رمضان ورائحة الكبريتحمزة المحيسن
26-06-2014 04:01 AM
هو موسم " عيدان الكبريت " التي كنا نحشوها حشوا في " الطخاخات " حينما كنا صغارا ، العائلة الكبيرة تجتمع انتظارا لآذان الإفطار ونحن نلهو في الخارج بالكبريت نترقب صوت المؤذن للآذان نضرب على الصخور المتناثرة هنا وهناك وعلى الحيطان لتكون الحارة بأكملها على موعد مع اصوات مختلفة الإيقاع وكل حسب كمية الكبريت المحشو في " الطخاخات "، في رمضان كانت رائحة الكبريت تملأ المكان ، مع ذلك كانت تحمل خلفها أجمل ما في رمضان آنذاك من لهو بريء وعالم طيب جميل ، فعلى المائدة الرمضانية كان هنالك أكثر من صنف لانواع الطعام ليس ترفا أو جوعا أو فجعا - فالحمد لله - آنذاك اليد كانت قصيرة جدا ولكنها كانت كبيرة بعطاء المحبين ، فالجيران على مختلف مشاربهم ومساكنهم كانوا يتبادلون العيش والملح والزاد " فالعشرة " رغم ضيق العيش وضنك الحياة ما هانت ولا أستكانت بل زادت في رمضان ، مائدة أجمل ما فيها انك تجد عليها " المنسف " و " الملوخية " و" المفتول" و "البخاري " و" المسخن " ، تحمل انفاس الجارات الطيبات لا تحمل في طياتها تقسيم المقسم وتجزاة المجزا الذي نعيشه في هذا الزمان حسب الأصول واندية " الفطبول " ، فالحارة في رمضان كانت بحجم الوطن وبطعم خالص من الإيمان ، روحانيات إيمانية صوفية تتلذذ في سماعها لوالد يدعو إبتهالا إلى الله مع صوت المؤذن ليغفر لأبيه وام تدعو بالسلامة والتوفيق لإبناءها في الحياه ، في رمضان آنذاك لم تكن شبابيك البيوت تتزين بهلال رمضان كما تتزين بيوتنا الآن ، فنور الناس والجيران بالحارة كان يشع نورا وهدى ومحبة وتقى وطيب ومودة أجزم بانك تسطيع مشاهدتها من سطح القمر ...!!!!
|
سنشم رائحة فحم الآراجييل بدل الكبريت يعبق الهواء العليل في سهرات وخيام شهر الصيام في جميع الأحياء وفي الصباح تبدأ موجات القحة عند المدخنين
من يوم ما استوردوا ......وهي بتفرقع لحالها
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة