عمون -حقق منتخب كوستاريكا إنجازا تاريخيا بتأهله إلى الدور ذالثاني بنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بالبرازيل بعدما حقق مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبه على نظيره الإيطالي بهدف نظيف في الجولة الثانية للمجموعة الرابعة على ملعب ارينا بيرنامبوكو بمدينة ريسيفي اليوم الجمعة.

وواصل المنتخب الكوستاريكي ظهوره اللافت في البطولة للمباراة الثانية على التوالي، بعدما فاجأ نظيره الأوروجواياني في الجولة الماضية بالتغلب عليه 3/ 1، ولم يخش قوة وخبرة المنتخب الإيطالي الذي بدا عليه الاستهتار خاصة في الشوط الأول ، ليحصد المنتخب الكوستاريكي، الذي قدم أداء بطوليا اليوم، ثلاث نقاط مستحقة.

وأحرز براين رويز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 44، عبر ضربة رأس متقنة ارتطمت بباطن العارضة قبل أن تتعدى خط المرمى، حسبما أشارت تكنولوجيا خط المرمى التي تم الاحتكام إليها للمرة الثالثة في البطولة حتى الآن.

وارتفع رصيد كوستاريكا بهذا الفوز إلى ست نقاط في الصدارة ليتأهل رسميا للمرة الثانية في تاريخه إلى دور الستة عشر، فيما تجمد رصيد إيطاليا عند ثلاث نقاط في المركز الثاني، متقدما بفارق الأهداف على منتخب أوروجواي صاحب المركز الثالث بنفس الرصيد، فيما قبع المنتخب الانجليزي في المركز الأخير بلا رصيد ليودع المونديال رسميا من الدور الأول.

ويلتقي المنتخب الكوستاريكي في الجولة الثالثة والأخيرة مع نظيره الانجليزي يوم الثلاثاء القادم، وتسعى كوستاريكا للحصول على نقطة التعادل لضمان تصدر المجموعة بغض النظر عن نتيجة المباراة النارية الأخرى التي ستقام في نفس التوقيت بين إيطاليا وأوروجواي.

ويكفي إيطاليا الحصول على نقطة واحدة فقط لمرافقة كوستاريكا في دور الستة عشر، بينما لا بديل أمام أوروجواي سوى تحقيق الفوز.
وكرر المنتخب الكوستاريكي بهذا الانتصار إنجازه التاريخي الذي حققه في مونديال 1990 الذي تأهل خلاله إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.

وحققت كوستاريكا اليوم انتصارها الأول في تاريخ لقاءاتها مع إيطاليا التي فازت في المباراة الوحيدة التي جرت بينهما بهدف نظيف وديا في حزيران/يونيو 1994.

ويعد هذا الفوز هو الثالث لكوستاريكا، التي تشارك للمرة الرابعة في كأس العالم، في مواجهاتها مع المنتخبات الأوروبية في المونديال، بعدما سبق لها أن تغلبت على منتخبي اسكتلندا والسويد في مونديال 1990، مقابل الخسارة في ثلاث مباريات والتعادل في لقاء واحد.

وباتت كوستاريكا رابع منتخب يضمن تأهله إلى دور الستة عشر رسميا بعد منتخبات هولندا وتشيلي وكولومبيا.

بدأت المباراة على عكس المتوقع بنشاط هجومي من كوستاريكا، وشهدت الدقيقة الثانية التسديدة الأولى في اللقاء من قبل كريستيان بولانوس ولكنها تصدى لها جيانلويجي بوفون حارس المنتخب الإيطالي المخضرم بنجاح.

حاول المنتخب الإيطالي السيطرة على منتصف الملعب ولكن افتقدت هجماته للخطورة المطلوبة، في الوقت الذي كاد فيه المنتخب الكوستاريكي افتتاح النتيجة في الدقيقة السابعة عن طريق سيليسو بورجيس الذي تابع الضربة الركنية التي نفذها بولانيوس، ليسدد بورجيس الكرة برأسه قبل أن يلحق بها بوفون ولكن الكرة ابتعدت عن العارضة بقليل.

واصل منتخب كوستاريكا خطورته على مرمى إيطاليا، لاسيما في ظل حالة اللامبالاة التي بدت على أداء الإيطاليين، وتعددت الضربات الركنية المحتسبة لكوستاريكا والتي كاد من إحداها أن يبادر بالتسجيل في الدقيقة 16 لولا براعة بوفون الذي أبعد الركلة التي نفذها بولانيوس بقبضة يده في الوقت المناسب.

حاول المنتخب الإيطالي تهدئة اللعب وامتصاص حماس لاعبي كوستاريكا عن طريق تمرير الكرة فيما بين لاعبيه.

وشهدت الدقيقة 27 التسديدة الأولى للمنتخب الإيطالي عن طريق تياجو موتا الذي سدد من خارج المنطقة من متابعة لتمريرة زميله ماريو بالوتيلي ولكنها ابتعدت عن القائمة الأيمن لمرمى كايلور نافاس جامبوا حارس مرمى منتخب كوستاريكا.

وأهدر ماريو بالوتيلي فرصة مؤكدة لمنح التفوق للمنتخب الإيطالي في الدقيقة 31 بعدما تلقى تمريرة أمامية من زميله أندريا بيرلو لينفرد النجم الأسمر تماما بالمرمى، قبل أن يضع الكرة من فوق جامبوا الذي خرج من مرماه لملاقاته، ولكن الكرة ابتعدت عن القائم الأيمن بسنتيمترات.

