حين تنام لا تفكر في الغد. الشمس، كالعادة ستشرق، الشوارع لن تغادر مكانها، الصبح لن يكون معتماً. لا شيء، لا شيء يتغيّر، كن مطمئناً على بؤسك أيها العربي، أعني يا من كنت تفتخر أنك عربي وأعطوك اسم عدنان وزيد عثمان.
لا شيء، فقط، قد تجد دولك العربية زادت عددا وأعلاما وألوانا، وشعوبك قلّت عددا فأصبحت العائلة من ثلاثة أشخاص، فالباقون قتلوا بسلاح الباقين، والبيوت رخيصة الثمن، فالمقابر الجماعية بالعشرات اتسعت للكثيرين الذين زادوا عن حاجة الحكام والمعارضين والمتاجرين بأمن الأوطان، وعشاق الحرية العبيد للغرب والمستعمر الجديد.
كثيرون هم الذين يعرفون ما لا يعرفون. قلة الذين يعرفون. وهؤلاء إما أموات أو أرقام في معادلة الخسارات.
لا تقلق على رزقك ولا على وطنك أو ابنك. داعش كفيلة بهم وبدمهم ورقابهم. وتعهدت أن تنشر إسلامها الأسود في بلاد الإسلام الذي قال رسوله الكريم للمسلمين « إذا قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فليغرسها «. وهو الذي نهر أحد الصحابة في إحدى الغزوات قتل مشركاً قال أشهد أن لا إله إلا الله، قال له: لماذا قتلته وقد تشهّد، فقال: لقد قالها خوفاً، فزجره الرسول الكريم قائلاً : وهل أنت تدري ما بقلبه ؟!
اطمئن يا عربي. الإسلاميون الجدد هم من قيل لهم اتركوا القدس والأقصى وفلسطين، فهذه لها يهود يحتلونها ورب يحميها، تعالوا احموا الإسلام في أفغانستان، وعليكم مهام أخرى تنفذوها لاحقاً. ها نحن أيها العربي نعيش مرحلة «لاحقاً « و هي لم تنته بعد! الدم في المزاد، وخطوط التقسيم، جاهزة حسب الموعد المحدد، والمشروع الصهيوني يسير كما خطط حاخامات أرض الميعاد!
ما يُحزن أن العرب يستبدلون عدوهم الأقرب الحقيقي بعدو أبعد افتراضي. إسرائيل تحتل القدس وتستبيح الأقصى. وتحتل أراضي من أربع دول عربية، وتجهر بأنها تريدها دولة يهودية. ولقد جربها العرب المعتقدون بالسلام بين الضحية والجاني منذ العام 1979 وكامب ديفيد و ما تلاها، ولم يحصدوا سوى المزيد من الاحتلالات والاستيطان والجدران، ومن لا يعجبه فليدق رأسه في أي جدار، هذه هي سياسة نتنياهو الحالية، وسياسة قادة إسرائيل من قبله ومن بعده. إسرائيل هي العدو في هذه المرحلة من التاريخ وليس إيران. ولكل مرحلة وقتها وخطابها وربما حربها.
إن تضخيم البعبع الإيراني ضرب من الفتنة وضرب على وتر تشتيت الإسلام وتفتيت دول المسلمين.
الغرب في أفضل حال مع إيران، والملف النووي يغلق ويفتح على صفقات الخاسر فيها العرب، عراقهم وسوريتهم ويمنهم والآتي أخطر.
أيها الإنسان العربي، إن كان في يدك فسيلة فازرعها...غدا لن تجد ما تأكله ولا ما تستظل بظله!!
(الدستور)