حـقـل الشمـال بـوابـة الـشـمـال .. *شاهر الزبيدي
24-06-2014 02:06 PM
يقع حقل الشمال بين الحدود البحرية المشتركة لدولة قطر والجمهورية الإيرانية وذاك يستدعي تثبيت حقيقة وواقع لا يمكن القفز عنه أنها أذن لعبة الأقدار عندما تتواطىء مع الجغرافيا فبقدر ما فرقت بالجارين الشريكين السبل والسياسات ها هو حقل الشمال يجعل لقطر بوابة مهمة للاستدارة كلما دعت الوقائع لذلك.
ففي خضم فوضى الربيع العربي وتعقيداته ممثلاً بالاستعصاء الذي يحدث في سوريا وبداية الفوضى العارمة في العراق لابد أن تثمر العلاقات القطرية الإيرانية إلى رؤى وسياقات ومخارج تصنع للسياسة القطرية المشهود له بالمرونة والرشاقة آفاق جديدة وأدوار يمكن أن تلعبها استناداً إلى حقيقة مفادها أن الخلاف الغربي الإيراني في طريقه إلى الأفول.
وأن التلكئ السعودي بشأن الحوار مع إيران ليس أكثر من تلكىء يعمل ضد الساعة بظل تخلي الحلفاء الخليجين عن أتباع نفس النسق من الجمود المنتج للاجدوى.
نعم إنه حقل الشمال الذي يعد مدخلاً مهماً لترتيب العلاقات القطرية الإيرانية على أسس واقعية مبنية على المصالح المشتركة والتعاون على عكس ما هو مطلوب من قطر بعلاقتها بالسعودية .فالسعودية لا ترى بقطر سوى ورقة من أوراق التفاوض مع إيران متناسية أن قطر شبت عن الطوق وأفاقت مبكراً من وهم قدرات السعودية الأمنية والعسكرية منذ احتلال الكويت عام .1990 .
الخروج عن بيت الطاعة السعودي بدأ يظهر جلياً من خلال دولتي عمان والكويت مؤخراً لكن قطر كانت أكثر جرأة ووضوح وشجاعة فإعادة التموضع فالاستدارة عادة لا يتقنها إلا من تمرس على وضع رؤى وسياسات تتصف بالرشاقة والعملية.
إنني شخصياً أتوقع أن تتم قراءة متأنية بين صانع القرار القطري والإيراني لغايات فهم مشترك بالحدود الدنيا على الأقل في الوقت الراهن للأحداث التي تجري في سوريا والعراق وستلعب قطر دوراً قد يفاجىء الجميع من حيث دقة الرؤيا وقنص اللحظة التاريخية لتحقيق نقاط مهمة في واقع متحرك يتصف بالسيولة وعدم الثبات.
واضح لأي مراقب أن الاهتمام القطري الحالي بتحقيق قفزات مهمة في مجالات التنمية الداخلية وإنشاء شراكات مع دول مهمة ومؤثرة يجعل من الوضع الداخلي يزداد تحصيناً يوماً أثر يوم وذاك يشكل داعمة أساسية للسير قدماً لرسم سياسات تتناغم بين متطلبات التنمية ومتطلبات جيوسياسية تتصف بالتعقيد والخطورة.
ذاك أن التجارب توحي بأن القدرة على معالجة الإشكالات متاحة وربما تسير الآن بالطريق الأمثل حيث أن القيادة الآن تتخذ قراراتها على أرضية مهمة وواسعة من المعلومات بخلاف جيران تحجروا وأصبحوا عبىء على الواقع والمستقبل ويثيرون حفيظة حلفائهم قبل أشقائهم.