- كنت أسمع من سواليف العجائز وتمتماتهن في زيارات المساء أن هناك سنوات ينطبق عليها وصف سنة أم عظم ..
ففي المساء سواليف النساء لها نكهة معفرة بالدراما وموشاة بالمعاناة، فقد أنسى اسمي لكنني حتماً لا أنسى سنة أم عظم التي كانت قفلة لازمة في حديث سلمى عن سنة ما لها مثيل في المعاناة..
سنة أم عظم قلتها مباشرة بعد سماعي أغنية العزيزة نهاوند عن الجمارك: حنا الجمارك حنا.. هيله وفنجانه ..
ربما تنتابني الحمية عند حدود جابر أو العمري أو حتى في العقبة لأغني عن الجمارك، أصلاً انا أخشى ثلاث كلمات في حياتي: ضريبة الدخل، ضريبة المبيعات وآخرها الجمارك!
وأتحدى بكل جرأة العالم أن هناك بلداً طرز وغنى الكلمات على الجمارك كما نحن !
ذكروني ان نسيت بالله عليكم! هل غنت أرزة لبنان السيدة فيروز عن الجمارك ونسيت لبنان الذي حفظنا له جميعاً بحبك يا لبنان يا وطني بحبك ..
صوبوني إن أخطأت أمعقول أن نجد دولة من دول العالم المتفضي يتغنى بها عن الجمارك؟
الجمارك المؤسسة التي نفخر ونعتز بها وبنشميّيها لا تحتاج أغنية ولن تفيها الكلمات، لكن سؤالي اليوم ما هذه الفوضى التي تجتاح أغانينا المحلية وكأن هناك سباق تغني حقيقيا للمؤسسات.
أدق ناقوس الطفر الآن فعلى هذا الوتيرة التي تسري أظن أنني سأسبق الجميع وأؤلف كلمات أغان لدائرة ضريبة المبيعات، فمنذ فترة و ما عليكم مخبى تنتابني حمى تأليف كلمات الأغاني وهذا ما جادت به قريحتي:
ممممممممم ...
-أعذروني فصوتي مبحوح قليلاً من غسيل إمبارح:
دائرة ضريبة المبيعات
يا ديرة هلي
صيتك يهدر ويتعلى
وأنا جيبي خلي
دخن عليها من الطفر
علها يومن تنجلي
لن أستبعد أن هناك أغنية قادمة عن دائرة ضريبة الدخل وأخرى عن سلطة الكهرباء، وأخرى عن شبكة ..
أقبل أيديكم.. أوقفوا هذا التيار ودعونا نغني هذا الوطن أنشودة في الشرايين وبحة في صمت الوجد.. فلن يلهينا عن عشقك أيها الوطن زهو أزاهيرك..
عن الراي.