المونديال .. الفرصة الأخيرة للجزائر .. والبرتغال للإبقاء على الآمال
22-06-2014 01:06 PM
عمون - تقام اليوم الأحد وفجر الاثنين ثلاث مواجهات في كأس العالم التي تستضيفها البرازيل، حيث يخوض المنتخب البلجيكي اختباراً صعباً حين يواجه في السابعة مساء بتوقيت عمّان نظيره الروسي على ملعب "ماراكانا" في الجولة الثانية للمجموعة الثامنة.
وفي الساعة العاشرة من مساء اليوم يطلق الحكم الكولومبي فيلمار رولدان صافرته لتبدأ 90 دقيقة هي الأهم حتى الآن لعشاق كرة القدم في الوطن العربي منذ انطلاق منافسات كأس العالم 2014 المقامة بالبرازيل ، حيث يخوض المنتخب الجزائري مباراة الفرصة الأخيرة أمام نظيره الكوري الجنوبي على ملعب "بيرا ريو" بمدينة بورتو أليجري في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثامنة.
وبشعار لا بديل عن الفوز، سيدخل المنتخب البرتغالي في الواحدة فجر الاثنين مواجهة أمريكا، في الجولة الثانية من المجموعة السابعة بالمونديال البرازيلي .. فالهزيمة تعني اللحاق بإسبانيا وإنجلترا خارج المونديال مبكرا .
بلجيكا - روسيا
يحتل منتخب بلجيكا صدارة الترتيب قبل هذه المواجهة برصيد 3 نقاط بعد الفوز على الجزائر بهدفين مقابل هدف بالجولة الأولى بينما يملك منتخب روسيا نقطة واحدة بعد التعادل مع كوريا الجنوبية بهدف لكل منهما.
وتبدو المواجهة مبشرة بإلإثارة والندية نظراً لوجود مدربين على مستوى عالٍ بحجم الداهية الإيطالية فابيو كابيلو مدرب الروس والطموح مارك فيلموتس قائد أحلام بلجيكا.
ويأمل منتخب بلجيكا تكرار سيناريو نهائيات مونديال 2002 حين تأهلت على حساب روسيا بفوزها الحاسم بنتيجة 3-2 عليها في مباراة كانت حافلة بالندية.
سيناريو 2002 يراود أبناء بلجيكا رغم اختلاف الظروف الفنية لمنتخب الشياطين الحمر الذي أصبح من الفرق المرشحة بقوة لتحقيق نتائج طيبة بمونديال البرازيل بفضل الجماعية التي يملكها إلى جانب كوكتيل المهارات الفردية وكوكبة النجوم بين صفوفه.
الجزائر - كوريا
قدم المنتخب الجزائري بداية حماسية في مباراته الأولى أمام بلجيكا وأنهى صياما عن التهديف في المونديال دام 28 عاما عندما افتتح التسجيل في الشوط الأول ، لكن تبديلات مدرب بلجيكا قلبت موازين المباراة ورجحت كفتها لصالح بلجيكا في النهاية بالفوز 2-1 ، لتشكل كبوة مبكرة لممثل العرب الوحيد في المونديال البرازيلي.
لكن اليوم ، تتجدد الفرصة أمام محاربي الصحراء لإنعاش آمال العرب من جديد وتعزيز فرصة الفريق في التغلب على عقدة الدور الأول الذي لم يتجاوزه في مشاركاته الثلاث السابقة بالمونديال ، وربما تصب الظروف لصالح الفريق الجزائري قبل بدء مباراته حيث تسبقها مباراة بلجيكا المتصدرة وروسيا صاحبة المركز الثاني بالمجموعة.
ويعد استغلال نقاط الضعف في صفوف الكوريين ومعالجة الأخطاء التي شهدتها المباراة الأولى أهم مفاتيح الجزائر لتحقيق نتيجة إيجابية والسبيل الوحيد للبوسني وحيد خاليلوزيتش المدير الفني للمنتخب الجزائري من أجل الصمود ومحاولة تحسين صورته شيئا ما بعد طوفان الانتقادات الذي واجهه بعد مباراة بلجيكا ، وإلا ستصبح الأمور أكثر سوءا بالنسبة له وربما تسبق إقالته نهاية مشوار الفريق في المونديال.
فالأيام الماضية شهدت العديد من الأحداث بالمنتخب ، بدأت بانتقادات من الفريق للمدرب وهجوم من محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري بسبب التشكيلة والخطة التي خاض بها الفريق مواجهة بلجيكا ، إلى جانب العقوبة التي فرضها الفيفا على خاليلوزيتش بتغريمه مبلغاً مالياً لعدم تطبيقه التعليمات الخاصة بالتعامل مع وسائل الإعلام ، كما أنه سيمثل أمام لجنة الانضباط بالفيفا بعد المونديال لسماع أقواله حول سوء تعامله مع وسائل الإعلام وعدم احترام تعليمات وقوانين البطولة فضلا عن تكرار انتقاداته للحكام والهيئات الكروية ، وبات المدرب مهددا بالإيقاف لمدة عام في حالة عدم حضوره أي مؤتمر صحفي.
وفي الساعات التي تشهد اللمسات الأخيرة لاستعدادات الخضر لمواجهة كوريا الجنوبية ، دفعت تلك الأحداث المدرب للإدلاء بتصريحات نارية وصف فيها بعض الإعلاميين بالحمقى وأكد أنه لا يمكن لأحد مهما كان منصبه التدخل في قراراته المتعلقة بتشكيلة الفريق حتى ولو كان روراوة نفسه، وهو ما سيضاعف من صعوبة حسابه في حالة عدم تحقيق نتيجة إيجابية أمام كوريا وإنقاذ حظوظ الفريق الجزائري في المونديال.
وفي مباراة اليوم، سيشكل الدفاع 'الوتر الحساس' للمنتخب الكوري ، فقد ظهرت المشاكل الدفاعية للكوريين بشكل واضح من خلال مبارياته بالتصفيات وكذلك الوديات التي خاضها استعدادا للمونديال ، وهو ما يجب استغلاله من جانب المنتخب الجزائري الذي يتحتم عليه استعادة نزعته الهجومية بعد أن غابت عنه شيئا ما في المباراة الأولى وكانت أحد العوامل المثيرة للانتقادات الموجهة لمدربه.
ويفترض أن خاليلوزيتش وجه تركيزه خلال الأيام الأخيرة على معالجة المشكلات الدفاعية لفريقه ورسم خطته للتعامل مع المعطيات المختلفة لمباراة كوريا ، والتي تتمحور حول التفوق الكبير للكوريين في السرعة واللياقة وهو ما يفرض على الجزائريين تضييق المساحات واليقظة الدفاعية الدائمة لإبعاد الخطورة عن منطقة الجزاء.
وتأمل الجماهير أن يظهر الفريق الجزائري بحدته الهجومية المعهودة من جديد ، بعد اتهام خاليلوزيتش بتوجيه لاعبيه للدفاع أمام بلجيكا وهو ما نفاه المدرب بشدة مفسرا ما حدث بقوله 'المشكلة أننا عندما كنا نمتلك الكرة لم نكن نهاجم بشكل كاف. عانينا من حاجز نفسي' ، ومهاجما الإعلام بقوله 'قرأت في الصحف الجزائرية بأنني طلبت من اللاعبين المكوث في الدفاع أمام بلجيكا فلا تصدقوهم إنها مجرد حماقات ، لأنني أمرت اللاعبين بالهجوم دون نسيان الدفاع'.
