أربعون يوما لرحيل المختار نادي محمد الوريدات
21-06-2014 07:24 PM
عمون - رثاء الوالد الحبيب
المختار نادي محمد خليل الوريدات (ابو عاطف) في ذكرى اليوم الاربعين
قال الله تعالى ((كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون).صدق الله العظيم.
سلام عليك يا أبي، سلام على روحك الطاهره ، اربعون يوما على رحيلك يا مهجة القلب والروح، اربعون يوما، ولكن ذلك لازال فاجعة لنا،مصاب جلل عجزت أمامه الكلمات، وانحبست فيه الانفاس وضاق الصدر، غادرتنا الى رحاب الله في صمت كئيب وبسرعة كوميض البصر، وتركت فراغا في القلوب لايملؤه الا ايماننا بالله والتسليم بقضائه.
نعلم يا أبي أن الموت حق ، ونؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن الفراق صعب، فارقتنا من هذه الدنيا الزائلة إلى الآخرة الدائمة، تركتنا ونحن أحوج ما نكون إليك، فقد كنت لنا دوما السند، والمرشد، والناصح، والموجه، علمتنا من الحياة أكثر مما علمتنا المدارس والجامعات، وملكت من الحياة خبرات ما لا يملكها كثيرون، وكنت مرجعاً لنا في كل الأمور، وكنت الملاذ إذا ما اشتدت الخطوب، مستشيراً ومستشاراً وجاهزاً بالحلول الحكيمة والرأي السديد.
كنت فارساً مقداماً في الطليعة دائماً، يواجه ما عظم من تحديات ويتصدى لما كبر من مهام بكل جدارة واقتدار، حكيماً صلباً عصي على الكسر، مثالاُ في الصبر والقدرة على تحمل نائبات الدهر، ومخلصاً من أجل الوصول إلى نزاهة المسئولية وشموخ الثقة.
كنت عظيماً في بساطتك، كبيراً في عطائك وإنسانيتك ، عطوفاً رحيماً حنونا، طيّب القلب حامياً محباً لأهله، يشرف على شؤونهم ويتحسس همومهم، وأديت رسالة الابوة بكل امانة واخلاص ، وكنت شمعة تذوب ليحيى بنورها من حولك، وكنت خفيف الظل، حتى في مرضك، لم تثقل فيه على أحد، ثلاثة أيام على الازمة الصحية التي المت بك فجأة،وغادرت بعدها الى دار الحق،حيث اختار الله امانته.
شهادتنا فيك يا أبي لاتزال مجروحة، ولكن بشهادة جموع المصلين الغفيرة والمشيعين لجنازتك والمعزين من الكبار والصغار الذين جاؤا من شتى الانحاء، كنت مثالاُ يحتذى به في التواضع والتواد والتراحم، تُطوع المسافات لتأدية الواجب ومشاركة الناس أفراحهم واحزانهم، وتمد يد العون للكل حتى لو كنت لاتملك الكثير، ولم يطرق بابك احد ورد خائباً، وإن عناء ومشقة السفر التي تحملها محبيك الذين قطعوا المسافات قبل بزوغ الفجر للمشاركة في تشييع جنازتك ومواساتنا، لهو شاهد ايضاً على المحبة الكبيرة التي زرعتها في نفوسهم.
ان العين يا أبي لتبقى تدمع والقلب ليحزن ويبكي الماً وحرقة على فراقك ، ولكن عزاؤنا بأنا كلنا على هذا الدرب سائرون، عشت طيبا الذكـر، وودعـناك بمزيـد مـن العـزة والكـرامة والفخر، رحلت عنا جسداً وبقيت فينا روحاً، وستظلّ حاضراً فينا ، كبيراً حياً في قلوبنا، وأثراً باقٍ وببصماتٍ محفورة في عمق ذكرياتنا ووجداننا ، ونعاهدك أن نبقى دوما كما أردتنا ، متحابين، متحدين، متعاونين، حريصين على أداء واجباتنا، وأن لا نعمل إلا ما يرضيك.
أبناؤك وإخوتك واحفادك
اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه واحسن نزله ووسع مدخله وآنس وحشتـه وتجاوز عن سيئاته ونقه من الذنـوب والخطـايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنـس، اللهم أجعل قبـره روضـه من رياض الجنـه، وادخله الجنة مع الأبرار وارزقه راحة في الفردوس الأعلى مع النبيّين والصديقيّين والشهداء وحسن اولئك رفيقا، برحمتك يا أرحم الراحمين . وان آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.