ولم يمر سوى دقيقتين حتى أهدر بالوتيلي فرصة أخرى، بعدما تلقى تمريرة أمامية، ولم يكن حكم المباراة التشيلي انريكي اوسيس منتبها لوقوع اللاعب الإيطالي في مصيدة التسلل، لينفرد بالوتيلي بالمرمى ولكنه سدد كرة قوية جاءت في وسط المرمى ليبعدها جامبوا بقبضة يده.
حاول المنتخب الكوستاريكي العودة إلى المباراة مرة أخرى، ليفاجيء بولانيوس الجميع بتسديدة قوية بقدمه اليمنى من على حدود المنطقة في الدقيقة 37 على يسار بوفون الذي أبعد الكرة بصعوبة، قبل أن يقود براين رويز هجمة أخرى لكوستاريكا في الدقيقة 40، مسددا كرة من مسافة بعيدة ولكنها ذهبت ضعيفة في يد بوفون.

استعادت كوستاريكا الثقة مجددا، وأهدر لاعبه اوسكار دوارتي فرصة أكيدة في الدقيقة 42 بعدما تلقى تمريرة عرضية رويز، ليسددها دوارتي بمؤخرة رأسه ولكنها علت العارضة بقليل.

وطالب لاعبو كوستاريكا بركلة جزاء في الدقيقة 43 بعدما قاد نجمه جويل كامبل هجمة مرتدة، لينطلق بالكرة مراوغا كل من قابله قبل أن يتعرض للدفع من الخلف داخل منطقة الجزاء من قبل جيورجيو كيلليني، ولكن حكم المباراة لم يحتسب شيئا .

ونزلت عدالة السماء على ملعب المباراة بعدما أحرز براين رويز الهدف الأول لكوستاريكا في الدقيقة 44 بعدما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليسرى عن طريق جونيور دياز، ليسدد رويز الكرة برأسه قبل أن تصطدم بباطن العارضة وتتعدى خط المرمى، حسبما أشارت تكنولوجيا خط المرمى التي تم الاحتكام لها للمرة الثالثة في المونديال، لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق لكوستاريكا بهدف نظيف.

حاول تشيزاري برانديللي المدير الفني لمنتخب إيطاليا زيادة الكثافة العددية في خط الهجوم فدفع بأنتونيو كاسانو بدلا من تياجو موتا قبل انطلاق الشوط الثاني ليقود الهجوم الإيطالي بجوار بالوتيلي.

بدأ الشوط الثاني بسيطرة مطلقة من جانب إيطاليا، وقاد ماتيو دراميان هجمة من الناحية اليسرى في الدقيقة 50 قبل أن يسدد كرة قوية من خارج المنطقة بقدمه اليمنى، أبعدها نافاس جامبوا بأطراف أصابعه إلى ركلة ركنية.

وكاد بيرلو أن يدرك التعادل لإيطاليا بطريقته الخاصة في الدقيقة 52 بعدما احتسب حكم المباراة ركلة حرة مباشرة لمصلحة إيطاليا، ليسددها بيرلو بطريقة رائعة، ولكن جامبوا المتألق أمسك الكرة بثبات.

أجرى برانديللي تبديله الثاني في الدقيقة 57 بخروج أنتونيو كاندريفا ونزول لورينزو أنسيني بحثا عن المزيد من النشاط والحيوية في الهجوم.

حاول المنتخب الكوستاريكي شن الهجمات المرتدة مستغلا اندفاع المنتخب الإيطالي نحو الهجوم، والتي كاد كامبل أن يضيف الهدف الثاني لكوستاريكا من إحدى هذه الهجمات في الدقيقة 60، بعدما تلقى تمريرة أمامية ليصبح منفردا ببوفون الذي خرج من مرماه في الوقت المناسب مبعدا الكرة عن المنطقة الخطرة قبل أن يلحق بها كامبل.

هدأ إيقاع اللعب نسبيا، خاصة بعدما سيطرت كوستاريكا على وسط الملعب مرة أخرى، بفضل سرعة وحيوية لاعبيه الذين نجحوا في تضييق المساحات على لاعبي إيطاليا.

وأجرى المنتخب الكوستاريكي تبديله الأول في الدقيقة 68 بنزول خوزيه كوبيرو بدلا من يلتسين تيخيدا، قبل أن يجري المنتخب الإيطالي تغييره الأخير في الدقيقة 71 بنزول اليسيو تشيرشي بدلا من كلاوديو ماركيزيو.

وفي الدقيقة 74 أجرى الكولومبي خورخي لويس بينتو المدير الفني لكوستاريكا التبديل الثاني لفريقه بخروج جويل كامبل ونزول ماركو أورينيا.

ولم تسفر التبديلات الإيطالية عن أي جديد، على عكس المنتخب الكوستاريكي الذي كاد أن يضاعف النتيجة في مناسبتين، كانت الأولى في الدقيقة 84 عن طريق أورينا الذي تلقى كرة أمامية قبل أن يسدد كرة صاروخية ولكنها اصطدمت بقدم كيليني لتتحول الكرة إلى ركلة ركنية.

أما الفرصة الأخرى، فكانت في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع عن طريق راندال برينيس، الذي سدد كرة أخرى من خارج المنطقة ولكنها ابتعدت عن القائم الأيسر للمرمى الإيطالي بقليل، لتنتهي المباراة بفوز تاريخي لكوستاريكا، التي أصبحت أول منتخب من أمريكا الشمالية تتأهل إلى الدور الثاني في المونديال البرازيلي حتى الآن.(د ب أ)