ورغم الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة حول المدرب ، ربما يصب الجانب المعنوي في مصلحة الجزائريين حيث حقق الفريق ثلاثة انتصارات متتتالية في مباريات ودية سبقت المونديال ، بالإضافة إلى حقيقة أن منتخبات قدمت بداية مشابهة بالمونديال ونجحت في استعادة توازنها وحققت صحوة في الجولة الثانية لتعزز فرصتها في التأهل للدور الثاني ، من بينها كرواتيا التي خسرت أمام البرازيل 1-3 ثم سحقت الكاميرون برباعية ، وأوروجواي التي استهلت مشوارها بهزيمة مفاجئة أمام كوستاريكا 1-3 ثم انتفضت لتتغلب على إنجلترا 2-1 .
أما المنتخب الكوري الجنوبي فربما تكون الرهبة من بين نقاط ضعفه لدى دخوله أرضية الملعب ، حيث مني بهزيمتين أمام منتخبين من القارة الأفريقية قبيل انطلاق كأس العالم حينما خسر أمام تونس صفر-1 وغانا صفر-4 .
أمريكا- البرتغال
المنتخبان لديهم نفس طموح الفوز.. أمريكا لحسم الصعود ، والبرتغال للإبقاء على آمالها في التأهل لدور ال 16 .. ولكن تختلف الحالة المعنوية لهما ، حيث يدخل رفاق رونالدو المباراة بجراح الهزيمة برباعية من ألمانيا في المباراة الأولى ، ويأملون أن تلتئم في مباراة الليلة ، بينما الحالة المعنوية للمنتخب الأمريكي مرتفعة ، بعد الفوز على غانا 2-1 ويعلم نجومه أن الفوز يعني تصدر المجموعة وضمان التأهل .
البرتغال لا شك ستعاني خلال هذه المباراة ، نظرا للغيابات المؤثرة في الفريق ، حيث يغيب المدافع بيبي لطرده في اللقاء السابق ، والظهير الأيسر فابيو كوينتراو المصاب والذي إنتهت البطولة بالنسبة له .. بالإضافة لحالة نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو ، فرغم تأكيد الجهاز الفني جاهزيته للقاء ، إلا أن وضعه للثلج على ركبته أثناء التدريب ، أصاب جماهير البرتغال بالقلق .
المنتخب الأمريكي لن يكون مكتمل الصفوف بعد إصابة ديميسي والديتور وبيسلر ، ويعلم صعوبة مهمته أمام منتخب يقوده أفضل لاعب في العالم ، متعطش لإحراز الأهداف بعد تألق معظم النجوم في المونديال ، وإحرازهم أهداف لمنتخاباتهم وخاصة منافسه ميسي الذي أحرز هدفين خلال اللقائين ، ولكن المنتخب الأمريكي يعول على جماعية الأداء والقوة والسرعة التي يجيدها لاعبوه .. كما ان المدرب كلينسمان يعلم جيدا أداء المنتخب البرتغالي الذي واجهه ، وهو يدرب المانيا في تحديد المركزين الثالث والرابع بمونديال 2006 ، وفازت خلالها المانيا 3 - 1 .
باولو بينتو مدرب البرتغال قال :'الفريق سيبدأ اللقاء وهو مستعد للهجوم مثلماً فعل أمام ألمانيا ، سننزل إلى أرض الملعب بنفس العقلية ، هزيمتنا لا تعني أنه يجب علينا تغيير أي شيء، يجب علينا الفوز أو نبدأ في إعداد حقائبنا للرحيل ، ليس هناك أي سيناريو اَخر .. ولن تكون المسؤولية ملقاة على عاتق رونالدو فقط فهذا غير منطقي.'
في المقابل فإن كلينسمان أكد على صعوبة اللقاء وقال: البرتغال ستسعى للفوز ، فالفريق غاضب من رباعية ألمانيا ، ولا أعلم ماذا سيفعل رونالدو وهو غاضب ؟ .. لكني أعتقد أنه سيتألق ، وسيسبب بعض القلق للدفاع الذي أثق في لاعبيه ، وأيضا لدينا دافع قوي للتأهل للدور الثاني وسنلعب للفوز . وكالات