داعش والغبراء ,,,, وحرب البسوس ؟!
د. بلال السكارنه العبادي
15-06-2014 03:17 AM
إن المتابع للمشهد الدراماتيكي لاحداث العراق الحالية ، وما رافق مخرجات الربيع العربي من دمار وقتل وتشريد وتهجير في سوريا وليبيا واليمن وحتى مصر ، وظهور الفوضى والتنظيميات الارهابية بمسميات مختلفة من داعش ونصرة الاسلام وغيرها ، التي تروع الناس وتقتل البشر بحجة الديمقراطية والاسلام والدفاع عن حقوق البشر باستخدام الاسلحة بكافة انواعها وصنوفها ، ما هي الا مؤشرات لحالة الفلات الامني التي اصبحت بهذه الدول ومما اصبح الحليم حيراناً مما سيحدث او حدث .
والذي يثير الاستغراب ظهور داعش في العراق بشكل مؤثر واستخدام الاسلحة من جديد في العراق واحتلال مناطق كتكريت والموصل وغيرها ، وعلى مشهد من قوات المالكي والحليف الايراني وبسكوت الولايات المتحدة الامريكية ، علماً بان عناصر داعش على درجة من الخطورة والتدريب ويمتلكون قدرات وخبرة في حرب الشوارع والعصابات، ويستغلون فكرة الدروع البشرية داخل المدن والأحياء، مما يفرض على القوات العسكرية الدقة والمناورة والتحسب من الاضرار بالمدنيين والمنشآت التي يتمترس بها مقاتلو داعش.
ان هذا التنظيم ومنذ ظهوره اثار كثير من الشبهات حوله، وذلك من خلال ممارساته، وأهدافه وارتباطاته، الأمر الذي جعلها محور حديث الصحف والاعلام، وما بين التحاليل والتقارير، ضاعت هوية هذا التنظيم الأصولي وضاعت أهدافه وارتباطاته بسبب تضارب المعلومات حوله، فئة تنظر اليه كأحد فروع القاعدة في سوريا، فئة أخرى تراه تنظيما مستقلا يسعى لاقامة دولة اسلامية، وفئة ثالثة تراه صنيعة النظام السوري للفتك بالمعارضة وفصائلها، وبين هذا وتلك وذاك.. من هي داعش؟
إن الذين قتلوا في حرب البسوس الحقيقة أقل بكثير ممن قتلوا في حرب البسوس الحالية ،وما نجم عنها من ضياع وتجويع لملايين البشر ، وبدون معرفة السبب والدوافع وراء وجود هذه التنظيمات كامثال " داعش " وأخواتها التي لم تطلق رصاصة واحدة تجاه كيان الاغتصاب الإسرائيلي، فهذه ليست مهمتها، ولا هو دورها، بل دورها ـ بالضبط ـ تحطيم المجتمعات العربية، ونشر حرب الكل ضد الكل، دورها ـ ببساطة ـ التدمير من أجل التدمير، وقد كان تحذير ‘داعش’ لخصومها ومحاربيها في العراق وسوريا صريحا همجياً .
والمفارقة ما بين حرب البسوس الحالية وتلك في ذلك الزمن الغابر ، وبالرغم من اختلاف ظروف الحياة الا انها مختلفة في اهدافها وصورها وما ترتب عنها ، خاصة ما ظهور الانقسامات ما بين ابناء الوطن الواحد تحت مسميات كثيرة السنة والشيعه ودول الاعتدال ومثلث السني والشيعي وغيرها .
وبالتالي لا نعلم ماهو القادم والسيناريو الخفي في دعم داعش لتشد من قبضتها داخل العراق ، وهل سنشاهد دويلات جديدة وانقسام العراق الى اقليم سني وشيعي والاكراد وامتدادها الى سوريا وخلط كافة الاوراق بحيث سيشهد الاردن هجرات جديدة ، وظهور الشرق الاوسط الجديد ، لنرى والايام القادمة حبلى بالاخبار والمفاجئات .