facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الرئيس .. المعلم .. *دلال خالد قطيشات

22-06-2014 12:57 PM

بعدَ انقطاعٍ طويلٍ عن جامعتي " الجامعة الأردنية " ، عدتُ إليها هذه المرة و أنا طالبة دكتوراة تخصص " إدارة تربوية ". هذه الجامعة .. التي بالرغم من اتساع أرضها ؛ و تخرجي منها إلا أنني ما زلت أحفظ مبانيها و أروقتها ..! و حين توجهت نحو أولِ محاضرة لي في مساق الدكتوراة وجدتُ عبارةً عُلِّقَت على باب القاعة : " انتقلت قاعة المحاضرة إلى مبنى الرئاسة " !

الرئاسة ..!!! لماذا في الرئاسة ؟! و عند الوصول .. كانت المفاجأة ! رئيس الجامعة الاردنية الأستاذ الدكتور "اخليف الطراونة" ، هو من يدرسني هذا المَساق ..! أمرٌ غريب، هل حدثَ من قبل ؟! كانت مشاعري مختلطةً بين الدهشة و الفرح .. بين الرهبة و الخوف ! بدأت المحاضرة الأولى ، والثانية ، والثالثة ، وهكذا .. بدأت المناقشات والحوارات ، تعددت المواقف .. حتى أصبحَ كُلّنا يعي تماماً من هو الرئيس ! وكيف يتعامل ! خلال تلك الساعات تعلّمنا جميعاً معنى الالتزام ، الاحترام ، الدقة، والكثير الكثير .

كان أستاذنا يسافر ويعتذر عن بعضِ المحاضرات نظراً لكثرة انشغالاته، إلا أنّ كل الأمور كانت تسير على أفضل حال وكأنه موجودٌ بيننا ، و على قلّة عدد اللقاءات التي جمعتنا به ، إلّا أنها كانت كافيةً و أكثر على غرس الكثير في نفوسنا ..! حتى عشنا معاً أجمل اللحظات التي تجسّد فيها العمل الجماعي و روح الفريق الواحد .

كانت ابتسامةُ الأستاذ ضوءاً أخضر ، بأنّ الفرح مسموح بهِ هذه اللحظة ! حتى تتعالى أصوات ضحكاتنا و تملأ المكان ، و بالمقابل كان بريق الجدّ في عينيه ضوءاً أحمر أن الموضوع مهم ، وعلى الجميع أن يتيقّظ و أنه ليس هناك أي متسعٍ لغير الجدّية ، فيلتزم الجميع .. لكلِّ أمرٍ وقته و حقُه ..! أصبح كل مِنّا يدركُ و بيقينٍ تامٍ ، كيف وصل الرئيس إلى منصبه ، و أنّ الأمر لم يكن مرتبطاً بالتشريف و رفعة المكانة ، وأن هذا المكان لم يكن إلّا حقاً له .. و أنهُ هو أهلُه .. !

انتهى الفصل .. ستنتهي علاقتنا بالأستاذ حتماً ،! إلا أنّ هذا لم يحصل ! واستمرت علاقتنا بالأستاذ المربي ! الأستاذ المشارك والذي رغم كل انشغالاته ، لم يتردد لحظةً بالموافقة عندما طلبتُ منهُ أن يشرّفنا بحضور حفلِ أوائل الثانوية العامة لستِّ مدارس في منطقة عمان الشرقية في منطقة الأشرفية ..! و كانت كلماته الأبوية لبناته الأوائل ، عفويةً ، لطيفة ، ذات معنى و أثر لا يعلقُ إلا في مقرِّ الأذهان والقلوب ..!

عشنا مع الأستاذ ما يقارب الأربعة أشهر، علّمَنا خلالها أن كونك أستاذاً دكتوراً ؛ و أنّ تحمُلكَ لمنصبِ الرئيس للجامعة الأم في الأردن ، لا يعني إلّا أن تكون أستاذاً إنساناً ، متواضعاً ، مربّياً صادقاً ..! علّمَنا .. أستاذي الفاضل ، أنّ القيمة الحقيقة للأفراد لا تُقاسُ بطولِ المدة التي عرفناهم بها ، إلّا أنّها تتعدى ذلك إلى مقدار ما نكتسبه و نتعلمه خلالها ، إلّا بمقدار ما يمدّوننا به من جزيل عطائهم ، و كرم أعمالهم ..

للأمة و الوطن. لم تَتَعدّ معرفتنا بالأستاذ أربعةَ أشهر ، إلى أنها امتدت لتكون أجيالاً من المعرفة اللامحدودة ، و التي ستظلُّ حيّةً في كل طالبٍ مِنّا يحملها ويتذكرها ويعيش بها كلّما احتاجها . حفظكَ الله أستاذي .. و أدامكَ ذُخراً و حِرزاً لأردنّنا الغالي ، يمُدّنا و نَمُدُّه ..!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :