عندما يكون برنامج " الاتجاه المعاكس " مكباً للنفايات الفكرية
فايز الفايز
05-03-2008 02:00 AM
لا أدري هل لنا الحق في نقد قناة الجزيرة الفضائية التي كنا نتمنى ان تكون منبرا تنويرا ، ويراهن على ذلك الكثيرون ، أم إننا أصبحنا ضحايا للجنون العاطفي والانفلات الفكري الذي يعتمد على مبدأ الرغبة ، والمناكفة ، ومقايضة المواقف بالمواقف .. فقناة الجزيرة عندما تستند على جدار الحق نرى فيها بصيص الأمل للوقوف بجانب نصرة المظلومين ، وإسماع رأي الملجوّمين ، وكم نتمنى ان لا يكون نقلها المباشر لعمليات "الهولوكست" التي تمارسها قيادة أركان الجموع الصهيونية والجيش اليهودي المرتزق دينيا ووطنيا وفكريا ، نتمنى ان لا يكون ذلك النقل شبيه بنقل أي محطة خالعة لحفل ماجن يمارس فيه شتى أنواع الشذوذ ، وعلى هذا :فقد بثت القناة ليلة الثلاثاء حلقة من برنامج " الاتجاه المعاكس " الذي استحق وبكل جدارة تصنيفه كمكب ٍ للنفايات الفكرية ، يقتات عليها المذيع العلماني فيصل القاسم وهو بريطاني الجنسية مطرود من رحمة سوريا ، وصفته عدة مقالات وتحليلات بأنه مصاب بعقدة النقص وهي تسيطر على صاحبها فتجعله يقوم بأفعال غير سوية دون ان يدري إنها كذلك ، ومن صفات تلك العقدة إن صاحبها يبحث عن إشهار نفسه بشتى الوسائل حتى لو وصل به الأمر الى إن يداس بالحذاء شرط ان يكون ذلك أمام شاشات التلفزة ليشاهده أكبر عدد من الناس .
تلك الحلقة تحديدا بثت تزامنا مع حملة صحافة أوروبا الأرستقراطية للإساءة لرسول الله عليه السلام الذي بعث الى الناس كافة كآخر نبي ورسول يبعث الى بني البشر لإبلاغ بني الإنسان إن الإسلام هو الدين المعتمد عند الله تعالى الواحد الأحد ، وإنه يجبّ ما قبله ، ويكفل لغير المسلمين الحق بالعيش الكريم والحرية وفق ضوابط شرعية قانونية ، وعندما نقول غير المسلمين فإننا نقصد أتباع الديانتين المسيحية واليهودية ، وقد ربانا الإسلام على احترام الآخر والإعتقاد إيمانا بالمسيح رسولا وبعزير رسولا عليهما السلام كباقي الرسل والأنبياء .
وقد جاء موضوع الحلقة مغرضا ، فقد استهدف " القاسم " أن يشارك في حملة الغرب ضد الإسلام وذلك باستخدام إحدى العلمانيات وهي طبيبة نفسية تدعى د. وفاء سلطان ، ليعلو صوت فحيحها للمرة الثالثة من على منبر الجزيرة المشاكس ، على الرغم من إن "جنيسها" ومواطنها الأصلي القاسم يعرف تمام المعرفة عقدتها هي الأخرى ، وبذاءة لسانها و مدى اضطراب شخصيتها ، وان هذه الطبيبة كما وصفت بأنها تعاني من مشاكل نفسية منذ الصغر فقد فقدت والدها وهي في سن التاسعة ثم قتل أستاذ لها في شوارع حلب وأصابها الرعب ، لتتخصص في علم النفس ، وكأنها أصيبت بذات المرض الذي أصيب به الطبيب السفاح ليتحول من معالج الى مجرم .
لقد تمادت هذه الإنسانة الضعيفة والمهزوزة الفكر ، وتطاولت على الدين الإسلامي وعلى رسول الله وعلى الذات الإلهية وشجعها على ذلك ان فيصل يستعذب مثل هذه العبارات ، فهو كالوسيم المصاب بالسادية ، يتلذذ بإيذاء الغير مع إنه قد يكون متأنقا وبشوشا وصاحب وجه يبعث على الراحة .
