في "أدب" الكذب .. فرحتنا لا تكتمل!
د. وليد خالد ابو دلبوح
18-06-2014 04:47 AM
قصص من حياتنا .. ويا فرحة ما تمت!
ما ان فرحنا "باستقلالنا" من محتل واحد ... الاتراك المسلمين .. حتى تفاجئنا بالمحتلين الانجليز والفرنسيين .. وسايكس بيكو الكبير ... وطارت فلسطين .. وأصبحنا نحِن الى "المحتل" الأول ... وما ان صفقنا لانتصار سعد الدين الشاذلي في حرب اكتوبر ... حتى "بصع" مزاجنا الرئيس محمد أنور السادات بخاينة اخرى تسجل في تاريخنا "المشرق" ... وما ان ابتهجنا بتصريحات الوزير الصحاف في اول يوم في حرب الخليج الثالثة ... حتى كانت قوات التحالف في قلب بغداد بعدها في ايام معدودة ... وما ان فرحنا بانجازات علمائنا في عصورنا الاسلامية الذهبية ... حتى تبين ان جُل هؤلاء "العرب" .. ليسوا بالعرب وحتى في أشهى اكلاتنا التي طالما مجدناها .. وقد تبين ان اليالنجي والشاورما والكفته الكباب والشوشبرك انهم "يردو" لأكلات تركية ... ومحرر فلسطين .. كان صلاح الدين .. كرديا ... وكذلك احمد شوقي .. ايضا منهم وفيهم ... وشماخنا كان انجليزيا واصبح صينيا ... وقمح خبزنا ... اميركيا ... ولغاتنا عرباننا .. الانجليزية ..
وما ان ابتهجنا بالربيع العربي وقلنا اخيرااا ... جاءنا الفرج من اوسع ابوابه .. حتى لعنا الفصول الاربعة.. ولعنا الابواب جلها بجميع الوانها واشكالها المغلقة والمفتوحه ... حديدها وخشبها ... من بلوطها حتى خيزرانها ... وقلنا يرحم ايام "الطوارئ" بس يا ريت ترجع هذيك الايام .. وانتقل البوعزيزي من الشهيد البطل .. الى "المجرم" الخائن" ... وما ان ارتفع النمو الاقتصادي عندنا واصبح هناك انتعاش اقتصادي .. حتى تبين لاحقا ان الارض وما تحتها قد بيعت "في المزاد العلني" ... تحت مسمى البند "الوطني" ... سياسة الخصخصة "المحنكه"!
الصدق عندنا: أكبر كذبة!
وما ان جاء النسور على سدة رئاسة الوزراء ... حتى قلنا اخيرا ... "يسعد الله" ... جاء الاصلاح ورجل الاصلاح ... الرجل الذي عارض رفع الاسعار وحجب الثقة عن جل الحكومات .. الرجل ما حد معبي عينو ... واكيد عندو شي "مخبي" رح يفرجينا ياه .... حتى ارانا ما رأينا من "ايات ربنا العظمى" .. وأصبجنا نحِن الى الايام "الاسوأ" من رؤساء وزرائنا السابقين .. واليوم ... ما ان فرحنا بهدف الجزائر الاول ... حتى قذفنا البلجيك بمثلها مرتين... يا فرحه للعرب ... كانت ولا زال ... ما تمت!!
الخاتمة: عقليتنا لا تدعم الفوز .. نعشق الكذب!!
علينا ان نقر بأن جل "انتصاراتنا" .. كانت من الخيال ... ونتاج صناعة الكذب ...! والمشاكل والفشل التي ظنناها موكولة بنظرية الموامرة الخارجية ... تبينت اليوم انها ... هي لا شيء اكثر .. من الخيانه العربية العربية... وخيبتنا كانت منا وفينا ... في عقليتنا .. ونظرتنا الى الامور والى الاخر ...
كما وظننا ايضا يوما ما ... ان مشكلتنا تكمن في السرقه ... فوجدناها في الحقيقة تكمن في الكذب ... ويا محلى السرقه بجانب الكذب!! نعم الكذب وراء كل فشل ومصيبه ... وخاصة اذا تمعنا في المثل القائل ... الكذب ملح الرجال ... وما اكثر الملح وما اقل الرجال ... ومن هنا ما ان فتشت وراء كل مشكلة قومية كانت ام وطنية ... وجدت الكذب ... الخيانة ... حاضرة في كل مكان ... ظاهرة اكانت ام مستترة ... والكذب والانتصار .. بالطبع ... لا يلتقيان!!