نداء الى دولة رئيس الوزراء
شحاده أبو بقر
21-06-2014 03:36 AM
لم يعد منطقيا ولاشرعيا ولا حتى انسانيا السكوت عن هذا الحال المزري وبات لزاما ان نناشد دولة الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء وبصفتيه الشخصية والرسمية معا ان يتبنى تطبيق القانون بحق كل من يطلق النار في المناسبات العامة والخاصة ، خاصة وان الامور قد تجاوزت حدودها وبتنا نسمع كل يوم عن ضحايا لهذا الانفلات المريع في الاعراس والتخرج من الجامعات والتوجيهي ، وعن اصابات وارواح تزهق فضلا عن حالة الرعب التي يثيرها مطلقو النار عبثا تعبيرا عن الفرح.
نتمنى الفرح والبهجة للجميع بتخرج فلذات اكبادهم وبزواجهم ، لكننا نجانب الخلق القويم ونمارس النفاق اذا ما تركنا الامور على غاربها وتجاهلنا جبهات النار تفتح على مصاريعها للسواد الاكبر من الناس لممارسة هواية اطلاق النار بغض النظر عما ينجم عنها من كوارث ، والغريب انك تسمع العجب العجاب من اناس يتذمرون من هذه العادات البغيضة في كل المجالس ثم لا يتورعون هم انفسهم عن الامعان في ممارستها في مناسبات تخصهم .
لم يعد يجدي الارشاد ابدا في وضع حد لهذا الانفلات المرعب ،ولا بد من تطبيق القانون بحق المخالفين ،فلو سمع الناس عن شخص واحد جرى اخضاعه للقانون وتم حبسه لمدة تزيد عن ثلاثة شهور جراء اقدامه على اطلاق النار في هكذا مناسبات ، لما تجرأ احد بعد ذلك ابدا على هكذا ممارسة مرعبه، نعم حبس شخص واحد بمقتضى القانون سيريح شعبنا كله من هذا الرعب القاتل.
لا حاجة لمداهمة المناسبات للقبض على مطلق النار ، وانما استدعاؤه في اليوم الثاني واحالته الى القضاء ليطبق بحقه القانون وعندها سيتداول الناس امره وكيف جرى حبسه ولن يقدم احد بعد ذلك على فعلته عندما يدرك الجميع ان القانون بالمرصاد ، اما ان تبقى الحال على ما هي عليه الان فذلك امر لا يقره عرف او قانون وفيه خطر شديد السكوت عنه حرام شرعا ، ولنا في ابرياء قضوا دون ان يعرف قاتلوهم خير عظة.
ما زلت احتفظ برصاصة داهمت منزلي موءخرا عندما اراد شخص ما ممارسة هوايته في مناسبة ما ، ولولا عناية الله سبحانه لكانت قاتلة مثلا ولا مجال لمعرفة الجاني هداه الله ، فالنار تطلق في كل الارجاء ، وما الفائدة اصلا من التعرف على شخصه العظيم .
باختصار لقد طفح الكيل ونحن بصدد حفلات التخريج والاعراس صيفا والتوجيهي نتائجه قريبة وسيتحول بلدنا الى جبهة مفتوحة اذا لم تضع الجهات المختصة حدا فاصلا لهكذا مهزلة ،وليس بين الاردنيين احد يمكن ان لا يكون سعيدا باعمال القانون وعلى الجميع ، فمن حق الجميع ان يفرح كما يشاء ولكن دون تعريض حياة الاخرين للخطر دون ذنب اقترفوه، وبالمناسبة تملك الحكومة ان تعلن رسميا انها ستباشر وبحزم في تطبيق القانون بحق المخالفين ولن تخضع لاية وساطات ولن تتردد ابدا في قرارها وان لها اساليبها في التعرف على على من يطلقون النار في المناسبات دون الحاجة لان تكون موجودة فيها ، فلربما كان هذا التحذير الجاد سببا لوقف هذا الرعب عندما يدرك الجميع ان الحكومة جادة في تحذيرها ، وعندها فليتحمل كل مسوءوليته ان هو تحدى التحذير والقرار واصر على ان يواصل تهديد حياة الامنين عنوة .
نثق بحكمة دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وجاهزية معالي وزير الداخلية السيد حسين المجالي وعطوفة مدير الامن العام السيد توفيق الطوالبة. وننتظر ككل المواطنين باذن الله قرارا جادا في اعلان ان الدولة وعبر اجهزتها المختصة ستقطع دابر هذم المعضلة التي تؤرق كل الاردنيين بلا استثناء. والله سبحانه من وراء القصد