التعليم في الاردن وإمكانية تطويره
كابتن اسامة شقمان
22-06-2014 04:24 AM
هناك عدة تساؤلات حول إمكانية تطوير التعليم في الاردن، ليصبح جزءا من تأهيل الطلاب وتطوير مهاراتهم، حيث يفترض في هذا التعليم أن يعد الطلاب إعدادا شاملا ومتكاملا ويزودهم بالمعلومات الأساسية والمهارات والاتجاهات التي تنمي شخصيتهم من جوانبها المعرفية والنفسية والاجتماعية والعقلية والبدنية، وذلك لا يجري إلا عبر منهجية محكمة تضمن للطلاب اختيار مواد يرغبونها دون إجبارهم، لتنمية مهاراتهم وإضفاء بعد آخر في تفكيرهم.
على الرغم من إحراز تقدم من خلال تحسين نظام التعليم، إلا إن مستوى التعليم لا يزال متدني بسبب انعدام الجودة النوعية في مستوى التعليم الأساسي والثانوي، وانتشار سوق الدروس الخصوصية بصورة مذهلة حيث أصبحت الدروس الخصوصية ضرورية.
هناك دراسة قامت بها اليونسكو على مستوى الدول العربيه حيث وضعت هذه الدراسة الاردن في مرتبة متوسطة فيما يتعلق بالعدل والإنصاف في معدلات الالتحاق في المرحلتين الابتدائية والثانوية في كافة محافظات الاردن. فالمناطق الأكثر ثراءً تتمتع بمعدلات التحاق أعلى بالمدارس. وهذا يؤكد على الحاجة إلى مزيد من الجهود للحد من فجوة الثروة في التحصيل العلمي.
وهذه لمحه عن نظام التعليم فى اليابان وكم اتمنى ان تكون قاعده لنا لنغير النظام الحالي لدينا, التعليم في اليابان يعني "كيو-إكو" وهي تتكون من حرفين "كيو والذي يعني "التشجيع على التقليد" (بمعنى تقليد ما يفعل الآخرون، وهو أساس عملية التعليم) و حرف "إكو والذي يعني "تربية الطفل" وهذين الحرفين يعبران عن جوهر العملية التعليمية في اليابان حيث بدأ باستخدام هذه الكلمة بدأ من عام 701 حيث ضع أول نظام تعليمي في اليابان، وتتالت بعدها التعليم في طبقات عشائر النبلاء و الساموراي. مع حلول فترة إيدو (1603-1868 م.) هي آخر الفترات من تاريخ اليابان القديم، مهدت هذه الفترة لقيام بداية التاريخ الحديث للبلاد. ، بدء بإتاحة التعليم لعامة الشعب في ما يشبه الكتاتيب والتي تدعى "تيراكويا" ومع حلول فترة ميجيوهي الفترة الأولى من تاريخ اليابان المعاصر (1868-1912 م). أطلق عليها اسم مييجي والذي يعني الحكومة المستنيرة، تلميحا للحكومة الجديد التي تولت شؤون البلاد وضع النظام الحديث في التعليم الذي يقسمه لعدة مراحل يشابه ما هو معمول فيه في العصر الحالي. نظام التعليم الحالي بدء بالعمل به في ما بعد الحرب العالمية الثانية والذي وضع وفقا لدستور اليابان وقانون التعليم الأساسي في اليابان. رياض الأطفال عادة ما يبدأ التعليم في مراحله الأولى في المنزل، حيث هناك عدد كبير من الكتب التعليمية الموجهة للأطفال للأعمار دون سن المدرسة بالإضافة إلى البرامج التلفزيونية التعليمية المخصصة للأطفال والتي تساعد الآباء على تعليم أطفالهم. غالبا ما ينصب التعليم المنزلي على تعليم الآداب والسلوك الاجتماعي المناسب واللعب المنظم، بالإضافة إلى المهارات الأساسية في قراءة الحروف والأرقام وبعض الأناشيد الشهيرة.
عادة ما يضع الآباء العاملين أطفالهم في رياض للأطفال تدعى "يوتشي-إن" يعمل فيها على الغالب شابات صغيرات يكن في معظمهم طالبات معاهد أو جامعات في أوقات فراغهن وتكون تحت إشراف وزارة التعليم، ولكنها لا تعتبر جزءا من نظام التعليم الرسمي الذي يبدأ في العادة من المرحلة الإبتدائية. بالإضافة إلى رياض الأطفال الذي يكون هدفه تعليميا، هناك رياض للأطفال لرعاية أطفال الآباء العاملين تدعى هويكو-إن تعمل تحت إشراف وزارة العمل. تبلغ نسبة الأطفال الذين يذهبون إلى رياض الأطفال قبل المدرسة الابتدائية حوالي 90% وغالبا ما يعلم فيها المهارات الاجتماعية الأساسية، قراءة الحروف والأرقام والتعرف على البيئة والعلاقات الإنسانية.
المرحلة الابتدائية وتفوق نسبة الأطفال الملتحقين بالمرحلة الابتدائية في اليابان نسبة 99% حيث هي مرحلة تعليم إلزامي. يدخل الأطفال عادة المدرسة الابتدائية بعمر 6 سنوات ويعتبر دخول المدرسة الابتدائية من أهم أحداث حياة الطفل له وللأسرة. معظم المدارس الابتدائية في اليابان هي مدارس حكومية ولا يتعدى نسبة المدارس الخاصة 1% حيث أن المدارس الخاصة مكلفة على المدارس الحكومية.
المدارس الإعدادية وتمتد فترة المدرسة الإعدادية لثلاث سنوات من الصف السابع إلى الصف التاسع وهي ضمن فترة التعليم الإلزامي، حيث يتراوح أعمار التلاميذ بين 12 إلى 15 عام.معظم المدارس الإعدادية هي مدارس حكومية، ولا تتجاوز نسبة المدارس الخاصة 5% وذلك بسبب ارتفاع كلفتها التي تبلغ حوالي 5 أضعاف كلفة المدارس الحكومية. يقوم المعلمون بتدريس المواد حسب الاختصاص، وأكثر من 80% منهم هم خريجي كليات جامعة ذات فترة 4 سنوات تعليمية. يحدد مدرس مسؤول عن كل صف، إلا أنه يكون مسؤول عن تدريس مادة اختصاصية لذلك يمضي وقته في التنقل بين الصفوف لتدريس مادته الاختصاصية ويمضي الوقت المتبقي في متابعة أمور طلاب صفه.
المدارس الثانوية على الرغم من أن التعليم الثانوي غير إلزامي في اليابان إلا أن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الإعدادية يتابعون تعليمهم الثانوي. تبلغ نسبة المدارس الخاصة حوالي 55% ولا يوجد أي مدرسة ثانوية مجانية سواء كانت خاصة أم حكومية. تبلغ كلفة التعليم الوسطية للطالب الواحد في المرحلة الثانوية حوالي 300 ألف ين ياباني سنويا في المدارس العامة, وضعف ذلك المبلغ في المدارس الخاصة.
تعتبر المدارس الثانوية هي مرحلة تحضيرية للدراسة في الجامعة، لذلك يكون التعليم فيها قاسيا والمعلومات فيها مركزة.
الجامعات والمعاهد في 2005 بلغ عدد طلاب الجامعات في اليابان 2.8 مليون طالب مسجلون في 726 جامعة. معظم الجامعات تكون مدة الدراسة فيها 4 سنوات وتمنح درجة البكالوريوس، والبعض تكون لمدة ست سنوات خاصة في المهن الاحترافية مثل الطب. هناك ثلاث أنواع من الجامعات
جامعات وطنية: يبلغ عددها 96 جامعة
جامعات محلية: تشرف عليها حكومات المحافظات والمدن المحلية يبلغ عددها 39
جامعات خاصة: يبلغ عددها 372 جامعة
يبلغ متوسط كلفة الدراسة الجامعة للعام الواحد حوالي 1.4 مليون ين ياباني، ويعتبر من أعلى المصاريف بالنسبة للآباء، لذلك غالبا ما يعمل الأبناء أعمال إضافية مؤقتة بالإضافة إلى دروسهم الحامعية لتحصيل مصروفهم كما يتسم النظام التعليمي في اليابان بعدة سمات جعلته من أرقى دول العالم تعليماً وقد ساهم هذا النظام التعليمي في تقدم وازدهار اليابان في شتى المجالات وفي ما يلي عرض موجز لأهم سمات النظام التعليمي في اليابان.
يحظى التعليم الياباني بارتفاع في جودة التعليم ، فتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد التلاميذ لكل معلم في التعليم الإلزامي (6-15) كانت (25) عامي 1980 ، 1982م ، وانخفضت إلى 24 في عام 1984 ، وتؤكد البيانات التفصيلية عن التعليم قبل الجامعي ، فلقد كانت النسبة الإجمالية في رياض الأطفال 24 ، وفي التعليم الابتدائي 25 ، وفي المدارس الثانوية المتوسطة 20 ، وفي الثانوية العليا 19 . وتعد نسب عدد الطلاب بما فيهم طلبة الدراسات العليا لكل عضو من أعضاء هيئة التدريس من الأمور الملفتة للنظر في الجامعات اليابانية ، فلقد كشفت إحدى الدراسات عن أن هذه النسب وصلت إلى 9،9 لكل عضو في كليات العلوم والهندسة ، والجدير بالذكر أن نسبة التلاميذ لكل معلم هو مقياس من مقاييس الجودة ، وهذا ما يتمتع به النظام التعليمي الياباني ، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى لجودة التعليم الياباني ، كتنوع المخرجات ، والاهتمام بالتعليم المهني والتقني ، وتناسب التعليم مع حاجات ومتطلبات سوق العمل.
