داعش :نجاحات في ارض الفوضى والارهاب
د.بكر خازر المجالي
25-06-2014 04:05 AM
داعش فزاعة المرحلة ، وهي الخوف الذي يدخل في النفوس الخائفة المرعوبة ، وفي ضعاف الفكر ، لا نعرف تنظيما لداعش ، ولا حقيقة اهدافها ، وما هي حدود الدولة في الشام والعراق التي يخططون لها ، وما هي القوة التنظيمية لهم وما هو تسليحهم ، وهل الذي يبدو هو ان داعش لا تعتبر ان هناك جيوشا ودولة ونظاما ومؤسسات في مواجهتها ، وهل انها تتخذ مما يجري على ارض سوريا والعراق ونجاحاتها المحدودة التكتيكية التي تستند على القتل الوحشي والارهاب الدموي تتخذ منها معيارا يدفعها الى الاعتقاد انها ستنجح في مناطق اخرى ،واعتقاد اخر هل ان كل اراضي الدول في المنطقة مستباحة لها.
من جهة اخرى ارهاب داغش هو عند البعض مثل ارهاب المغول في القرن الثالث عشر حين زحفوا الى بغداد واحرقوا حضارتها وفتكوا باهلها ، وسبقهم رعبهم لسائر بلاد الشام والعراق ومصر ، فاخذ الناس يهربون من وجههم ، او يهادنونهم ويطيعونهم ويضع البعض انفسهم عملاء وجواسيس وممولين وخدم لارهاب المغول الزاحف ، الى ان تصدى لهم ممن انتصر على الرعب والخوف وعلق رسل هولاكو على باب زويلة في القاهرة كرسالة للاستعداد للارهاب والرعب الزاحف ،
واليوم تزحف داعش في المنطقة وهي تحمل رسالة الرعب والقتل والدم ، وهناك من انصاع لرعبها وانهزم سلفا في داخله واخذ يشتغل داعيا لشرورها دون ان يفكر بقوته ، وان ينظر الى حوله ويتيقن من قوة بلده وجيشه ، وجعل من نفسه طابورا سادسا متجاوزا الطابور الخامس بخيانته التي لا يدركها لوطنه الذي يستدعي منه التضحية والوقوف بثبات في وجه الرعب والشر ، وان ندرك تماما ان لدينا جيشان : جيش مؤهل ولديه جاهزية بارعة وقوة نار دقيقة وكثيفة ولديه نظام قتال فعال ، وجيش من الاردنيين الذين اعتمروا خوذة الوطن صنعوها من معدن اصيل في الوفاء والاخلاص ، والثقة بالقيادة والجيش .
داعش هي ضمن تنظيمات ظهرت على خلفية الفوضى في البلدان المحيطة ، وهذه هي بيئة داعش وامثالها ، ولا نعرف عن هذه التنظيمات من يقاتل من فيها ، ولا نعرف كيف تحدد عدوها ، ولا نعرف ان لها قدرات تنظيمية وادارية سوى القدرة على ارتكاب المجازر والمذابح ببشاعة تسيء لكرامة الانسانية ولجوهر الدين الاسلامي ،
وبقينا نحن كاردنيين ونحن نستمع الى ترديد مصادر الاخبار التي تنشر ان داعش على ابواب الاردن ، وهي في طريقها الينا ،وان هناك من يناصر داعش بيننا وساد القلق نفوس البعض ، والخوف من القادم اصبح مثار نقاشهم ، ويسهم الاعلام بالتهويل وتصوير قوة داعش وغيرها التي لا تمتلك طائرة ولا دبابة ولا تنظيم جيش بل تمتلك اعلاما خطيرا ليس هم مصدره بل المصدر الاخطر هم الداعشيون بيننا الذين يلونون ويتفنون بكراهية الوطن ونكران فضله ، ولا يقدرون مساحة تسامحه الواسعة وتجاوزه عن ترهات من يعتقدون انهم قوة ما.
ولكن يبقى الاردن بجيشه وبقيادته هو القوة التي تبعث فينا الثقة والمعنويات ، وتبعث فينا العزيمة وان نمضي بالبناء وان ندرك ان وحدتنا كاردنيين متماسكين اننا نحن الاقوى في مواجهة التهديدات الكرتونية الشريرة ، وان لدينا من الخبرات ما يكفي بوقفتنا الوطنية الواحدة ومحبتنا لارضنا التي نتنشق صباح كل يوم فيها نسيم المجد والتاريخ بعبق الشهداء في القدس والخليل ونابلس ، وبصهيل الرجال من ثورة الكرك الى الثورة العربية الكبرى ، ومن عزم الحسين بن علي الاول الى الملك عبدالله الثاني .