جذب انتباهي مقال الزميل فايز الفايز بعنوان " تضخيم داعش " المنشور في وكالة عمون يوم الخميس الموافق 26/6/2014 في زاوية نقش حيث يقول : على المسؤولين الأردنيين أن يعيدوا النظر في تصريحاتهم التي تنم عن قلق نفسي يعانون منه أصلا، خصوصا أن عديداً منهم غير أهل لأن يكونوا ضمن "حكومة حرب" قد يتم تشكيلها لا قدر الله فيما لو هبط من السماء كائنات فضائية تدعم داعش وغيرها ، فقط عليهم أن يذهبوا خارج عمان لتحسس هموم الناس وإعادة بناء الروح الوطنية فيهم وللحوار مع أبناء المحافظات ...و قد شدني هذا العنوان للكتابة عن هذا "البعبع/الكابوس" الرهيب و الذي بات حسب تصريح نفر من وزرائنا ووزرائهم ورؤسائهم و زعمائهم و كينيستهم واعلامهم ان ناقوس خطر داعش يدق ابواب الاردنيين ويقيض مضاجعهم واحلامهم .
سؤال اطرحه على الساسة و السياسيين , و على الخصوص معالي وزير الخارجية السيد ناصر جودة و الذي اشيد حقيقة بكفاءته و مهنيته العالية في الصحافة والاعلام , و اتحفظ على دبلوماسيته و دوره في ادارة وزارة الخارجية وسياستنا الخارجية وعلاقاتنا الدولية و خاصة مع الدول الشقيقة ووزراء خارجية بعض الدول الصديقة .
بنفس الوقت عتبي كمواطن اردني يعيش احاسيس و مشاعر الاردنيين على معالي الصديق و الزميل حسين باشا المجالي وزير الداخلية والذي تتلمذ عسكرياُ على يد المرحوم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه و اكتسب الحس الامني من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و اجتاز امتحان الحراك الاردني و الامني و" الربيع العربي " و ادار المنظومة الامنية الاردنية و بتوجيهات ملكية بدبلوماسية ناجحة و حس امني .
لماذ كل هذا الترهيب و التهويل و التخويف للاردنيين وكأن داعش تجروء على تخطي سنتميتراً واحداً داخل حدودنا و اراضينا و التي يحميها جنودنا البواسل و اجهزة استخباراتنا العسكرية و المدنية , هل نسينا كيف دحض جنودنا البواسل الالة العسكرية الاسرائيلية المدججة بالمدافع و الدبابات و الطائرات في معركة الكرامة 1968 رغم الامكانات العسكرية المحدودة و فقر امكانيات غطائنا الجوي في حينه .
هل نسينا افشال العديد من محاولات المس في امننا الوطني بفضل العين الساهرة على امن الوطن , هل نسينا عشرات المرات التي حالت قوات جيشنا العربي من الحيلولة دون تسلل من يحاولون المساس بامننا الوطني و اختراق حدودنا , هنالك عشرات الشواهد والتي تبرهن ان الاردن عصي على كل "الدواعش " و" القواعد "و" الغوابر " و " المنابر ", و لن يجرؤ احد على تخطي حدودنا و العبث في امننا , و من يحاول فاليجرب و سيكون مصيره الدمار والحريق و الهلاك , فقد حاولت ليست جماعات بل جيوش مدججة بالمدافع و الدبابات و هزمت شر هزيمة .
لا داعي ايها الساسة لقذف الرعب و الترهيب في نفوس الاردنيين , فالاردن المرابط لا تهزة تصريحاتكم التي تعزفون عليها لتبقوا على رأس السلطة من منطلق انكم الحريصون على امن اردننا الغالي تدعون أنكم سر هذا الوطن و حماته و مكتوميته و موثوقيته و ملفاته و تربطكم " اطلاعات " حصرية وعلاقات و صداقات وطيدة فريدة مع ساسات خارجية , فهذا الاردن عصي بفضل قيادته الحكيمة و جيشة العربي و اجهزته الامنية والشعب الاردني الذي يقف خلف قيادته على كل من تسول له نفسه سواء افراد او دول او جماعات من الداخل او الخارج , واذا ما دعى الداعي فلن يتخلف اردني واحد عن تلبية النداء , وحقيقة انني استغرب بعض تصريحات زعماء بعض الدول الصديقة و الذين نحترمهم و نقدر صداقتهم بالوقوف الى جانت الاردن و هم يذرفون الدموع و يطلقون التصريح تلو التصريح و كأن داعش ستلتهم الاردن برمشة عين , لا ايها الاصدقاء الاوفياء , لا ايها الاشقاء , لا ايها الوزراء فالاردن ليس العراق والاردن ليس سوريا والاردن ليس ليبيا و الاردن ليس افغانستان والاردن ليس اوكرانيا و الاردن ليس لبنان , فالاردن يختلف عن باقي دول الجوار والتي ندعوا الله لها بالامن و السلم و الامان و العيش المشترك بمحبة و تعاون و سلام , فنحن اولاً قلقون عليها و على شعبها و على اشقائنا الكرام .
في الاردن لا خلاف و لا اختلافات على حزب او دين او طائفة او عقيدة او اطماع او تدخل في شؤون او غنيمة او نفط او دولارات او دنانير او جينيهات , فالاردن يعاني من مشكلة اقتصادية و جواريه و جمود عملية سلام فلسطينية اسرائيلية كان وراء خلقها و ادامة وادارة صراعها وعرقلة مسيرها دول و زعامات اقليمية و دولية , و لا ننسى بعض النفوس المريضة في داخلنا والتي عميت بصيرتها بالجشع و الطمع و الفساد و تكديس الثروة و الفلل و العمارات والمصالح الخاصة و الانانية واختلاق الحروب و الازمات .
لا ايها السادة يا اصحاب الفخامة والسيادة و الدولة و المعالي والعطوفة و السعادة , الاردنيون لا تخيفهم تصريحاتكم و لا تهز مشاعرهم هناتكم ولا تلين لهم تهديداتكم و لا تستكين لهم هباتكم و لا ترمش لهم صيحاتكم و لا يفزعهم اعلامكم.
حدودنا مزروعة بقلوب كواسر و سمائنا تحميها النسور البواسل , و ارضنا مجبولة بدماء شهدا حطين و الكرامة و باب الواد والجولان وجناحي فراس ووصفي و هزاع و حابس , واذا دعا داعي الجهاد فكل الاردنين وراء ابا الحسين هبة رجل واحد : حيا على الجهاد .
اوقفوا ذلك العزف الرهيب , فلن يجروء على تجاوز قرب الحدود " ماكو داعش " , فقد ضيعتم على الاردنيين متعة المونديال ومهرجان جرش والتحضير لمتعة شهر الصيام , فدعونا من تصريحاتكم و ارهاصاتكم , فالاردن محمي بايمان الاردنيين بخالقهم اولاُ و بقيادتهم و جيشهم و قوات امنهم . دعونا نصلي و نتعبد في هذا الشهر الفضيل و ندعو الله ان يحفظ هذ البلد امناً مستقرا سخاءاً رخاءاً ويرزق اهلة من الثمرات و ان يحفظ قيادته الهاشمية و شعبة الاردني العربي الاصيل .