تتسم إدارة التعليم اليابانية بالتكامل بين المركزية واللامركزية وذلك من خلال توفير ميزانيات مضاعفة للنهوض بالتعليم ، حتى أن السلطات المحلية تساهم تقريباً بنصف نفقات التعليم ، وذلك على الرغم من الحجم الكبير للإنفاق الحكومي على التعليم الياباني بالنسبة للدخل القومي ، والذي يتجاوز 20% من مجموع الدخل القومي ، وعادة ما تستغل هذه الأموال جيداً في خدمة العملية التعليمية. تتسم الإدارة التعليمية في اليابان بالمشاركة في التخطيط للتعليم والذي يعتبر معلما معالم التربية في اليابان والذي يسهم في التآلف بين المركزية واللامركزية في إدارة التعليم وتخطيطه ، وكذا بين النظرية والتطبيق ، فلا تهمل حاجات المحليات أثناء التخطيط للتعليم ، ويتم التواصل مع خبرات الآلاف المعلمين والنظار وغيرهم من خلال الندوات والمؤتمرات الإقليمية والمحلية التي لها دور فعال في التخطيط للتعليم ، وقد حضيت فكرة الدوائر النوعية والتي تعتمد عليها اليابان في الإدارة اعتماداً كبيراً بقبول عالمي ، وتعرف الدوائر النوعية على أنها مجموعة من الأفراد يتقابلون بانتظام لتحديد موضوعات وتحليل المشكلات واقتراح أفعال الوصول بالنجاح الشخصي إلى أقصاه يتسم التعليم الياباني بمحاولة الوصول بقدرات وأداء الأطفال إلى أقصى حد ممكن ، وذلك من خلال تحديد الأولويات ومن ذلك مدارس الجوكو، التي يتم فيها مراعاة المتفوقين ، وذوي القدرات المتميزة والجوكو.... هو نوع من الأنشطة اللاصفية ، يهدف إلى إثراء الطلاب فوق ما هو مقرر عليه في المواد الدراسية.
التعليم في اليابان يفي بحاجات مجتمعه ، ويخرج اليد الماهرة للشركات والصناعات .فبعد التعليم الأساسي والإلزامي والذي مدته تسع سنوات من (6+15) يأتي التعليم الثانوي ، والذي يتكون من نظام الساعات المعتمدة ، إذ على الطلاب أن يدرسوا (80) ساعة معتمدة بعضها إجباري والبعض الآخر اختياري. ويتكون هذا المسار من ثلاث سنوات ، وبعد التخرج يلتحق الطلاب بالكليات التقنية ، والجدير بالذكر أن 20% فقط هم من يذهبون للكليات التقنية ، وحوالي 80% يتجهون لسوق العمل .
يهتم التعليم الياباني بالصناعة وإعداد اليد الماهرة للعمل في الصناعات ، وذلك من خلال التعليم التقنية ، والكليات التقنية ، والتي تجد إقبالا من قبل الشبان اليابانيين لأنه يتم من خلالها إيجاد فرصة عمل مبكرة في الشركات والمصانع .ويلتحق في هذه المدارس والمعاهد التقنية الصناعية حوالي 57% من مجموع الطلاب اليابانيون. اتجهت اليابان إلى التركيز على تطوير مواردها البشرية وخاصة العلماء منهم فأنشأت المدارس والمعاهد التي تجمع أذكى الطلاب اليابانيين لإنتاج الجيل الثاني من العلماء الذين يعول عليهم في تحقيق التقدم العلمي والحضاري في اليابان في سبيل المحافظة على التفوق والتقدم وسط المنافسة العالمية المحتدمة وتأمل اليابان من إنشاء هذه المدارس والمعاهد في مدينة /يوكوهاما/ الى تخريج جيل جديد من العلماء.
وتتشابه صفوف هذه المدارس والمعاهد مع أهم وأكثر مراكز البحث تقدماً في العالم فالتجهيزات المتوفرة لا تقل عما يوجد في الجامعات المتخصصة، و المدرسة لا تهمل المواد التي تدرس في المدارس الثانوية العادية ولكنها تركز بشكل أساسي على المواد العلمية عبر التجارب العملية لتحفيز التفكير والمعالجة المنطقية عند الطلاب. ترمى اليابان من هذه التجربة إلى بناء الجيل الثاني من العلماء اليابانيين بعد أن حقق الجيل الأول منهم التفوق والتقدم الذي ميز اليابان عالمياً. يتوقع القائمون على المدارس والمعاهد التي تضم النخبة من طلاب اليابان أن تخرج الجيل القادم من العلماء الذين تحتاج اليابان إليهم لتحافظ على مكانتها العلمية. أشهر العلماء اليابانيين الحائزين جوائز نوبل في العلوم والفيزياء والكيمياء يشرفون على هذه المدارس والمعاهد.