facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حال العرب .. خاطره


شحاده أبو بقر
14-06-2014 04:20 AM

لا جدال في ان العرق دساس ، فالناس يتمايزون في صفاتهم وأخلاقهم وسلوكهم في الحياة وهذا مثبت علميا وشرعيا، فيهم العظام وفيهم التافهون ، فيهم الكبار في فكرهم وتصرفاتهم ويقدمهم الآخرون على انفسهم طوعا لا كرها ، وفيهم في المقابل الصغار في تلك السجايا ممن يتجاهلهم الناس ولا يحترمونهم إلا نفاقا خضوعا لمراكزهم وأموالهم او نفوذهم ،وهم في حقيقة الأمر يدركون أنهم ليسوا أهلا لا للمركز ولا للمال .

هذا هو حال الحياة الدنيا فالكبار في أخلاقهم وسجاياهم تكبر بهم المواقع لا العكس ،والصغار في المقابل تصغر بهم المواقع ويتوهمون هم في المقابل أنهم قد صاروا كبارا يتعالون على الناس وهم سعداء زورا بما هم فيه.

في أدبياتنا السياسية المعاصرة المستوردة ،نتحدث عن الفكرة والبرنامج كأساس للتطور ونتهم الشخصنة بانها سبب البلاء وننسى ان الفكرة العظيمة لا يمكن لها ان تثمر إلا إذا ترجمها عظام مثلها الى إنجاز عظيم ،وان الرجال الرجال وحدهم هم القادرون على إسعاد البشرية وان نقيضهم من الرجال هم سبب شقاء البشر إذ ليس في نفوسهم وذهنياتهم اي اهتمام إلا بأنفسهم ولا وجود لحياة ومصالح الآخرين في شريعتهم المنقوصة أدنى وجود .

في حياة الأوطان والشعوب وتاريخهم اسماء كثيرة لرجال مروا مرور الكرام ولا يستذكرهم احد ، وفي المقابل رجال تموت ذكراهم بعد إذ تركوا أثرا لا ينسى وفرضوا حضورا لا يغيب حتى وان غابت أجسادهم عن هذه الدنيا الفانية ، والأمر ذاته معهود في سائر المجتمعات الإنسانية صغيرة كانت ام كبيره .

تلك أمور طبيعية مبرراتها شرعية وعلمية جينية معا وليس لبشر ان يجادل فيها إلا إذا كان متنطعا، ودرتها الايمان الخالص بالله الواحد الأحد أولا ثم إدراك قدر النفس طلبا لرحمته سبحانه دون مكابرة او غلو ،ورحم الله عبدا عرف قدر نفسه واحترم ذاته باحترام الآخرين وعرف وعن يقين ان لا كبير في هذا الوجود إلا الله جل جلاله فارتاحت نفسه ونفوس سواه .

باختصار هي حكمة ربانية يدركها المؤمنون الحقيقيون قبل سواهم ،فلكل إنسان قدراته التي تفوق أو تقل عن قدرات غيره ، وبالطبع فان الحياة تستقيم اكثر وتغدو اكثر راحة للجميع عندما نؤمن بان البشر سواء في الحقوق والواجبات ووفقا لقدرات كل فرد ،ولهذا صار عرفا عند العرب والمسلمين الذين كانوا وسادوا البشرية كلها مبدأ احترام الفرد وتقديمه على من هم سواه تبعا لقدراته وما حباه الله جلت قدرته من سجايا ،وما وسدوا الأمر أبدا إلا لأهله لسبب منطقي بسيط وهو ان فعله ليس له وحده وإنما له وللآخرين سواه .
أخيرا مناسبة هذه الخاطره هي حال العرب اليوم وقد ضيعوا تاريخهم وموروثهم وحضارتهم ولن أقول عقيدتهم وصاروا مقلدين للغث والسمين ومستوردين لثرواتهم نفسها بعد تصنيعها على يد غيرهم ومستهلكين لا منتجين يعيشون على هوامش فعل يصنعه غيرهم ، ناسين وأكثرهم متناسين ان الله العلي العظيم لم يكرم أحدا من خلقه كما أكرمهم إذ جعلها ارض الرسالات ومهبط الوحي ومحج البشر واختزن لهم في باطنها وعلى سطحها أعظم ثروات الارض كافه ،ومع ذلك فهم اليوم عالة على الدنيا سئمتهم البشرية كلها وهم أعجز عن اقتلاع شوكة من أجسادهم إلا إذا استعانوا بالغريب الذي أصابه الملل منهم ، فبدل ان يكونا مشاعل نور للإنسانية كلها كما أراد الله لهم ، ها هم اليوم نهبا لهمل الارض ومرتعا لكل هوامها ،ولا حول ولا قوة إلا بالله ،فقد ضيعهم النفاق الأعمى وشاع فيهم الرويبضة وغاب عن الحضور من احترم ذاته ولم يتقن فن النفاق والزيف والخداع





  • 1 عيد العبادي 17-06-2014 | 12:20 PM

    رائع ياابا مازن وهدا واقع نعيشه الان .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :