عندما يتحول "المنسف" إلى القلم والدفتر
25-06-2014 12:51 PM
عمون - أنس علي - عندما تتحول مكونات الأكلة الشعبية الأردنية "المنسف" من اللبن واللحم والأرز والسمن البلدي إلى القلم والدفتر والكتاب والعلم يؤكد لنا بأن الأردني تجاوز في حبه "للمنسف" حدود الأكل والشراب.
على بعد نحو 70 كم جنوب العاصمة عمّان في لواء ذيبان بمحافظة مادبا وبالتحديد في قرية "لب" استأجرت وزارة التربية والتعليم مدرسة "المنسف" الأساسية المختلطة والتي تأسست في عام 1994 لتخدم أبناء المنطقة.
يتساءل العديد عن سبب تسمية هذه المدرسة بهذا الاسم حيث ان العادة جرت بتسمية المدارس اما باسماء المناطق أو بأسماء شخصيات وطنية وما الى ذلك من تسميات.
وردة غليلات مديرة مدرسة "المنسف" أكدت في تصريحِ لـ عمون أن اسم القرية التي تتواجد فيها المدرسة هو قرية "لب" بمعنى استبعادها ان تكون التسمية جاءت نسبة للقرية، لافتة إلى عدم معرفتها رغم البحث عن سبب تسمية المدرسة بالمنسف.
وعن مكونات "المنسف" قالت غليلات تتكون "المنسف" من أربعة صفوف أساسية بطلابها الـ67 وبكادر تعليمي مكون من أربع معلمات صف ومعلمة انجليزي.
وتعدّ أكلة المنسف أشهر وجبات الأردن، وترتبط بالثقافة الأردنية ارتباطاً وثيقاً.
يتميز المنسف عن باقي أنواع الطبخ العربية باستخدام لبن الجميد الذي يصنع من الحليب بعد تحويله إلى لبن رائب.
وجاء سبب تسمية المنسف وفق ما أرخه البعض لنسف اليهود لمعتقداتهم حيث يخالف طبخ اللحم باللبن العقيدة اليهودية مخالفةً صريحة، بل وتُخرج هذه المخالفة اليهودي من ملته.
فبحسب التوراة سفر الخروج 23 (19): " أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ." ولأن اليهود جادلوا ربهم؛ فقد آتاهم التفسير تلو التفسير حتى حرم عليهم كل ما هو لحم مطبوخ بأي لبنٍ كان.. وذلك تجنبا للخزعبلات بحسب تفاسير كهنتهم.
ولهذه المخالفة ضَمِنَ العربي ميشع ملك مؤاب - المملكة الممتدة شرقي الأردن من جنوب الكرك إلى شمال البلقاء – وبارتكابها ضَمِنَ إعلان عداء شعبه لليهود منذ 885 عاما قبل الميلاد.. وذلك بعد تـثبته من نية الغدر المبيته لمملكته العربية الأردنية لدى جيرانه ملوك اليهود حينها.
ولشعوره بخطرهم طلب طبخ اللحم باللبن من شعبه الأردني الذي استجاب له عن بكرة أبيه, لمعرفته أن مخالفة العقيدة اليهودية بهذا الشكل التعبوي ما هي إلا إعلان العداء على اليهود الغادرين.
الأردنيون استطيبوا هذه الأكلة واستمروا بطبخها إلى يومنا هذا تفاؤلا بالنصر، واتخذ كل من سكن أرض الأردن من المنسف أكلته المحببة والتي أصبح يوُّجب فيها ضيفه ويولم منها ويقري بها ويعزم عليها معلنا بذلك عداءه لليهود الى يوم الدين..