فجأة صرتُ رُبع مليونير ..معي ميتين وخمسين ألف دولار..تغيّرتْ نظرتي للعالم..وصرت أتصرف كالأغنياء ..صوتي صار أكثر انضباطاً واتزاناً ؛ حتى مشيتي صارت فيها هيبة..وبسرعة البرق خطر لي أن أترك ( الولدنة ) وحركات الناس إللي تحت ..!! قلتُ لنفسي : من الآن يجب أن أحدد علاقاتي مع إللي بشحد منهم نُصْ ليرة و ليرة ..ومع الأيّام يجب أن أمسحهم من ذاكرتي ..!! خَلَص يا وَلَد يا كامل عليك أن تلقي النظرة الأخيرة على كندرتك إللي ما حدا ما رَح يقدر يستخدمها بعدك لأنها مستوية عَ الآخر..!! بعد قليل وأقل من قليل ؛ سوف يصبح الكباب وجبتي اليوميّة السريعة إللي أتناولها ( تصبيرة ) عَبين ما ييجي الأكل الثقيل الذي لم أتشرّف بالتعرف عليه بعد ؛ لا اسماً ولا جسماً ..!! ربع مليون دولار ..يعني مصاري بتحكي بكل اللغات ..بالتأكيد سأقدِّم استقالتي من الحكومة ويجوز أجيب الحكومة تشتغل عندي ..!!
طبعاً بدكو تعرفوا كيف صرت رُبُع مليونير ..؟؟ حقكو ..فلم أرث من عم بالبرازيل ولا من خال في كوالالمبور ..فأكثر عم لي وصل ( المفرق ) وبالغلط و رجع بنفس اليوم ..وأفخم خال لي سافر إلى المفرق أيضاً ؛ ذهب وراء عمّي وأعاده ..!! المهم ..الحظ الآن لعب معي وفتح خزائنه لي ..فعلى غفلة من الألم ..رن الخلوي ( وجه السعد عليّ ) ..رنة واحدة فقط..نظرتُ إلى الرقم يبدأ بـِ ( 0090544) ..الرقم من برّة..أووووووووه..!! قلتُ : يجوز بالغلط رن و فصل..!! بعد شويّة ..برضو رن وفصل ..نفس الرقم الدولي .. تكرّرت العملية أكمّن مرّة..معي رصيد محوّل فيه أكمّن ليرة ..ضربتُ الرقم ..ردّ عليّ رجلٌ بصوت دافيء و مُهذّب: معك شركة نوكيا من البحرين ..مبروك ..فزت معنا بـ ( ميتين و خمسين ألف دولار ) ..أعترف إنني شهقتُ شهقة فرح كادت تُطيح بي ..تلخبطتُ ..مش عارف إيش أحكي ..قال : على مهلك أخوي ..هدّي حالَكْ شوي وامسك أعصابك..ممكن تعطينا اسمك بالكامل وأي بنك تتعامل معه..ورقم حسابك ..عشان نحوِّلّكْ المبلغ و (......) ؛ طبعاً مكان النقط كلام لم أسمعه لأنّ الخط انفصل ..انتبهت إلى رصيد موبايلي ..كان قد نفذ بالكامل ولم تبقَ إلاّ فلسات لا تكفي لمسح غبار كندرة ..!! مش مشكلة رحْ أعبي رصيد الآن وأحكي معهم مرّة ثانية ..وهاي آخر مرّة أعبّي فيها رصيد ..لأنو موبايلي بعد شويّة رح يصير فاتورة مش بطاقة ..!!
الناس حكولي إني كنت ماشي بالشارع و ( تقريباً ) كنت أحكي مع حالي من الترتيبات الجديدة اللي رح أعملها بعد وصول الربُع مليون ..بس أنا ما بصدّق الناس ؛ لأنو مستحيل أنا أحكي مع حالي و وين ..في الشارع ..؟؟ لأ ..هيك تخينة كثير ...!! المهم ..وصلتُ لأقرب واحد يبيع بطاقات من معارفي و ترجّيت إللي خلّفوه عشان يشحّدني آخر بطاقة خلوي في حياتي ..ولمّا اطّلعَ على ( فشخرتي الجديدة ) احترمني بشكل مُلفت ..وقال : شو رأيك قبل ما تشحن خلويك ببطاقة جديدة نتأكد من الرقم إللي ضرب عليك عن طريق شركة الاتصالات ..!! اقتنعت بالفكرة ..حكينا مع الاتصالات ..طلبوا إعطاءهم الرقم الذي يبدأ بـ ( 0090544)..ضحكوا كثيراً..قالوا : هاظول جماعة نصابين بيحكوا من تركيا ويجرجروك و يخربوا بيتك ..أوعى تحكي معهم مرة ثانية ولا تعطيهم رقم حسابك ..!!
طبعاً ..شحدت سيجارة ..حمدتُ الله على أن كندرتي ما زالت معي ..خفّتْ حدّة احترام صاحب المحل لي ..وقال لي ضاحكاً: كامل ..ما تنسى تجيب حق البطاقتين إللي عليك وإلاّ والله لأعملّك هُلّيلة يا رُبع مليونير ..!!