وقد هاجمت القرآن ونعتته بأنه وتعاليم الإسلام سبب في تخلف الأمة ، وانه يجب ان لا يعترض احد على الرسوم المسيئة للرسول والإسلام ، و ووصفت الإسلام بأنه أصل الإرهاب !!
لن نناقش كثيرا موضوع الحلقة ، فهي لا تستحق حتى المشاهدة أو الاستماع ، بل اننا سنركز هنا بالتشديد على الهدف والغاية من يخرج فيصل القاسم هذا ومن وراءه من أباطرة زارعي الأسافين في ظهور العرب والمسلمين ، فالبرنامج برمته تافه ولا يليق بقناة كالجزيرة ان يكون أحد برامجها ، فقد اعتاد على استحضار عدد من الأغبياء من ممثلي الكلام والجدال ، ليهاجموا الآخرين ، فتارة يهاجموا دولة ، وتارة يهاجموا دينا ، وتارة ثالثة يهاجموا جماعة بعينها ، حتى وصل الأمر الى اتخاذ عدد من المواقف السياسية ضد الجزيرة و قطر .
وحتى نكتشف الدور غير السوي الذي يلعبه هذا المقدم الذي لا يليق بالإعلام ان يكون عضوا فيه ، تعالوا بنا نمر على مقتطفات من كتابات وأفكار هذه المرأة التي تدعي إن الإسلام حرمها من التمتع بحياتها وتنافح للدفاع عن حياة الآخرين ، وتنتقد الخطاب النقدي عند المسلمين بينما تمارس بنفس الوقت هذيانها وتشتم وتتلفظ بسوقيات الالفاظ ضد الاسلام والدين والخالق سبحانه ،، وللعلم فهي من عائلة مسلمة من مدينة "بانياس " على الساحل السوري ، وقد وجدت في المجتمعات الغربية والمعتقدات غير الاسلامية فكاكا من الانضباطية والالتزام الأخلاقي والممارسات الطبيعية وهي لا تحب ولا تعتقد بهذه المثل والشمائل .
لقد كشفت هذه الطبيبة النفسانية عن حقيقتها أولا وعن حقيقة زميلها العلماني القاسم المعاكس الذي يعاني من تخمة شم الغاز على لهيب الصحراء و من أزمة الرطوبة العالية حيث يقتات ، حيث تقول في مقال لها كتبته هي ردا على مقال لفيصل نفسه ، هذه مقتطفات منه وتستهله بهذه الفقرة :
( صامت وفاء سلطان ستة أشهر عن الكتابة لتفطر على بصلة! وأيّة بصلة؟! بصلة معفّنة تسوّس لبّها!
عندما يتذّكر القارئ رائحة وقوام البصل المعفّن قد يحتجّ عليّ متسائلا: ماذنبي أنا وقد انتظرت عودتك بفارغ الصبر؟! ـ ليس ذنبك ياسيّدي، بل هي مسؤوليّتك كما هي مسؤوليتي. العفن يتسلل خلسة إلى الأجيال القادمة، ونحن أصحاب الضمير ـ قراء وكتابا ـ معنيّون بسلامة تلك الأجيال " ، وهنا لنا أن نفهم بداية ً مشكلتها مع عقدتها ، فبدأت بترجمة حالتها بقلمها .. وتكمل مقالتها لتسخر وتنتقد القيادة القطرية وإدارة قناة الجزيرة ايضا ، فتقول :
( أن وفاء سلطان قد وقعت ضحيّة الارهاب الفكري الذي يمارسه (ملاّكو الرغيف) في قطر عموما وفي الجزيرة خصوصا على السيّد القاسم!
سبعة عشر عاما وانا انتقل بين الصحف العربية المحليّة هنا في لوس انجلوس، تطردني الواحدة للأخرى
في العام الماضي، وتحديدا في اواخر تموز، اتصل بي السيّد القاسم ودعاني للمشاركة في برنامجه " الاتجاه المعاكس".. ليس في بيتي قناة الجزيرة وانا، عموما، لست من عشاق التلفزيون واكاد لا اتفرج عليه الاّ بالمناسبات.
لا اعرف كيف وصل القاسم الى وفاء سلطان، ولا اعرف حتى تلك اللحظة من كان وراء اختياري ولماذا اختاروني! معلوماتي عن البرنامج كانت ضحلة للغاية ولم يسمح لي قصر الزمن ان ابحث عن طبيعته، فقبلت العرض دون شروط ليس حبّا بالظهور وانّما ايمانا برسالتي!.. كانت موضوع الحلقة: علاقة الاسلام بالارهاب... لا داعي لشرح الزوابع التي اثارتها فالكلّ يعرف... لكنني لا املك حيالها الا ان اشكر السيّد القاسم الذي ساهم في توسيع رقعة جمهوري وتعريف شريحة اوسع من الناس في الوطن العربي عليّ، فالتلفزيون يملك عموما شريحة اوسع بكثير من شريحة الصحف سواء كانت مطبوعة ام الكترونيّة.
.. لم يطل الزمن اكثر من بضعة اشهر لأفاجأ بالسيّد القاسم يتصل بي ويقترح مشاركة اخرى لي في برنامجه حول موضوع "صراع الحضارات"، ورحبت مرّة اخرى بالفكرة علما بانني لم اكن اتوقعها وتساءلت: عجبا هل نسي السيّد القاسم من انا؟) .. انتهى الإقتباس .
وهنا لنا أن نرى الغاية المريبة من وراء هذا البرنامج الذي يرفع الغطاء عن تجمعات المياه العادمة والقاذورات والمخلفات النتنة التي تأنف النفس السوية من رؤيتها أو شمّها ، فجعلت لها مجارٍ تسيل فيها وتقذفها بعيدا عن الحدائق والمكتبات العلمية والخدمات العامة المفيدة لبني البشر ، فهو لم يكتشف شيئا ، ولم يكشف عن شيء مفيد ، ولم يسعى طيلة عمره المريض الى مخاطبة العقل والفكر ، بل اعتمد صاحبه على تهييج الضيوف ، وممارسة الشتائم وانتقاد الحكومات والحالة العربية ، وكأنه في حلبة مصارعة امريكية ، لنرى انه ممثل هزيل ، يحاول ان يدغدغ أعين وأسماع بعض المشاهدين السذج .
هنا لا تنتهي د. وفاء سلطان من كشف حقيقتها الزائفة ، وشخصيتها المريضة فحسب ، بل انها تكشف حقيقة صاحبها فيصل قاسم ، الذي نخجل ان نصفه بالولد النمام الذي ينتظر استراحة الصف لينقل لهذا عن هذا ويؤلب هذا على ذاك .. وهاهي سلطان تستمر في توبيخ قاسم في ذات المقال فلنقرأ :
( اذكر لقرائك بالاسم من هم الذين شتموا الاسلام فاحتضنتهم أمريكا والصهيونية العالمية وجعلت منهم نجوما بين ليلة وضحاها! .. اذكرهم بالاسم واذكر شتائمهم كي تفضحهم ان كنت صادقا مع نفسك اولا ومع قارئك ثانيا.
لا تلف وتدور على مبدأ: اسمعي يا جارة افهمي يا كنّة! .. هذا اسلوب زقاقي كانت تتعامل به جارتنا ام اصطيف وهي ترطل شتائمها لضرّتها ام محمد دون ان تذكرها بالاسم خوفا من سوط ابي محمد .. اخرجوا من أزقّتكم وتعلموا فنّ واخلاقيّة وعلوم الكتابة!
القاسم رجل اعلام، ورجل الاعلام هو المثل الذي يقتدي به عادة مشاهدو هذا الاعلام، فكن على مستوى هذا الموقع احتراما ورحمة بالأجيال الشابة التي نساهم في بناء عقولها.
تلك الأجيال التي انبرى شاب منها، على الاغلب بعد قراءة مقالتك، وكتب في موقع مرآة سورية مقالة بعنوان"القحـ.........ة وفاء سلطان. .. لقد ذكر حرفيّا ما اراد معلمه ومثله الأعلى السيّد القاسم ان يخفيه بين سطور مقالته )
سلطان هذه ، كانت نكره ، فجعلها فيصل قاسم نجمة تتلقفها المنابر المعادية للديانات ولله وللإسلام ، وهاهو يستخدمها اليوم في مساندة من يسيئون الى الاسلام والى نبي البشرية ، فهو لم يضع الكلمات في فم سلطان ، ولكنه أخرجها من فمها ، وحتى ليكمل فصول مسرحيته أتى بأحد الخطباء الأسلاميين الذين يطغى عليهم التوتر اللفظي والانفعال الخطابي ، ويصر على تبرئة ذمته من خلال الحلقة ، فهو دافع عن الاسلام والمسلمين وانتقد الظلم الواقع على الشعوب المسلمة ، ولكنه لم يفلح في لجم تلك الأفعى التي طالما بحثت عن مكان لها لتنفث سمها ، وهل هناك مكان أفضل من أحد برامج قناة الجزيرة ؟
قبل ان نختم هنا .. لا بد لنا ان نعي مدى استشراء المرض الذي أهلك نفسية وعقلية هذه المرأة التي ستخرج كثيرا لتهاجم الاسلام واهله وتسب الله علانية وتنتقد تعاليم الدين العظيم ، فنعود لنقرأ لسفيرة النوايا الشيطانية ماذا قالت في كلمتها أمام مؤتمر الأقباط في اميركا والذي هاجمه أقباط مصر ، فقد تضمنت كلمتها مايلي :
( في شرقنا الأوسط لم تكن ديكتاتوريّة الحاكم اصل المشكلة، بل كانت ديكتاتورية الدين، ولم تزل، اصل كلّ مشكلة. ولا يمكن أن تنبت للحرية بذرة في وسط مازال الدين فيه السيّد المطلق! .. عندما اناقش تلك الفكرة مع أيّ مواطن امريكي ينتفض بسرعة البرق ويتراجع رافضا فكرتي، بحجة أن حريّة الدين من ابسط حقوق الانسان ولا يحق لي ان اتطاول على هذا الحق!! )
وتسترسل سفيرة النوايا الشيطانية بالقول :
(عندما يخرج علينا السيّد جورج بوش بقوله:
الاسلام دين تسامح، هو ينطلق من مفهومه للدين بشكل عام وليس من إلمامه ومعرفته بالتعاليم الاسلاميّة. أنا أعرف بأنّ موقفه كسياسيّ يتطلب منه بعض الدبلوماسية، لكن تكرار تعابير كهذه ومن قائد لأعظم بلد في العالم يقوّض مصداقيّتنا نحن الذين خرجنا على تعاليمنا.. وهو عندما يفعل ذلك يخرب في لحظة واحدة ما نبنيه نحن العلمانيون في سنين .
ولتعلم كلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة سأقف ضدّ الله! نحن العلمانيون، وكل مخلص لتلك القضية التي نحارب من أجلها اليوم )
وحتى هنا سنتوقف عند ملاحظة نرجو ان تصل الى قناة الجزيرة الفضائية التي تبث من دولة قطر العربية المسلمة ، والتي أعلنت عن حملة لنصرة الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه ليقودها فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ، وتحاول ان تفضح الممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين الأبرياء ، وتقول انها تقف مع الحق ضد الظلم على هذه الأرض العالمية ، وتنحاز الى فكرة الرأي والرأي الآخر ، ولأن الإعلام رسالة ، والفضيلة موضوع أسمى رسالة ، ننصحكم بأن تتخلصوا من غرفة النفايات تلك " اتجاه فيصل قاسم المعاكسة " والذي يدل أسم البرنامج على رسالته ، وان تلجموا هذا الأرعن الذي عاث في فضاء العالم فسادا .. فالله لا يحارب بيد ، بل يحارب بجنود لا تروها .
ولتعلموا انكم تستطيعون امتلاك الصوت ليصل الى من تريدون ولكنكم لن تستطيعوا ان تمتلكوا العقل الذي تخاطبون ليصدق صوتكم .
royal430@hotmail.com