(حديث رياضي جداً)
سأل صاحبه بين الشوطين "مين بتشجع، أقصد، علم أي بلد ترفع في مباريات المونديال"..؟!
"أنا أشجع اللعب الحلو، لكني لا يمكن إلاَّ أن أحمل علم بلدي حتى ولو لم تلعب في البطولة"..
تابع..
"أصلاً لا أعتقد أن هناك كأس عالم حقيقيا، هذه تمثيليات تُمارس علينا، ومعروفٌ لدى من يدير المشهد من هو البطل منذ الآن، في مباراة انجلترا وأورغواي تمنيت أن تخرج المباراة بخسارة الفريقين، فالأولى هي سبب هزائمنا وتفككنا في العالم العربي حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تشرذم، أما الثانية فهي التي قضت على أحلامنا في التصفيات وغلبتنا بخماسية وأعادتنا بأذيال الخيبة".
"كرهت غانا لأنها سمحت للأميركيين أن يهزموها.. أي أميركا التي تلعب كرة قدم ومنذ متى..؟! عموماً هذه هي أميركا، تريدها بالقوة واستعراض العضلات، لعل الماكينة الألمانية تفرم أحلامهم اليوم..".
"هل تتوقع مني أن أشجع إيران أمام الأرجنتين.. أن أقف مع حزب الله أم مع الدولة التي ترتبط بعلاقات مميزة مع دولة اليهود.. ألا تذكر زيارة مارادونا إلى إسرائيل؟".
"تعاطفت مع كوريا حين تعادلت مع روسيا.. ليس لأن (الكوارنة) قدموا أداء جيداً، ولكني لن أنسى أن روسيا أول دولة في العالم اعترفت بإسرائيل.. حتى لعبت مع بلجيكا فتذكرت مواقف الاتحاد الاوروبي من قضايانا .. فاحترت".
"في هولندا هناك من أساء للرسول عليه الصلاة والسلام.. وكرواتيا لا نذكرها إلاَّ وصور الحرب في البوسنة تتقافز في أذهاننا".
"لا يمكنني أن أعبر عن مدى سعادتي بخروج اسبانيا من الدور الأول وهي التي أنهت حضارتنا في الأندلس، لعل خروجها كان مبشراً بخروج قوى استعمارية أخرى من البطولة مثل انجلترا وايطاليا وعقبال الولايات المتحدة"..
تابع..
"اللهم لا شماتة.. فالكرة مستديرة وهكذا تقع الدول التي لا تقف مع القضايا العادلة.. استراليا التي حذفت الشهر الماضي كلمة (محتلة) عند الإشارة إلى القدس، ها هي تغادر الكأس تجر أذيال الخيبة أيضاً"..
"آن الأوان للدول الصغيرة أن ترى النور فقد سئمنا ذات القوى الاستعمارية تسيطر على كأس العالم.. غانا ونيجيريا وكوستاريكا وتشيلي، لعلها تغير معادلة الاستحواذ على الكأس..".
"الجزائر..؟ جميل ولكن لا تتعب نفسك فالمتعوس متعوس ونحن العرب مخطط لنا أن لا نتجاوز خطاً محدداً.. ألا تذكر مؤامرة النمسا والمانيا ضد الجزائر العام 82، الحكام أصلاً يكرهون كل عربي ومسلم وإلاَّ لَما خرجت البوسنة بهذه السرعة والجزائر على الطريق".
"حتى اليابان التي نظف جمهورها مدرجات الملاعب التي لعبت بها لم تسلم من عدم التحيز.. فهي دائماً مصدر قلق للغرب.. والحقيقة أن هناك دول لا تستحق أن تلعب هنا.. اليونان اقتصادها منهار.. وسويسرا، لتبقى في بنوكها وأرصدة مسؤولينا العرب فيها".
" أقول لك، الحمد لله أن كرة القدم الإسرائيلية متخلفة ولن تصل يوماً إلى كأس العالم، لأن الدخول إلى المونديال لا يمكن أن يتم بالاحتلال وإسرائيل لا تعرف إلاَّ هذه اللغة.. أمس أصدرت إسرائيل بياناً رحبت فيه بالمشاهدين العرب للمونديال على قنواتها، وكأنَ القرار قرارها"..!!
كان الصمت المطبق قد خيم على المشهد مع الجزء الأخير من الإجابة.. ولم يخترقه إلاَّ صوت المعلق بالعبرية على أحداث الشوط الثاني من مباراة إيران والبوسنة، على القناة الإسرائيلية..
عاد الصديق ليسأل.. برأيك ماذا يقول هذا المعلق (اللعين) في المباراة لعله يشتم بالإسلام كون الدولتين.. قاطعه الآخر.. "اسكت وتابع، خلينا نشوف مين رح يخسر.. ويروح"!!
(الغد)