بين يدي وزير التربية والتعليم
نزيه القسوس
17-06-2014 03:15 AM
يجب أن نذكر حقيقة مهمة جدا وهي أن الدكتور محمد ذنيبات وزير التربية والتعليم أعاد لوزارة التربية وجهها الحقيقي وخلصها من بعض الشوائب التي كانت تسيء للتعليم في الأردن وقد تكون الخطوة الأهم التي اتخذها الوزير هي اعادة الهيبة والسمعة الطيبة لامتحان التوجيهي بعد أن أصبح هذا الامتحان مهزلة وسخرية على كل لسان وبعد أن فلتت الأمور وأصبح الغش يمارس في قاعات الامتحان بشكل مكشوف ودون اتخاذ أي اجراء لضبطه وهذه المبادرة تسجل بأحرف من فخر للدكتور الذنيبات .
موضوعنا اليوم والذي نود أن نضعه بين يدي الوزير هو الضعف في اللغة العربية الذي يعاني منه معظم طلاب المدارس إذ أننا أصبحنا نشعر بأن هناك انحدارا كبيرا في هذه اللغة وفي أساليب تعليمها وهذه الأساليب هي التي ساعدت على انحدار هذه اللغة .
في المدارس الابتدائية يتعلم الطلاب أساسيات اللغة وبعض قواعدها الهامة وخصوصا الاملاء وتعلم الاملاء لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة بدون أن يركز المعلمون على وظائف النسخ البيتية، فالنسخ هو الذي يجعل الطالب يتعلم بل ويمارس التهجئة وهو يقوم بعملية النسخ، فعندما يطلب المعلم من الطلاب نسخ عشرة أسطر من درس المطالعة مرة أو مرتين واحضارها في الحصة القادمة فإن الطلاب يمارسون عملية مهمة جدا ومكملة لتعليم اللغة والاملاء وبتكرار هذه العملية على مدار السنة فإن عملية النسخ تعلمهم الاملاء والقراءة .
هذه ناحية، أما الناحية الأخرى المهمة فهي حصة التعبير، فهذه الحصة لا تعطى الاهتمام اللازم من قبل المعلمين وبعض هؤلاء المعلمين لا يقومون بقراءة المواضيع التي يكتبها الطلاب خصوصا إذا كان عدد طلاب الصف كبيرا.
هناك اقتراح نضعه بين يدي وزير التربية والتعليم، وهذا الاقتراح يتلخص في أن تقوم كل مدرسة بشراء عدد من الكتب التي تناسب أعمار الطلاب ومستواهم الدراسي حتى الصف التاسع مثل سلسلة الناجحون أو من القصص العالمية الراقية والمشهورة الملخصة في كتب صغيرة بحيث توزع هذه الكتب على الطلاب في حصة الانشاء ويطلب من كل طالب قراءة الكتاب الذي معه ثم يلخصه في صفحتين أو ثلاث صفحات للحصة القادمة .
هذا الاقتراح إذا ما أخذ به فإنه يعلم الطلاب القراءة ويخلق لديهم رغبة المطالعة ويعلمهم أساليب الكتابة والتعبير وتكون المواضيع الموجودة في الكتب مثار نقاش بينهم فتثري عقولهم وتزيد من ثقافتهم واطلاعهم .
الضعف في اللغة العربية مشكلة موجودة ولا أحد يستطيع انكارها حتى أن بعض الشباب الذين أنهوا دراستهم الجامعية يخطئون في الاملاء وفي القواعد وكأنهم ليسوا عربا أو درسوا في مدارس عربية .
مربط الفرس لمعالجة الضعف في اللغة العربية هو في مدارس وزارة التربية والتعليم وفي المدارس الخاصة التي تركز على اللغات الأجنبية وتهمل اللغة العربية لذلك فإن المطلوب من هذه الوزارة أن تتصدى لهذه المشكلة وأن تواجهها بكل حزم حتى نخرج أجيالا يستطيعون التعامل مع لغتنا الحبيبة بدون أخطاء قاتلة.
(الدستور)