعارات التي ظاهرها رحمة وباطنها دمار .
فالحفاظ على الانجاز اصعب من الانجاز في حد ذاته خاصة ان المجتمع الاردني يمر في تحدٍ كبير ومخططات تريد النيل من امنه واستقراره وتدمير مقدراته ومن يقرأ التاريخ يعلم ان الامم العظيمة شيدتها الشعوب التي تعشق اوطانها والتي لديها الاستعداد للتضحية بارواحها للذود عنه .
فالانتماء للوطن هو المفتاح السحري للبناء والاصلاح خاصة في حالة الارتباك المجتمعي والوطن في أمسَّ الحاجة للمحافظة على تماسك ولحمة النسيج المجتمعي .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما كان العنف في شيء إلاَّ شانه ) والشين هو العمل الرديء الغير محبب الذي يصبح وصمة عار لفاعله فردا ً أو جماعة .
فالعنف شؤم ويعبر عن عدم قدره فاعلة فردا ً او جماعة على التكييف مع مجتمعه ويؤدي الى القتل والدمار .
ان مظاهر ابراز القوة والقدرة الشبابية الواعية المدركة يجب ان تؤهل لتعد لمواجهة عدو الوطن وليس موجهاً الى ابناء الوطن وعلى شبابنا مواجهة الارهاب الفكري الذي يستهدفهم سواء بالتقنيات الحديثة او بالاشخاص والجماعات ذات الفكر المتطرف .