"السياسة الخارجية" لعشائر .. بني حسن والدعجة ومعان!
د. وليد خالد ابو دلبوح
22-06-2014 04:15 AM
"السياسة الخارجية" للعشائر ... مؤشر أمني ... نحو الوحدة والتفائل ... أم نحو الفرقة والتشاؤم!
منذ أسابيع قليلة .. خرجت تصريحات الناطق الاعلامي ... و"سفير" بني حسن في الاردن لدى الاردن ... بخصوص اختطاف السفير العيطان لدى ليبيا ... وتم خلالها توجيه تحذير رئيس الوزراء الأردني ووزير خارجيته تجاه سياستهم الخارجية في التعاطي مع الموضوع ... واليوم السياسة الخارجية لعشائر الدعجة .. تهدد وتهب هبة رجل واحد ... تجاه "داعش" وسياساتها "التوسعيه" ... ولتوجه لها تحذير شديد اللهجه ... حسب ما جاء "لسفيرهم" في الاردن لدى الاردن! وأهالي معان "الشقيقة" ... وحسب بيان وزارة خارجيتهم مؤخرا ... بأنهم اجتمعوا وقرروا .. ويرسلون رسائلهم الى معان الى عمان!!
من أضاع هيبة الدولة .. الحكومة ... أم المواطن!!
كيف للحكومة أن تتكلم عن هيبة الدولة ... و سكوتها على الضيم ... وتقاعصها عن أداء مسؤولياتها ... يجعل من كل فرد من "افراد" العائلة الأردنية .. أن يضطر ليقف لأن يتكلم عن نفسه ... و"يأخذ حقه بيده" .. علينا أن نقر بأن "هيبة الدولة" قد ضعفت فعلا... ولكن هذا يعود ليس للمعتقد الخاطئ بسبب "جرأة" المواطن ... ولكن والاصح لضعف المؤسسة الحكوميه .. في تحقيق الحد الأدنى من طموعات الشعب ... ناهيك عن اتساع فجوة الثقة بين المواطن والحكومة .. مما جعل المواطن يجرأ حقا .. ليقول كفى!
ما يحدث في معان ... ما يحدث في عمان ... ما حدث ل وسام حداد ولكثير من الضحايا ... وانتظار القصاص لهم ... القصاص الذي ولى ولن يعود ... تعاظم المديونية ... تفاقم البطالة ... التكتم على ملفات الفساد ... الاصرار على رفع الاسعار والاصرار على ترويجه عمل بطولي .. اقصاء وتهميش دور الشباب ... الارتهان للمؤسسات الاجنبية الغير حكومية ... في تسيير برامجنا ومستقبلنا ... من هنا نتسائل .. من المسؤول عن هذا؟ المواطن؟؟ ام الحكومة؟؟ ومنهنا أيضا نتسائل ... من المسؤول عن ضمور هيبة الدولة ... المواطن ... أم الحكومة؟! بالتأكيد فان "ظاهرة" السياسة الخارجية للعشائر هي نتاج .. التفسخ التدريجي .. في القدرة على اتخاذ القرار ... وضعف عام في القيادة وتحمل المسؤولية!
قد يبدو هذا جميلا للوهلة الأولى ... أن نسمع من حين الى اخر ... سياسة خارجية ما لعشيرة ما ... ولكن من يعلم خطورة هذا التطور على المدى البعيد؟!! اللهم يا رب ... احم هذا الوطن واجمع شملة ووفق بين افراد عائلته .. ولم شملهم على كلمة رجل واحد .. وأعيد للأردن ورجالها ... عزهم ووهيبتهم!
الخاتمة: اذا اردت أن تطاع ... "فأعمل" بالمستطاع!!
في الوقت الذي انتقل فيه الاردن من مرحلة .. "أميّون" ... ولكن رجال وزعامات ... الى مرحلة "مثقفون" ... ولكن رجال مافيا وزعرنات ... لا نستغرب أن نصل الى ما وصلت اليه معان وعمان! ستبقى العشيرة أثمن وأجمل جواهرنا ... وواجب علينا أن نعيد لها هيبتها وعبائتها .. بجميل قيمها وادابها ... وسنبقى نقبل ونحيي الاردن اولا ما حيينا ... والعشيرة ثانيا ... فالشجرة أولى من الغصن ... وفي ظلالهما دوما نستظل ونحتمي!!