عمون - رنا حداد- لا تنهري طفلتك الصغيرة وانت تعدين اطباق العائلة في مطبخك، فلربما تصبح هذه الصغيرة «سيدة المائدة» ذات يوم، كما حدث مع تلك الطفلة التي كانت تقف على اطراف اصابع قدميها تشاهد والدتها وجدتها تعدان صنوف طعام العائلة وضيوفها بحب وشهية، تحاول تقليدهما وتخزن في ذاكرتها المكونات وطرق التحضير، واكثر من ذلك سر النكهة، والطبخ بحب.
دعد عازر ابو جابر، اردنية درست الاقتصاد وادارة الاعمال وعملت في مجال المصارف، الا ان شغفها وحبها للطهي دفعها الى ترك عالم المال والاعمال لتلتحق بدورات فنون الطهي المختلفة. تميزها، عزمها واصرارها ، وتشجيع العائلة امور جميعها اوصلت ابو جابر الى قناة الطبخ الاكثر شهرة «فتافيت» من خلال مسابقة «ستار شيف».
منذ ذلك الحين الى اليوم قدمت ابو جابر أربعة برامج, ثلاثة مواسم من برنامج «تسلم الايادي»، وموسم واحد من برنامج «أحلى جمعة».
احصائيات وارقام المتابعة والماهدة، بينت ان الاردنية ابو جابر تتقدم وتحتل مكانه كبيرة في قلوب مشاهدي ومتابعي القناة «فتافيت»، وهم بالمناسبة من كلا الجنسين، مشاهدة عالية، جاءت الفصل بضرورة اصدار كتاب يحمل وصفاتها المطلوبة عالميا وعربيا ومحليا . (على مائدة دعد) اختارت له الاردنية الاصيلة ابو جابر صورة من عبق الاردن وشموخه، تقف على غلافه محتضنة قصور الاردن الصحراوية بألوانها الوردية، وفي ذلك رسالة ان المطبخ جزء من ثقافة الشعوب.

* بدايتك في عالم الطبخ ، من علمك ؟
- منذ الصغر وانا اعشق المطبخ, والدتي رحمها الله هي من زرعت بي هذا الشغف , فقد كانت ماهرة جدا ,تعد الاطباق بحب واستمتاع ,تتقن الاطباق التراثية والحديثة العربية منها والاجنبية فعودتنا على مختلف الاذواق, كانت كثيرا ما تشركني باعداد الاطباق مشجعة اياي.
بيتنا كان دوما عامرا بالضيوف من اقارب واصدقاء ودوما هنالك اطباق متنوعة شهية ، كما ان جدتي لابي كانت تقيم معنا وهي ماهرة ايضا بالطبخ فتعلمت منها ايضا. عندما تزوجت واصبح لدي عائلتي الصغيرة, تعمقت في فن الطبخ الذي اعشق.

* ما دور العائلة ودعمها في حصد برنامج تلفزيوني؟
- تقدير وتشجيع دائم الحمدلله من زوجي وابنائي, ادين لهم بما وصلت اليه الآن, فهم من حثني على الاشتراك في مسابقة « ستار شيف» على قناة فتافيت الفضائية المتخصصة بالطهي ,حيث كنت من بين الفائزين وطلب مني تقديم برنامجي الخاص وذلك منذ اربع سنوات تقريبا, حيث قدمت اربعة برامج حتى الآن, ومؤخرا صدر كتابي الاول (على مائدة دعد) والذي يحتوي على اكثر من مئة وصفة متنوعة ما بين مقبلات واطباق رئيسية وحلويات.

* هل كل امرأة يمكنها الطبخ؟
- لدي قناعة، وهي ان كل من يتذوق ويمكنه التمييز بين الشهي وغير الشهي من الاطباق يمكنه ان يطبخ.
الممارسة والخبرة هما الاساس، شرط ان يتم ذلك برغبة وحماس وحب.
كما انني اجد ان المرأة الاردنية والعربية بشكل عام تحب الطبخ وتجيده ، وهي ماهرة في تقديم الاشهى لعائلتها, فالطبخ جزء هام من عطائها الدائم.

* ما سر تميز وصفاتك؟
-الطبخ لدي شغف وليس واجب, اعد اطباقي بمحبة ومتعة , اجرب وصفات ومكونات جديدة دائما واتوصل الى وصفتي الخاصة التي اجد انها تعطي اشهى طعم وافضل نتيجة .
اهتم جدا بالتفاصيل ولا اختصر، وهذا اهم اسرار النجاح بالوصول لاشهى طعم , اي ما يطلق عليه شعبيا تعبير ( النفس في الطبخ ).

* الطعام الاردني على القائمة، هل وصل العالمية؟
- مؤخرا بدأ المطبخ الاردني بالانتشار ,واصبحت بعض الاطباق الاردنية معروفة عالميا ولو بشكل محدود, والفضل بذلك هو للمغتربين والمهاجرين الاردنيين في انحاء العالم وكذلك لوسائل الاعلام العربية والعالمية التي بدأت تهتم بتعريف العالم بمطابخ الشعوب المختلفة خاصة البرامج التلفزيونية والمجلات العائلية والمتخصصة .
اتمنى ان يتم التعريف المطبخ الاردني اكثر وهذا هو هدفي القادم ان شاءالله .

* ما هو رأيك بدخول الرجل المطبخ؟
- جدا اؤيد ذلك , واؤمن ان لا فرق ابدا بين المرأة والرجل من حيث المهارة بالطبخ اذا ما توفرت الرغبة والحماس , واعتقد ان ما يبعد الرجل عن دخول المطبخ هو التربية منذ الصغر، حيث يتم زرع مفهوم ان المطبخ هو للنساء فقط , انما هذا المفهوم يختلف تبعا للشعوب , واود التذكير بان معظم الشيفات العالميين المشهورين هم رجال .

* هل اصبحنا شعب «fast food» ام ما زال الناس يتوقون لاعداد الطعام ؟
- لا لم نصبح شعب الوجبات السريعة على الاطلاق , انما الاقبال على هذه المطاعم نابع من حب التجربة والتقليد خاصة لدى الاطفال والمراهقين, وللاسف استطيع ان اعترف بان البعض يصبح لديه « ادمان» على هذه الوجبات بسبب المكونات السرية التي تضاف الى بقصد الربح التجاري , هي مرحلة يمرون بها انما لا اعتقد ان هنالك من يستطيع الاستغناء عن الاطباق التراثية والتقليدية وحتى الحديثة العالمية المعدة في البيت.كما ان العائلة الاردنية تهتم جدا بالمطبخ والطعام جزء اساسي في علاقاتنا الاجتماعية ايضا.

* نصيحة او كلمة اخيرة تودين اشراكنا بها
- اقول دائما ان من يطهو يجب ان يقوم بذلك بمحبة وان الطهي في البيت يضيف دفئا عائليا لا يعوضه شراء الاطعمة الجاهزة.



الدستور