يا اخواننا البلجيك "إحنا عايفين حالنا" ..
خالد محادين
05-03-2008 02:00 AM
ليس خبراً ان يقال او ان ينشر ان المهندس عبدالهادي المجالي – رئيس مجلس النواب – رفض الخروج من مكتبه الى ألاف المواطنين, الذين وقفوا امام مجلس نوابهم المحترمين, يهتفون ضد الارهاب الصهيوني, وينددون بالتخاذل العربي الرسمي, ويطالبون عواصمنا الباسلة بموقف لا يتجاوز ذرف دمعة ولو كانت كاذبة او اطلاق آهة ولو زائفة.رئيس مجلس النواب رفض اقتراحاً بخروج مجموعة من النواب برئاسة رئيسهم الى هؤلاء المواطنين المحترمين, الذين لم يكونوا يقفون امام باب صاحب معالي أو صاحب عطوفة, والذين لم يأتوا الى مجلسهم الكريم عاقدين آمالاً ساذجة على قرار منه يؤكد اننا والفلسطينيين اسرة واحدة, واننا واياهم في خندق واحد وان العدو الصهيوني عندما ينتهي من تناولهم وجبة غداء سيتحرك نحونا ليتناولنا وجبة عشاء, ومن المؤكد ان صدمة هذه الالاف من المواطنين الشرفاء كانت كبيرة وان لم تشكل مفاجأة لدى غالبيتهم, ذلك ان قدرتنا على رفع الشعارات الوطنية (الاردن اولا) وعلى رفع الشعارات القومية (لن نتخلى عن أي شقيق) لا تعني ان لدينا اية قدرة على اتخاذ القرار الجريء او القرار نصف الجريء او القرار ربع الجريء, ستراً لعوراتنا وخداعاً لسوانا بموقف يثير سخرية الاعداء ولا يثير غضبهم او عتابهم.
كنا نتمنى لو ان معالي الرئيس المهندس كان صاحب اقتراح ان تخرج مجموعة من النواب بقيادة الرئيس (والرئيس يحب كثيرا القيادة) توجه التحية لهذه الآلاف التي عقدت رهانا على ممثليها، ممن قالت بياناتهم ما لم يقله اكبر مفكر قومي، ومما اعلنوا العزم على ان يظلوا الى جانب اخوانهم الفلسطينيين في جهادهم ومقاومتهم وصبرهم حتى يتحقق لهم النصر، ولا اظن ان وقوف رئيس المجلس المحترم مع عدد مع زملائه المحترمين على درجات مجلس النواب، واحتمال لسعة برد خفيفة، كانت تشكل عملا بطوليا يصعب على سواهم ان يغامروا بالاقدام عليه، او تحمل نتائجه، وكأن واشنطن او لندن او باريس او تل ابيب ستوجه نحونا صواريخها اذا ما عبرنا عن سخطنا وحزننا وادانتنا بسبب ما يتعرضون له من قتل وتدمير وارهاب ونازية ومحرقة واستمتاع بقتل الفلسطينيين على مرأى ومسمع من اشقائهم العرب.
هذه الآلاف من المواطنين دفعت ثمن اعتقادها بان علاقاتهم مع نوابهم الذين انتخبوهم ستبقى راسخة حتى اخر يوم من ايام المجلس الكريم، ورغم ان التجارب الكثيرة والمتتابعة حاولت تعليمها شيئا الا انها فشلت وأعني هنا ان علاقاتهم بنوابهم او ما يسمى بممثليهم تنتهي مع انتهاء وزارة الداخلية من اعلان الفائزين بالانتخابات التي اتسمت بالشفافية والنزاهة والنظافة واللطافة كما اعلنت الحكومة ووزارة داخليتها واصحاب العطوفة المحافظين الذين يخافون الله.
مبرر موقف مجلسنا النيابي برئيسه واعضائه هو قناعتهم بانه لا يجوز كلما قتل مائة فلسطيني او مائتا فلسطيني ان نعطل اعمالنا ونوقف جهودنا في الرقابة والتشريع، وتترسخ هذه الحقيقة عندما نعرف ان مجلسنا هو ذو لون سياسي واحد ولا نقول ذا التوجهات الفكرية المتعددة – حتى لا نزيف الحقيقة – لهذا لم يخرج نواب الى آلاف المواطنين رغم انهم لا يحتاجون الى اذن من رئيس المجلس المحترم, وهو ما يعني ان المجلس كله كان ضد الخروج الى آلاف المواطنين وان ما يتخذه من قرارات تحت القبة ضد العدو الصهيوني وحلفائه هو اهم الف مرة من الكلام الفارغ الذي لا يتجاوز الهتاف الذي لا ينقذ اماً او يحفظ لرضيع حياته او ينظف جسد عجوز من التراب الطاهر الذي غطى وجهه المضيء.
ونشير في النهاية ان المجلس الذي قسّم نفسه الى كتل برلمانية هو كتلة واحدة مقسمة الى مجموعات, تحمل كل مجموعة اسماً لا دلالات فكرية لأي من هذه الاسماء, وآخر ما اتمناه الا يتعرض نوابنا المحترمون للقضية الفلسطينية وان يتركوا هؤلاء (البلجيك) يواجهون مصيرهم طالما انهم يرفضون ان يرفعوا راياتهم البيضاء ويبيعوا بنادقهم لبقية المقاتلين العرب على كل ساحة.
Kmahadin@hotmail.com