لا يمكن حل الازمات الاقتصاديةوالامنية والسياسية , وجميع مظاهر الفوضى الاعلامية والفنية والرياضية والثقافية مالم توجد قيادات مؤهلة للادارة .
ما لم تتغير ايضا الشخصيات العامة , لتعرف ما يجب عليها ان تقوم به, وغياب المؤهل منها واضح , ومشكلاتها كثيرة والمعاناة من بعضهم ملحوظة , والانهيارملموس في مستوى ادائها .
الشخصيات العامة تعبير مطاط يكاد من شدة اتساعه ان يكون مبهما , لكن الشائع هو التمييز بين شخصيات عامة محدودة وشخصيات عامة جماهيرية .
الاولى : هي تلك الاسماء المعروفة في قطاع مهني بعينه كشاعر لا يعرفه عامة الناس لكنه يتمتع بحضور وانتشار بين اقرانه من الادباء والشعراء والكتاب , او استاذ جامعي يروح اسمه في جامعته لكن شهرته لا تتعدى هذا الحيز العام المحدود الى الحيز العام للوطن كله .
أما الشخصيات العامة الجماهيرية , فيعرف الناس اسماءهم , ويتابعون اخبارهم ويضم هؤلاء سياسيين ومثقفين وقانونيين وفنانين ورياضيين اعلاما .
بسبب الشهرة الذائعة التي تتمتع بها تلك الشخصيات العامة الجماهيربة, فان خطرهم
ياتي على قدر خطئهم , فهم مشاهير تتردد سيرتهم بين الناس , وتملأ اخبارهم البيوت والشوارع , بما يجعل ما فعلوه او قالوه موضوعا لأحاديث الناس وتعليقاتهم .
لكن معيار الشهرة لا يكفي لتحديد من يدخل ضمن الشخصيات العامة الجماهيرية , وانما لا بد من قياس ما يتركونه على الناس من اثر وبصمات, فالشهرة معيار لكن الاثر معيار اهم .
كل الشخصيات العامة , سواء ادركت ام لم تدرك , تشكل نخبة وسيطة بين الدولة والمجتمع , تساعد كل منهما على الوصول الى الاخر, فهي تستطيع متى اقتنعت بشرعية السلطة وسياستها , ان تقنع الناس بما تملكه من شهرة وحضور بأهمية التعاون مع تلك السياسات والبرامج , كما انها تستطيع ان تساعد المجتمع بشهرتها وجماهيريتها في نقل همومه ومشكلاته الى السلطة, بالاضافة الى تقديم نماذج يمكن ان يحتذى بها افراد المجتمع .
فالشخصيات العامة بمعيار الاثر العام هي التي ترشد المجتمع كيف يكون أفضل واكثر ذوقا وادبا .
هم الذين يعتبرون انفسهم حكماء , فما هي الحكمة ومن هم الحكماء ؟
قد تتعدد جذور هذه الكلمة ليكون مرجعها من حكم ,يحكم , حاكم ,تحكم ....الى اخر الكلمات التي تنتهي بعصارة فكرة نلخصها في كلمات معدودة تحمل قيمة ومعنى عميقا , قد تتحكم في توجهات ومصائر الناس .
البعض يصنف الحكمة ضمن ارث تاريخ الشعوب ,كمقولات المخترعين والمتميزين , وهناك من يرى كل ما ترجم عن الرموز والشخصيات المهمة والرؤساء والملوك والقادة في العالم يستحق ان يكون مرجعية للاستلهام ,وتتحول السطور في بعض السير الذاتية الى مقولات ومقتطفات شهيرة ومتداولة .
حتى تتقدم اية امة وتلحق بالامم التي سبقتها في مجالات الحضارة والمدنية,لا بد لها ان تكون امة مفكرة تفكيرا استراتيجيا , حيث الفوضى والعشوائية لا تخلق الاجيال الصحيحة والاجيال النافعين , اجيال المستقبل الذين يفيدون من الماضي ويطورونه لما ينفع حاضرهم , ويضعون الخطط المستقبلية التي تصبح أساسا مهما وقاعدة ينطلقون منها ونبراسا يضيئ لهم الطريق .
الاساس الذين يعملون الاستراتيجيات والخطط هم الشباب وهم القادة.
اذ بغير قيادة صحيحة واعية ومؤهلة ومنتمية لتراب وطنها وشعوبها , لا يمكن ان توضع الخطط الصحيحة .
القادة الذين يتابعون ويطورون ويساعدون ويهتمون بالاخرين وباقتصاد البلد ونموه , هم القادة الأكفاء الذين نبحث عنهم , وهم النابعون من قواعدهم وكوادرهم ويتحسسون مشاكلهم ويفهمون حاجاتهم ويرأسون مهاراتهم ويوجهونهم للمسار الصحيح .
القيادة هي رأس الهرم لكل قطاع أفقي من قطاعات ذلك الهرم , وكلما كانت الادارة ناجحة والدقة متوخاة , وكان الاتقان عنوان العمل , كلما كانت المسيرة سالكة , وتعمر لاجيال طويلة , حيث النوعية الجيدة هي اساس استمرار كل عمل , وتعطي المردود الجيد لكل استثمار على المستوى البعيد .