لقد استوقفتني هذة الجملة المضيئة التي قالها وزير الداخلية حسين هزاع المجالي في معرض الحديث عن الاستقلال ، (ان المحافظة على الاستقلال تستوجب لحمة وطنية ووعيا شاملا للمتغيرات التي تعصف بالمنطقة ولا ينجو من اثارها إلا من قدم المصلحة العامة للوطن والشعب على المصالح الشخصية ) .
وهو بذلك ينهل من معين جلالة الملك والتقط الرسائل و التوجيهات الملكية بكل عناية و دقة ،وبما ان المتحدث وزيرالداخلية فهذة رؤية تنبع من صميم الحس الامني المسؤول بوجوبية المحافظة على امن الاستقلال وحمايتة والذود عنه بالغالي و النفيس و الدفاع عنه بشتى الوسائل وعلى رأسها وسائل الردع المضادة للتهميش والاقصاء و اغتيال الشخصية والمحاصصة و المحسوبية ، و التغول المقرون بالاستقواء بمختلف صورة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ، وكذلك التخلي عن قيم النزاهة و الشفافية و المسألة و مكافحة الفساد و الابتعاد عن قيم العدالة بشقيها ، العدالة القضائية و العدالة الاجتماعية و ترسيخ هيبة الدولة و سيادة القانون ، وهذة الركائز الامنية وغيرها ، هي من اولى اولويات اجهزة الدولة المختلفة وفي مقدمتهاالسلطة التشريعية والقضائية و التنفيذية .
ان المحافظة على امن الاستقلال يستدعي ان نقف وقفة مراجعة ( اين كنا ؟ اين نحن الان ؟ ما هو هد فنا المستقبلي ؟ ) وان نفخر بالمنجز ، نعظم ماهو ايجابي و نتلافى ماهو سلبي و ندرس بعناية احتياجات المواطنين القطاعية وكذلك معرفة درجات الرضى الشعبي عن اداء السلطات الثلاثة و الابتعاد عن التخمينات المغلوطة والاستنتاجات العائمة التي تفضي الى نتائج صادمة مخيبة للامل . فلم يعد مقبول ابدا دفن الرؤس في الرمل ، لانة من ابجديات المواطنة ، ان الحقوق تقابلها الواجبات ، لهذا كانت المسألة الاداة التي تحفظ حق الاخرين وتمنع التجاوزات على الحقوق .
من هنا يعد يوم الاستقلال يوم وطني هام نستذكر فيه امجاد الوطن و منجزاتة ، وكيفية الحفاظ على هذا الاستقلال داخليا وخارجيا .
و لعلة من الثابت و البديهي ان مؤسسة العرش وسيادة الدولة وهيبتها الوطنية تعتبر من الثوابت الوطنية الراسخة لأنها تشكل اساساً متيناً ونهجاً راسخا ً للحفاظ على مكتسبات الاستقلال وتعزيزها ، ومواجهة كل الظروف والتحديات التي تعترض طريق مسيرتنا الوطنية ، فلا بد لنا في هذا الوطن من العمل على تعزيز وحدتنا الوطنية وتقوية جبهتنا الداخلية وتعظيم قيم الولاء والانتماء .
و من خلال المتابعة لنبض الشارع الاردني فان الاردنيون في يوم الاستقلال يجددون اصرارهم على التمسك بوحدتهم الوطنية و يأكدون عليها و يعضون عليها بالنواجض اكثر من اي وقت مضى وذلك بالنظر الى ما يدور في الاقليم من احداث مؤلمة ، فيوم 25/5/1946 من كل عام نستظل بهذة الذكري الوطنية المجيدة ، وكم شعرت بالفخر وانا استمع لعدد من الخطباء بهذة المناسبة وهم يرتجلون كلاماتهم في كل المحافظات الاردنية معلنين عن حبهم و انتمائهم للاردن وكان اخرها في محافظة الزرقاء الذين اكدوا على هذة المعاني وبخاصة الوحدة الوطنية وتعظيم الانجازات والمواظبة على العمل الدؤوب لتحقيق المزيد من العطاء والانجاز في ظل قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني .
فالاردنيون يستبشر بالهاشميين دائما ، فهم الذين قادوا مسيرة التحرر والاستقلال والبناء ، بدءا من الشريف الحسين بن علي ثم الملك عبدالله الأول بن الحسين صانع الاستقلال ، مروراً بجلالة الملك طلال صانع الدستور ثم جلالة الملك الحسين بن طلال الباني طيب الله ثراهم ، وصولاً إلى قائد المسيرة جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين الذي تتولى الانجازات و الاصلاحات في مختلف مناحي الحياة في عهده وبخاصة الاصلاحات السياسة و الدستورية حتى اضحى الاردن بقيادتة و شعبة و منجزاتة انموذج يحتذى في المنطقة و الاقليم و العالم ،نبارك للاردن عيد استقلاله ملكا و حكومة و شعبا .