مخاوف "اوباما" تجاه الاردن و انعكاس ذلك على الاستقرار في الشرق الاوسط
السفير الدكتور موفق العجلوني
24-06-2014 02:02 PM
نعم السيد الرئيس باراك اوباما , ان ما يجري حول الاردن يهدد الاردن و يهدد المنطقة و يهدد الاستقرار في العالم , ليس من الجهة الشرقية فقط , و انما من الجهات الثلاث المحيطة في الاردن و على رأسها عملية السلام و ما يجري على الارض الفلسطينية , واخشى ان ما يجري في المنطقة قد خطط له منذ سنوات منذ اتهام العراق بحوزتها على اسلحة الدمار الشامل غير الموجودة اصلاً , و ها نحن ندفع الثمن و باعتقادي ان الولايات المتحدة لها نصيبها من هذه الثمن و ربما يكون الثمن اغلى في الايام القادمة و سيادتكم يعلم ذلك جيداُ وبالتالي الولايات المتحدة الاميركية برئاستكم الان ليست هي الولايات المتحدة الاميركية ابان الرئيس بوش الابن , والمملكة المتحدة ليست هي الان كما كانت ايام رئيس الوزراء السيد توني بلير .
السيد الرئيس معكم الحق كل الحق الوضع خطير و خطير جداُ و اذا ترك الحبل على الغارب فمسبوتانيا وهلالنا الخصيب سيحترقا و ستصل نيرانهما الى اوروبا و الولايات المتحدة الاميركية و انحاء اخرى من العالم , و اذا احترقا لا سمح الله لن يكون هنالك سلم او سلام او امن او استقرار و سيعم الفوضى والجوع و الفقر و النهب و السلب , و باعتقادي سيدي الرئيس ان الولايات المتحدة الاميركية تتحمل الذنب الاكبر مما يجري و بالتالي عليكم الاسراع و بتعاون المجتمع الدولي و دول المنطقة بالذات بالبحث عن ايجاد حلول سلمية لا شيعية ولا سنية و لا كردية , عليكم بالتعاون مع من هم قلبهم على العراق العربي احد الاعضاء المؤسسين للجامعة العربية بايجاد حل عراقي عراقي تتوافق عليه كل مكونات العراق و ان يعود العراق العربي الى دوره في لملمة شعبة واعادة الكرامة له و ان يعود العراقيون المشتتين في الاردن و الدول العربية و العالم الى ديارهم و كما يعود السوريون الى منازلهم و يعود من غادرو فلسطين بعد عام 1967 الى فلسطينهم .
نعم اتفق معكم السيد الرئيس اوباما باستبعاد فكرة تدخل قوات اميركية ، فقد اكتويتم و كويتم بما فيه الكفاية جراء تدخلكم في العراق و زوال نظام الرئيس صدام حسين وكارثة حل الجيش العراقي و ما ال اليه الوضع في العراق و دول جوار العراق , ناهيكم عن الوضع في سوريا و انعكاساته على الاردن امنياُ و اقتصادياُ و اجتماعياُ .
نعم سيدي الرئيس اتفق معكم واشد على اياديكم ان نبقى متيقضين . واتفق معكم مع ما ذهبتم اليه بأن(مقاتلي) تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) يزعزعون استقرار العراق ، و ربما يحاولون التوسع نحو الاردن . و لكن لا بد من الرجوع الى جذور زعزعة العراق و من اوصل العراق و المنطقة الى هذا الحال و وعليه ان يتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية , و على الشعوب ان تحاسب قياداتها والتي تربعت على الحكم لدورة او دروتين و عاثت في العالم فساداُ ,و اوصلت دولاً و شعوباً الى حالة من الضياع و الدمار و النهب و السلب دون صحوة ضمير او حقوق انسان .
نعم السيد اوباما ان ما يجري في العراق و سوريا و فلسطين هو تحد عالمي كبير و للولايات المتحدة على وجه الخصوص , وكما تعلمون ان هناك من يريد توريط الولايات المتحدة ... و لكن لا اعتقد ان الولايات المتحدة بكل ما تملكه من قوة عسكرية و استخباراتية و تحالفات دولية لا تستطيع بمفردها وضع حد لما يجري في المنطقة و مواجهته. و خاصة ان الولايات المتحدة والتي نعتز بصداقتها التاريخية لم تقترف ذنوباُ بحق المنطقة فحسب بل ارتكبت كبائر... .
الامل سيدي الرئيس , ان يكون هنالك تنسيق و مشاورات سريعة , و ها انتم تسيرون على المسار الصحيح بايفاد حكيم سياستكم الخارجية معالي السيد جون كيري و الذي نقدر مساعيه الجادة و حكمته و عقلانيته , و الذي التقى بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و استمع الى نصائح جلالته و موقف الاردن الصريح و الواضح بكل ما يجري , فالاردن اول المعنيين في الجبهات الثلاث المحيطة به و عليكم ان تعوا جيداُ التحديات التي يواجهها الاردن و على الجبهات الثلات و تقديم الدعم اللازم للاردن, مع بذل كافة الجهود من اجل ايجاد الحل السلمي و ان يعم الامن و السلام والوئام بين شعوب المنطقة و ان يحافظ على وحدة العراق ووحدة الشعب العراقي و على وحدة سوريا ووحدة الشعب السوري و على ايجاد الحل الدائم و العادل للقضية الفلسطينية و اقامة الدول الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف و حق العودة والتعويض .
ربما يبدوا حل كافة القضايا امراً مستحيلاُ , و لكن لا يوجد مستحيل امام حكمة و عقلانية و انسانية و عزم و تصميم المجتمع الدولي على ارساء السلام و الامن في هذا العالم و الحيلولة دون خلق فوضى خلاقة و غير خلاقة . ان ما يدور رحاه على ارض الشرق الاوسط امر خطير وخطير جداُ على الامن والسلام العالمي , و بالتالي لا بد من بذل كافة الجهود الدولية السلمية لوقف القتال و الدمار وان يعود الامن و البناء و ركب الحضارة الى هذه الدول وهذه الشعوب و حان الوقت لدول الشرق الاوسط وشعوبها ان تنعم بالحياة كما ينعم الشعب الاميركي و الاوروبي و الشعوب الحرة الاخرى .