اعتقد انه ان الاوان ليكون لنا وقفة مع مهرجان جرش.

ما اعنيه انه بعد 29 دورة من دورات مهرجان جرش علينا ان نعترف ان كان هناك جدوى من استمرار هذا المهرجان ام لا خاصة وان القائمين عليه لا يهمهم الا ان يستمر المهرجان فقط دون اي تقييم له من حيث الايرادات والخسائر وما يحققه هذا المهرجان من انجازات للوطن.

عندما فكر القائمون على هذا المهرجان قبل ثلاثة عقود كان تفكيرهم يذهب بعيداً الى كل من بعلبك وقرطاج وكان توقعهم ان تكون جرش افضل ان لم تكن مثل ما تحققه هذه المهرجانات خاصة وان الاردن له ميزة مختلفة عن لبنان وتونس فلبنان لم يعد مهرجان بعلبك كما كان في السابق بعد الحرب الاهلية في لبنان وتداعياتها المستمرة لغاية الان اضافة الى بعد تونس وتراجعها امنيا وعدم توسطها المنطقة العربية كما هو حال الاردن وقرب الاردن من منطقة الخليج التي كان من المفترض ان يكون تسويق المهرجان فيها وان تكون هي الرافد الاساسي لفعاليات هذا المهرجان، واعتقد ان من خططوا لاقامته في بداياته قد وضعوا استقطاب السياحة الخليجية له في الحسبان.

اثبتت التجارب ان المشاريع عندما تشرف عليها او تكون الحكومة هي المسؤول المباشر عنها لا يمكن ان يكون الانجاز فيها طموحا بل هناك خسارات لان مفهوم الوظيفة عندنا في الاردن لا يزال مرتبط بالتنفيع للشخص الذي تسلمه المسؤولية والمنتفع كما هو معروف لا يمكن ان ينفع وانا هنا اقصد ادارة مهرجان جرش الحالي كما هو حال معظم الادارات السابقة.

المهرجان مشروع استثماري والمشروع الاستثماري يجب ان يكون ربجي وكنا نتمنى ان يحقق مهرجان جرش ارباحاً طائلة كما ان على الفنانين الذين يشاركون بمثل هذا المهرجان ان يقدموا فقراتهم مجانا لان المهرجان هو تسويق لهم ولانتاجهم اكثر مما هو تسويق لغيرهم وهذه الرسالة للاسف لم تتعامل معها ادارات المهرجان بل جعلت الفنانيين يتقاضون مبالغ طائلة مقابل مشاركاتهم بدل ان تكون مجانية او على الاقل بأسعار مخففة .

على كل لاهم هو التسويق وللاسف فان الادارات لهذا المهرجان لا تعطي هذا الجانب الاهتمام اللازم وهناك لااقصد التسويق المحلي بل اقصد تسويق المهرجان خارج الاردن لان ذلك يعود بالنفع على المهرجان اولا وعلى قطاع السياحة ثانياً فالسائح الذي سيأتي ليشاهد او يستمتع بمهرجان جرش سيزور مختلف المناطق في الاردن وسيقيم في الفنادق والشقق الفندقية وهذا يعطي وقعاً كبيراً للسياحة فلا ادري اين هو دور الجهات الاخرى المعنية في التسويق السياحي سواءً الجهات التابعة لوزارة السياحة او الجهات الاهلية كشركات التسويق السياحي ولماذا لا يتم التنسيق معها وان تكون هذه القضية والتعامل مع الجهات المعنية بالسياحة هي العمود الفقري لمهرجان جرش فالمهرجان لا يمكن ان يتحول الى دائرة حكومية الا اذا ارادت الحكومة له ذلك واعتقد ان على الجهات المعنية اعطاء الخبز لخبازه.

وأخيراً هل بامكان الحكومة ان ترفع يدها عن المهرجان اما بالغائه او تحويله للقطاع الخاص فمشروع مثل مهرجان جرش لا اعتقد ان هناك من يمانع في خصصته فالاردن هو الدولة الوحيدة المؤهلة لاستقطاب السياحة العربية والاجنبية من بين الدول العربية نظرا للظروف التي تعيشها معظم الدول العربية حالياً.
واختم واقول ان حكومتنا تصرف على الطرب وترفع الاسعارعلى الشعب.