facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإستثمار في التعليم العالي بين المليارات والإدعاءات !


د. عادل محمد القطاونة
16-06-2014 03:51 AM

كثيرة هي الأقوال ؛ وقليلة هي الأفعال وبين الأقوال والأفعال تضيع أغلب الأعمال وتندرج مع مرور الزمن تحت ما يسمى بالأوهام ! أوهام الإنجاز الكبير الذي يرافقه التحدي الكبير فتتضعضع الإنجازات وتعيد الحياة دورتها فجيل بعد جيل وصولاً إلى الواقع الأليم في تعليم هزيل يرافقه الكثير من التهليل !

الجامعات الحكومية منها والخاصة على حد سواء ؛ كانت ولا زالت وعلى مر الأزمان وفي كل دول العالم ديدناً في الحضارة والتقدم والإزدهار وعلامة فارقة في تصنيف الدول فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان والصين وألمانيا وغيرها من الدول المتقدمة تسيطر جامعاتها على أكثر من 90% من الجامعات الأفضل على مستوى العالم ؛ أما دولنا العربية فما زالت تنتظر الدخول إلى نادي أفضل 500 جامعة على مستوى العالم بإنتظار أبحاثها وإختراعاتها تارة ؛ ولوجاً إلى دعم الهيئة التدريسية والإدارية عندها ؛ إنتقالاً إلى تحديث البنية التحتية وتعديل سياسات القبول والنجاح في نظامها التعليمي ؛ وصولاً إلى تغيير بعض أفكارها التقليدية الترفية القائمة على الواسطة والمحسوبية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

يصل حجم الإستثمار في التعليم العالي في بريطانيا إلى أكثر من 25 مليار دولار أمريكي أي ما يقارب من 14 مليار جنيه إسترليني في العام الواحد حسب بيانات الحكومة البريطانية إلا ان البعض يرى أن مجموع ما ينجزه هذا القطاع يتجاوز ال100 مليار سنوياً وإذا ما أخذنا بعين أن الطلاب الأجانب يرافق وجودهم في البلد المضيف نفقات مختلفة وتضاهي الرسوم المدفوعة وقد نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها رقم 12585 في العام 2013 تقريراً بين أهمية التعليم العالي في رفد الاقتصاد البريطاني بمليارات الجنيهات الاسترلينية سنوياً ومدى أثر ذلك على رفد خزينة الدولة بالايرادات بشكل مستمر !

أما في الأردن الدولة الأكثر أمانا في الشرق الأوسط ؛ الدولة الأكثر وسطية ؛ الدولة الأكثر تعلماً والأقل أمية بين نظيراتها في العالم العربي فالتعليم العالي له حكاية أخرى، فحجم الإستثمار في التعليم العالي والبحث العلمي لا يصل إلى 0.0001 مع ما هو موجود في بعض الدول العالمية يرافق كل ذلك خلل في التأسيس ؛ قصور في الرؤية ؛ إنعدام في الإدارة ؛ مزاجية في التعامل؛ إزدواجية في المعايير ؛ تهميش للطالب الجامعي؛ إحباط للأستاذ الجامعي؛ ضعف في الدعم والرواتب والمزايا للأستاذ الجامعي والإداري ؛ أنانية في الترقية ؛ تهافت على الشهرة والمنافسة . كل هذا وذاك لم يمكن التعليم العالي من تحقيق النتيجة المطلوبة فبدت معادلة التعليم أكثر تشوهاً تلامسها بعض الإيجابيات بين الحين والآخر من بعض الإدارات الجامعية الناجحة وتميز بعض الأساتذه وولوج بعض الإجرءات والسياسات الجادة في تغيير معالم التعليم الجامعي نحو تعليم جامعي لا تغلفه الربحية والرأسمالية يحكم فيه القوي الضعيف، تعليم يكفل للأستاذ الجامعي وللموظف الإداري العيش بكرامة ، تعليم يلامس المجتمع ويبحث عن الحلول.

في خضم كل هذه الحقائق يواجه التعليم العالي تحدياً حقيقياً في التشويه والتهويل في نقل الأخبار فمن حادث بسيط ينقل البعض الحدث ويصوره إرهابياً فبدت الصورة للجامعة على أنها ساحة معركة ؛ وبدا الطالب إرهابياً والمدرس ثانوياً ومع تسارع وتعاظم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي بدت صورة التعليم العالي قاتمة وإنتقلنا من التركيز على الإنجازات إلى تحليل الإدعاءات !

ختاماً إن الإستثمار في التعليم العالي يجب أن يكون إستثمار وطن لا إستثمار مواطن فالوطن للجميع ؛ والمواطن قد يكون إيجابياً وقد لا يكون ، أنانياً جهوياً وقد لا يكون بمعنى أن قراءة متأنية تغلفها الحكمة والموضوعية ودون تمييز بين حكومي وخاص يمكن أن تجعل من الأردن دولة مركزاً للتعليم العالي في المنطقة وبلغة أكثر دقة دولة تدخلها مليارات الدولارات رغبة في تعليم يبحث عن التميز والعالمية.





  • 1 ابن الكرك 16-06-2014 | 02:36 PM

    دكتورنا الغالي عادل القطاونة
    مبدع كعادتك وافكارك تستحق التقدير والاخترام

  • 2 احمد عبدالله 16-06-2014 | 02:53 PM

    كالعادة دكتور عادل متألق بمقالاتك

  • 3 ... 16-06-2014 | 06:00 PM

    مقالة تعبيرية ورائعة نشكرك دكتور كل الاحترام

  • 4 yazan hajeer 16-06-2014 | 10:40 PM

    كل الاحترام والتقدير للكاتب الفاضل

  • 5 محمود 16-06-2014 | 11:38 PM

    كعادتك يا دكتور عادل الفاضل متميز في طرحك للمواضيع المتعلقة بمصلحة الوطن .

  • 6 عامر 17-06-2014 | 03:03 AM

    كل الاحترام والتقدير للدكتور على طرحك هذه المواضيع الرائعة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :