تحفل لهجتنا الأردنية - حضرا وريفا وبادية - بعبارات ومفردات تتشابه أحيانا ، وتختلف أحيانا أخرى مع لهجات جهات المنطقة ودولها . ولهذه المفردات والعبارات استخدامها وتداولها في أحوال بعينها ، وإن كان بعضها آيل للانقراض في خضم تداول مفردات أجنبية في بعض الأوساط ، ونفور مما هو قديم في أحيان أخرى.
يتوجه أحدهم بالحديث لآخر وسط وجود الغير بالقول : [ والهرج للجميع ] أو [ والحكي للجميع ] ليأتيه الرد منهم سريعا [ ولا تهون ] . وقد يمر أحدهم بآخر فيحييه بالقول [ صح بدنه ] فيرد عليه بدوره [ وبدنه طال عُمره ] . وقد يتناول متحدث ذكر من رحل عن الدنيا فيقول [ .. حياة فلان ] ليرد عليه السامع [ تعيش ] فيرد عليه الأول [ تعيش هنيّ ] أو [ يعيّش محبينك ] أو [ ومن قال عاش ] ومن مفردات الموت المتداولة عبارة [ يسلم راسك ] عند العزاء بحبيب أو عزيز ، بل وقد يمتد استخدامها المجازي لأمور أخرى ، وردها [ يسلم دينك وإيمانك ] وتتشابه الحال في عبارة [ رحم الله ما فقدتم ] وردها المعروف [ ما تفقد غالي ] ولا تخرج عبارة [ عظم الله أجركم ] وردها [ شكر الله سعيكم ] عمّا ذكر سابقا .
وللأحداث اليومية المتكررة عباراتها ومنها : [ شوفيتم ] عقب قضاء المرء لحاجته ، وردها المعروف[ عوفيتم ] ومنها القول[ يرحمكم الله ] تشميتا للعاطس ، وردها [ أثابنا وأثابكم الله ] وما شابه ذلك من أقوال . والقول [ نعيما ] لمن استحم أو قص شعره أو حلق ذقنه ، وردها [ الله ينعم عليك ] . ويتداول المدخنون عبارة [ يكفيك شرّها ] إشارة للنار التي أوقد بها أحدهم لفافة تبغ الآخر ، والذي يرد عليه قائلا [ ولا تذوق حرهّا ] أو [ ولا تقاسي حرهّا ] في إشارة لنار جهنم خاصة والنار بشكل عام .
وتوجد عبارات أخرى ومنها [ مرحبا عليك ] وردها [ مرحبتين ] و [ صح النوم ] وردها [ دامت الحياة ] وعبارة [ الله يعينه ] وردها [ الله يديمه ] وأجد فيها جميعها ضربا من التواصل الاجتماعي الآني ، وتحمل مشاعر الود بين أفراد المجتمع ، وتضفي على الحديث بينهم نوعا من الحميمية ، والتي باتت تتناقص يوما بعد يوم وسط طاحونة حياة مادية تعصف بكل روحانيات المجتمع .
haniazizi@yahoo.com