شادية .. وهزيمة حزيران ..
عودة عودة
15-06-2014 04:17 PM
مرت قبل أيام الذكرى 44 (لهزيمة) حزيران .. نعم إنها هزيمة و ليست نكسة, فقد قُدرت مساحة الأرض التي إحتلها العدو الإسرائيلي (خلال ستة أيام و قيل خلال ستُ ساعات) أربعة أضعاف ما كانت عليه (اسرائيل) قبل الخامس من حزيران 67 (كل فلسطين و الجولان و سيناء).. أي أنه بعد ستة أيام ليس غير جلست اسرائيل بجيشها و رايتها الزرقاء فوق دمشق و معها كل الجولان الجميل, كذلك اتسعت خاصرة العدو بعد احتلاله للضفة الغربية و انتشار جيشه على امتداد نهر الأردن و بعيداً عن عمان خمسين كيلومتراً إضافةً الى احتلال سيناء و بعيداً عن القاهرة اقل من مئة كيلومتراً كما ضُمت القدس الشرقية الى الدولة العبرية و أُعلن هذا الإنضمام قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي (عوزي ناركيس) و بجانبه كان يقف دايان و رابين و اشكول و هم ينشدون: ليلتسق لساني في حلقي اذا نسيتك يا اورشيلم !؟ كفى, لا أُريد أن ازيد في وصف حالة انكسارنا و خيبتنا في تلك الأيام الحزينة جداً.
و إمعاناً في السخرية الإسرائيلية من العرب.. و جيشوهم لم تمل إذاعة العدو و خلال ايام الحرب الستة و شمسها الحزيرانية اللاهبة من تكرار أُغنية عاطفية معروفة و مشهورة و لمطربة عربية رقيقة هي (شادية) و الأغنية تقول: (قولوا لعين الشمس ما تحماشي لَحْسن غزال البر صابح ماشي...) و هدف عدونا من تكرار اذاعة هذه الأغنية الجميلة ليس مناشدة الطبيعة ان تخفف من حرارتها و تلطيف الجو على جنودنا المهزومين و التائهين في الصحراء و الوديان و الشعاب و الأغوار بعد انسحابهم من ميادين القتال ,و إنما الإمعان في السخرية الشديدة من العرب.. جميع العرب من المحيط الى الخليج!؟.
و أغنية (قولوا لعين الشمس) التي اخرجها العدو الإسرائيلي من عباءتها الوطنية و التاريخية تتحدث عن (محكمة دنشواي) في عهد الإستعمار البريطاني لمصر العام 1910 و التي صدرت عنها احكام قاسية منها الإعدام و الأحكام المؤبدة و الجلد و كل هذه الأحكام نُفذت في شبان مصريين اعمارهم دون العشرين في يوم شديد الحرارة و في قرية دنشواي المصرية نفسها.
و بعد أكثر من مئة عام لواقعة (دنشواي) المجيدة و انتصاراً لفلسطين و الشعب الفلسطيني و في يوم النكبة 15 ايار .. و الهزيمة 5 حزيران صَدحَ صوت شادية الشجي لنفس الأغنية: (قولوا لعين الشمس ما تحماشي..) في ميدان التحرير بالقاهرة و على صفحات التواصل الإجتماعي (الفيسبوك و التويتر) و من خلف شادية رددت الملايين في مصر و وطننا العربي هذه الأغنية .. و الشعب يريد تحرير فلسطين.
كل عام .. و في المناسبتين 15 ايار و 6 حزيران تهتز حدود اسرائيل (الهشة) , شبان و شابات عرباً و فلسطينين يدقون أبواب فلسطين من جميع الجهات في الشمال و في الشرق و في الجنوب بعضهم يستشهد و بعضهم يُجرح و آخرون يصلون الى الديار في يافا و حيفا و عكا و بئر السبع و القدس.. رغم تهديد و وعيد نتنياهو .
يبقى سؤال و بعد 63 عاماً من نكبة 15 ايار و 44 عاماً هزيمة 5 حزيران : (لماذا هُزمنا ..!؟) في الموقعتين , الإجابة انتظرناها طويلاً و نرفض في هذه المرة الإجابات الناقصة و غير المقنعة , ما نريده الأجوبة الكاملة و المقنعة ..الآن و نحن نعيش ربيعنا العربي..!؟